حوارات

الأستاذ حسن زيد الأمين العام لحزب الحق

الهوية في حوار هذا العدد التقت الأستاذ حسن زيد الأمين العام لحزب الحق و الذي تحدث لنا عن المجلس الوطني و أسباب توقف اجتماعاته و عن حكومة الوفاق ,أسباب فشلها و تقديم باسندوة لاستقالته و أعدام حسين بدر الدين الحوثي و إخفاء جثته فإلى تفاصيل الحوار:

 حسن زيد

  • هل ممثلو اللقاء المشترك في حكومة الوفاق هم من يسيرون السياق السياسي أم هناك أطراف أخرى ؟

بالنسبة لعلاقة المشترك بممثليه في حكومة الوفاق اعتقد أنها علاقة بين كل حزب  و الوزير الذي اختاره و هناك ومجموعة من الوزراء و على رأسهم رئيس الوزراء هم أساسا محسوبون على المجلس الوطني و شركاء المشترك و بالتالي لا توجد أي علاقة إلا على أساس المجلس الوطني و اجتماعات المجلس الوطني توقفت وبالتالي الصلة تقريبا انقطعت و لم تبق إلا الصلة الشخصية مع بعض أبناء العموم ، أي العلاقة الآن ما بين رئيس الوزراء  كرئيس وزراء ممثل للمجلس الوطني محصورين على بعض الأمناء العموم و بعض الشخصيات داخل المجلس الوطني .

  • ما هو سبب توقت المجلس الوطني ؟

اعتقد أنها خلافات ترتبت على عجز الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني على عقد اجتماع المجلس

  • هل هناك طرف من الأطراف حاول عرقلة المجلس الوطني لتسيير بعض الصلاحيات الخاصة فيه ؟

لا أعتقد أن أي طرف من الأطراف سعى الى ذلك خاصة الأطراف القوية داخل المجلس الوطني لكن العجز عن عقد اجتماع للمجلس الوطني بكامل أعضائه أدى الى التحرج عن الدعوة لاجتماع الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني  و من هنا فقدت الصلة مابين المشترك كمجلس وبين المجلس الوطني وبالتالي بيننا وبين الوزراء الممثلين للمجلس الوطني بالإضافة الى أننا حاولنا في المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك أن نقيم العلاقة ما بين المجلس الوطني و المشترك و شركائه و أيضا ما بين المشرك و الحكومة الممثلة للمجلس الوطني إلا أن انشغال الإخوة  أمناء العموم بلجنة التواصل أولاً ثم انشغالهم فيما بعد باللجنة الفنية باعد مابين اجتماعات المجلس الأعلى  للقاء المشرك و بالتالي لم نستطع أن نضع أطرا سوية و سالكة و قنوات للعلاقة مابين  المشترك و الحكومة  المشارك فيها

  • بما أن الأستاذ باسندوة يمثل الطرف الرئيسي باللقاء المشترك ، حدث له انتقادات كثيرة فيما طرحة في عدم معرفته بعدة أشياء و هذا الفشل أدى الى فشل المشترك لمن يطرحون بهذا الشكل ؟

اليوم الفجر قرأت مقالة لمروان غفوري يشيد فيها بذكاء و ثقافة الأستاذ محمد سالم باسندوة  في المقابلة و هذه وجهة نظر جديرة بالاهتمام ، و أنا كان لي تعليق  فما سمعته من الأستاذ باسندوة هو أقسى نقد وجه للفترة  الانتقالية وحكومتها ، الأستاذ باسندوة مهما قيل عنه إلا انه  مثقف ويتمتع بذكاء كبير جدا.

  • طيب ما هو السبب في عدم قدرة باسندوة في الإشراف على الوزارات ؟

هنا يمكن أن نعود الى الإجابة على السؤال الأول أن عدم استمرار نشاط المجلس الوطني و تفعيلة أدى الى كشف ظهر الأستاذ باسندوة لغياب  القوة السياسة التي تدعمه الآن ما دام أنه لا يوجد مجلس وطني فما هو الغطاء السياسي لرئيس الحكومة؟ و الصلة انقطعت ما بينه وبين المشترك من هنا عاد باسندوة الى ما كان عليه قبل الثورة مجرد شخص مثقف لا يوجد أي حامل سياسي يدعمه و بتالي هو مستمر في أداء وظيفة اقتصرت غالبا على اجتماعات مجلس الوزراء.

  • هل فعلا من يحاول أن يسطر عليه هو حميد الأحمر؟

لا لايوجد أحد يسيطر على رئيس الوزراء، الشيخ حميد الأحمر لا يمثل نفسه بل يمثل قوة موجودة هي التجمع اليمني للاصلاح و اعتقدكما قلت سابقاً الآن كشف ظهر رئيس الوزراء ونتيجة للضغط والارهاب الذي وجه للعلاقة بين الشيخ حميد والاستاذ محمد سالم أهتزت هذه العلاقة مع الشيخ حميد الأحمر لو كانت مازالت مستمرة (كما كانت خلال انتظام اجتماعات الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني ) لتمكن الاستاذ محمد من الإجابة على الاسئلة التي وجهت إليه، وفي كل الاحوال لو وجهت الأسئلة التي وجهت لللاستاذ باسندوة للشيخ حميد الأحمر كان سيمتلك كثيرا من الإجابات و هذا يعني أنه يعرف أكثر مما أتيح لرئيس مجلس الوزراء أن يعرف لأن صلته بوزير الداخلية اقوى من علاقة وزير الداخلية ب رئيس الوزراء و بالتالي ما قاله باسندوة في المقابلة اعتقد أنه تمهيد لاستقالته وتحميل الآخرين و على رأسهم الرئيس ثم المشترك وشركائه مسئولية إضعاف رئيس الحكومة و حكومة الوفاق، وهي رسالة ذكية من الاستاذ محمد سالم للجميع .

  • في حال وجود الاستقالة من المستفيد من ذلك؟

طبعا إذا فاجأ باسندوة الآخرين بالاستقالة كما شعرت في المقابلة لأن ردوده كانت تعبر عن رغبة شديدة في الاستقالة ، فأنت لا تتصور شخصا  في موقع مسئولية رئيس الوزراء يقول ما قاله يتنصل من كل مسئولياته إلا إذا كان ذلك رسالة الى كل المتضررين من الاستقالة بأن عليهم أن يراجعوا حساباتهم ، و أنا لا اعتقد أن في هذه المرحلة احد مستفيد من الاستقالة لأنها إذا ما كانت مفاجأة ستكون عائقا من عوائق الحوار ، إلا إذا ما تم تفويض الرئيس هادي بتشكيل الحكومة و عدنا الى ما كنا عليه قبل توقيع اتفاق الشراكة مابين القوى السياسية فالمستفيد هنا الرئيس هادي .

  • هل اكتشفتم انتم كقادة للقاء المشترك أن قادة بعض الوزارات  كفاءات لهذه المناصب أم يجب تغيير بعضهم؟

هناك نقد شديد جدا للوزراء داخل المجلس الأعلى لكنه نقد يختلف عن النقد المسرب، أي هناك جدية في النقد والتقييم وملاحظات مبكرة من خلال بعض الأحزاب باللقاء المشترك وأتخذت قرارات بضرورة اللقاء مع بعض الوزراء لطلب التوضيح وطلبهم عبر المجلس الوطني إلا أنه لم يتم هذا،  وللأسف تعطل اجتماعات المجلس الوطني أثر سلبا على الصلة ما بين المجلس الأعلى للمشترك و ما بين الوزراء الممثلين للمشترك وشركائه .وبالتالي لم نستطع أن نؤدي كأحزاب مسئوليتنا في تقويم أداء بعض الوزراء أو توضيح ما يشاع والرد عليه لعدم إمتلاكنا المعلومات الكافية

  • الكثير طرح مؤخرا أن الأستاذ حسن زيد كان محقا عندما طرح مسألة أن الشباب في أيام الثورة هم مجرد تصعيد للثورة وهذا تبين  فيما حدث لجرحى الثورة؟ ما رأيكم في هذا ؟

ما حدث لجرحى الثورة محزن جدا و يمثل فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى لحكومة الوفاق و المشترك والمجلس الوطني لأن المسئولين الرئيسيين عن هذا هم رئيس الوزراء وصخر الوجيه  وهما محسوبين على المشترك وشركائه و المأساة الأكثر أن الجرحى ليسوا فقط التسعة الذين حصلوا على حكم بضرورة علاجهم و إنما هناك ما يقرب  سبعمائة جريح لا زلوا على طابور الموت ، هذا ليس له علاقة بما نسبته إلي من قول، فما تحدثت أنا عنه في الأيام الأولى للثورة له علاقة بالخلافات التي لاحظت وجدودها في الساحة فأنا نزلت الى الساحة ووجدت الشباب في الخيام يشكلون حكومات (معظم الخيام كل خيمة يشكل أصحابها حكومة) وكانت هذه صدمة بالنسبة لي لأنه يفترض أن الشباب لم ينزلوا الساحات لتشكيل حكومات خاصة في ظل عدم وجود وحدة جمعية على الأقل ساعة في ساحة صنعاء و بالتالي كانت كل خيمة تعتقد أنها هي من تقود الثورة و بأنها مسئولة عن تحديد مصير ما بعد الثورة ، هذا الاعتقاد وسع الانقسامات و أضعفت الثورة و ربما هي التي أجبرت القوى السياسية الرئيسة في الثورة على الموافقة على الحد الذي وافقت عليه في المبادرة الخليجية بمعنى أنه لو استمرت الوحدة التي بدأت بها الثورة في أيامها الأولى ولم يحدث الانقسام حول شكل الحكومة القادمة وخطيب الجمعة و اسمها لكان شكل التغيير و مساره اتخذ مسارا آخر.

  • هل تعني أن القوى الإسلامية المتصارعة في الساحات هي من أوصلت الناس الى المبادرة الخليجية؟

ليس فقط القوى الإسلامية بل حتى المثقفين العلمانيين واللبراليين انزلقوا في الخصومات و الخلافات داخل الساحة حيث بدؤوا يشكلون لهم تكتلات و أحزاب و بدل ما كانكل الجهد في الصراع  في مواجهة النظام أصبح صراعا داخليا ما بين القوى اللبرالية نفسها و الإسلامية  نفسها، وطبعا من أهم الأسباب التي أدت الى الانشقاقات داخل الساحة هي الانشقاق العسكري وسيطرة الفرقة على الساحة .

  • ما هي أسباب تفعيل قضية جرحى الثورة و الى أين وصلت الآن ؟

أنا شخصيا فوجئت من هذه المسألة لأني كنت أظن أن هذه المسألة قد تم حلها في الاجتماعات المبكرة للهيئة العليا للمجلس الوطني نوقشت قضية الجرحى باعتبارها أولوية وفهمنا أن رئيس الوزراء و الأخ صخر الوجيه سيتكفلون بالمهمة ،بعدها فوجئنا بالإضراب و تداعياته ومحاولات البعض استغلال الوضع سياسيا ولكن السبب الرئيسي في تصوري نوع من السلبية و الشعور بالإحباط لدى الاستاذ محمد باسندوة و أنا لو كنت في موقع الأستاذ صخر الوجيه  لما نسيت قضية الجرحى رغم مسئولياته الكبيرة الأخرى ورغم تحفظي علىالانتقاد اللاذع الذي وجه لصخر الوجيه و باسندوة  عقب الاعتداء القذر على الأستاذ أحمد سيف حاشد إلا أن أهمال قضية الجرحى وتداعياته مسئوليتهما

و انتمى أن لا يكتفي بتسفير التسعة الجرحى فقط و أنما يجب أن يهتم وزير المالية و رئيس مجلس الوزراء وغيرهم من الوزراء المهتمين بقضية الجرحى في معالجة من تبقى منهم لأن بقائهم بدون علاج وصمة عار في جبين الحكومة و المشترك و قوى الثورة او القوى التي قيل أنها سرقت الثورة و التي أثبتت حقيقة ذلك لأننا تجاهلنا من ضحوا .

  • هل تم تقديم الأسماء من حزب الحق الى الحوار الوطني في القائمة تبعهم و الى أين وصلت مسألة الحوار؟

بالأمس اتصلوا بنا من سكرتارية اللجنة الفنية و الأمانة العامة قالوا إن القائمة التي قدمنها بخصوص الأربعة ليست موافقة للمعايير لأننا أكتفينا بتسمية أخ واحد من الجنوب مع أننا راعينا ركنا على فارق التمثيل بين، 85 للحراك يمثلون الجنوب و أنصار الله 35 الشمال ونحن أربعة فقط ووجودنا الاصل في شمال الشمال والضغط علينا شديد جدا، وبالنسبة للثلثة المضافين لحزبنا أكتشفنا أمس أن اللجنة لم تعتمد إعلان الاحزاب الكبيرة بالتخلي عن 3 من مقاعدها لصالحنا  رغم أننا لم نوافق إلا من خلال التزام و قرار اتخذ في المجلس الأعلى للمشترك بان يتم إعطاء الأحزاب الثلاثة التي في المشترك البعث و الشعبية و نحن من مقعد مقعد من قبل الأحزاب الثلاثة التي حصلت على النصيب الأكبر وفي أجتماع المجلس الأعلى اليوم الاثنين تم الاتفاق على تحرير رسالة من المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك بخصم3 من الأحزاب(الاشتراكي والناصري والإصلاح) لصالح أحزاب اللقاء المشترك الحق والبعث والاتحاد وسيتم تسليمها الثلاثاء

وقد نجبر على المقاطعة و عدم المشاركة في الحوار وطبعا نحن حتى لو  لم نشارك في الحوار سنظل داعمين له لأنه المخرج الوحيد لحل مشاكل اليمن، ولكن هذا الامتهان في التعامل مع احترامي يعطون أشخاصا من قبل الرئيس أعداد أكبر مما أعطي لأحزاب موجودة في الساحة منذ عقود وموقعة على الاتفاقية وشريكة في العملية السياسية وتتحمل اللوم و النقد وتعرضت للشتم و السب .

  • ولكن الكثير يقول إن ضعف مكانة حزب الحق في اللقاء المشترك هو بسبب الانقسامات الداخلية ؟

وضعف مكانة اتحاد القوى الشعبية والبعث؟؟؟ الانقسامات الداخلية نتيجة لمحاولات إضعافه من أطراف سياسية من داخل اللقاء المشترك او من خارجه ، و أنت ضع نفسك في موقف قيادي كبير الطبيعي أن تسعى الى إلغاء المنافسين و التمدد على حسابهم و ذلك إما باحتوائهم أو خلق انقسامات داخلهم و المؤتمر كان نموذجا في علاقته بحلفائه قتل كل الأحزاب و أبقاها في أشخاص و تمثل فيما يسمى في التحالف الوطني ، المشترك كنا بحاجة الى بعضنا البعض كقوة و لهذا حافظنا على بعضنا البعض في فترة ما كان هناك عدو كبير يريد أن يستأصلنا من خلال الانتخابات و لكن بعد  انتصار الثورة بدأت محاولة تمدد الكبير على حساب الصغير حتى في أثناء الثورة و قبلها كانت هناك عناصر وقيادات يتم استقطابها من قبل أحزاب شريكة في المشترك نفسه و هذا نوع مخل بالشراكة و لكن كان الهم الوطني و الخوف على الديمواقراطية والتعددية الحزبية والسياسية يجعل الكل يتناسى هذا ، وما حدث من مشكلة أخيرة لا يمثل انقساما لأن الانقسام الحقيقي حدث قبل ،حزب الأمة يمثل انقسام لأنه سحب تيارا كبيرا جدا عكس المشكلة الأخيرة لأنها انحصرت على اثنين بل بالعكس هذان الاثنان كانا كالجرثومة التي تستخدم في اللقاح حفزونا لكي نعقد المؤتمر ، وهذا ما حدث،  نحن الآن كحزب من الناحية التنظيمية أفضل مما كنا قبل الثورة فلدينا مؤسسات منتخبة(أمانة عامة ومجلس شورى وهيئة عليا) ولائحة تنظيمية مقرة مدروسة درس جيد  و الآن نحن نعد لوائح داخلية لمجلس الشورى و الأمانة العامة و الهيئة العليا ونعد للمؤتمرات الفرعية و هذا يدل على أن وضعنا التنظيمي أفضل بكثير، صحيح خسرنا عناصر و لكن الناحية التنظيمية لدينا ممتازة بشهادة الجميع .

  • و لكن اتهمكم الأستاذ محمد منصور بأنكم أداة  لتنفيذ مشروع لإحباط هذا الحزب لأنكم مسيرون   ؟

اعتقد أن محمد غير جاد في قوله هذا، و عيب جدا أن يقول مثل هذا الكلام وهو توهم أننا ممكن نحصل على شيء من السعودية ولكن أنا أؤكد له أننا لم نحصل على فلس واحد منهم ومواقفنا واضحة بخصوص ذلك ، ولو انه اتهمني أنني أخذ من إيران فقد يصدق لأني أدافع عن إيران هذه الفترة لأني أشعر بأن هناك حملة موجهة تجاه إيران فأضطر للدفاع عنها

  • الكثير يطرح مسألة دفاعكم عن إيران أنها مجرد استقطاب للطرف الآخر من حزب الحق؟

أنا لا أفكر هذا التفكير و تفكيري مختلف و كنت أدافع عن إيران من يوم ما قامت الثورة الاسلامية في ايران و لم أعرف باب السفارة الإيرانية قط، و معرفتي بالسفارة الإيرانية من بعد الثورة اليمنية عام2011م و لم ألتق بهم قط و أتحدى أي واحد يقول غير ذلك منذ عام 80 الى أن قامت الثورة، ونحن ندافع عن الثورة الاسلامية في إيران، أنا واضح في علاقاتي موقفي من الدفاع عن أنصار الله كان يعرضني للقتل وفعلاً  فقد تعرضت لخمس محاولات اغتيال نتيجة مواقفي من أنصار الله عندما كانوا محاصرين في النقعة ، للأسف الشديد من ينتمون اليوم للحركات الإسلامية ويحملون الإسلام شعارا يتناسون القيم الاسلامية التي توجب على الإنسان المسلم أن يدافع عن أخيه بصرف النظر عن العائد من ذلك، و أنا أتحدث عن دفاعي عن العلاقة اليمنية الإيرانية من مصلحة وطنية وشعور ديني لأن من مصلحة اليمن أن تظل على علاقات متوازنة مع القوى الإقليمية المؤثرة و لا يجوز خصوصا في ظل الغباء السعودي في التعامل معنا لا يجوز على الإطلاق أن نرتمي بدون قيد و لا شرط في أحضان المملكة لأننا مرتمون كفاية و لكن فقدنا لحليف إقليمي من أجل حليف إقليمي آخر يضعفنا أكثر ويغري المسئول السعودي في أن يستمر في انتهاك المزيد من الحقوق اليمنية سواء التعامل مع الإنسان او فيما يتعلق بالأرض لأن صناعة القرار في المملكة المتعلق باليمن يعتمد على قوة اليمن السياسية فعندما تكون أنت ضعيفا جدا  لأنك قطعت كل علاقتك و صلتك بالعالم من حولك من الطبيعي جدا أن لا يعمل لك صانع القرار السعودي أي حساب بل إنك تتحول الى عبء وللأسف الشديد الأخوة الذين يفكرون في العمل السياسي بأنهم مجرد مرتزقة هؤلاء لا يستطيعون أن يتفهموا السلوك النابع من حرص وطني والمحكوم بقيم إسلامية لأن أساس وجودهم وممارستهم للعمل السياسي  هو ألارتزاق والبحث عن لقمة ولايمارسون العمل السياسي  كدورا ووظيفة، ولأنهم مرتزقة يسقط وننفسيتهم على الآخرين ثم يمارسون هذا الاتهام، و أنا أعتقد أن محمد المنصور يعرف أنني مختلف عنه ، فقد  رفضت أن آخذ من المنحة الشهرية التي كان يقدمها علي صالح لحزب الحق(400الف ريال) و كان محمد المنصور يأخذ منها لأنه موظف وهو جاء الى الحزب بصفته موظفا واستمر كذلك حتى أنه لم يقطع استمارة عضوية و لم يحمل بطاقة عضوية للحزب حتى الان

  • ما هي علاقة حزب الحق بأنصار الله؟

نحن لم نحاول أن نتميز عنهم لأن المؤسس لأنصار الله السيد حسين بدر الدين ووالده السيد بدر الدين أهم المؤسسين لحزب الحق وهم كانوا حزب الحق، و الحرب لم تكن على حسين فقط، الحرب كانت على الزيدية كلها و الهاشميين عموما ، حسين فقط كان عنوانا أواستغل كعنوان لأعلان الحرب على الزيدية ومحاولة تصفية وجودها من اليمن بدليل أنه حتى الحرب الثالثة كان هناك إصرار على أن الحرب هي على الشباب المؤمن الذين هم قيادات وسطية من حزب الحق من تلاميذ سيدي بدر الدين ولم يكن السيد حسين منهم ولكن كانت له صلة قويةلأن مرحلة تأسيس نشاط الشباب المؤمن كان السيد حسين  منشغلا بالبرلمان و الدراسات بالسودان وهم ظلوا يعملون وجاءوا بنمهج مختلف عن المنهج التقليدي وركزوا على  العمل الفكري بينما ركز السيد حسين على التعبئة التنظيمية و الجهادية وأجتهد بإعلان ترديد الشعار وقد أعلنت السلطة الحرب على الزيدية بهدف تصفية الوجود الزيدي ولهذا كانت الحرب معلنة على الشباب المؤمن(كعنوان للعمل الفكري) ومنعت الأذان بحيا على خير العمل في الأذاعة والتلفزيون وجيء بخطباء مصريون في جوامع الزيدية ومنعت حتى الاسماء الدالة على التشيع والزيدية، وقد استمرت الحرب أيضا لأسباب أخرى  منها الصراعات داخل السلطة التي ارادت ان تتصارع بعيد عن صنعاء، و لكن الحرب كلها وجهت الى التيار الزيدي و الى الهاشميين عموما وتم التقربالى الإسلاميين المؤيدين للسلفية وقد كانت حربا مذهبية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى هذه الحرب وحدتنا (كتيار) أردنا أم لم نرد حيث وجدنا أنفسنا كلنا في مربع واحد و لا يوجد تماييز بيننا حتى الان و لا تزال حركة أنصار الله مجرد حركة تستعين و تقبل كل القوى السياسية كأفراد سواء في صعدة او خارجها بصرف النظر عن انتمائهم الحزبي، ، ونحن ليس من مصلحتنا و لا من مصلحتهم في هذه المرحلة أن نتمايز و قد نتمايز عندما نتحول الى العمل السياسي كلنا عندما تستقر الظروف ، ففي بداية الثورة لاحظت أنت كما لاحظ الكل بأن وهج الانتصارات العسكرية التي تحققت و هي عظيمة كادت أن تختفي لكن عندما فشلت الثورة السلمية و دخل العامل العسكري كوسيلة للحفاظ على الثورة  استعادت الروح العسكرية دورها ووهجها أي أن الشباب استعادوا تقديرهم للتضحيات التي قدمها أنصار الله و لعظمة الانتصار و المنتصر فتوسعت قاعدة أنصار الله  أكث، وشبابنا الآن يؤمنون بمرجعية السيد عبد الملك وعموما طبيعة العلاقة أن الآخر و الظروف تفرض عليك عدم التمايز و عندما تستقر الأوضاع يمكن أن يحدث الدمج

  • الى أين سيكون المستقبل في 2014 في ظل الانقسامات الموجودة بينكم؟

أنا اعتقد انه لابد أن يحدث من الآن الحوار الوطني الذي يجب أن لا يقتصر على حوار مابين الخصوم فقط لأنه يجب أن يكون أيضا ما بين المكونات التي تشرذمت مثل الحزب الاشتراكي ، اعتقد أن كثيرا من قوات الحزب الاشتراكي ستلتحم به سواء تلك التي غادرت العالم السياسي او لا لأنها لابد أن تستعيد نشاطها و لابد أن يستعيد الحزب دوره من خلال الحوار المصاحب للحوار الوطني، ونحن كتيار اعتقد شئنا أم أبينا لابد أن نتحاور(داخليا)  مثلا حزب الأمة كان الخلاف معه على توقيع الاتفاقية و الآلية المزمنة و أيضا على أسلوب العمل و عجزنا عن عقد المؤتمر ، ونحن الحمد لله في حزب الحق عقدنا المؤتمر ربما قد لا يكون المؤتمر الذي يعبر عن التيار إلا أنه يعتبر بداية للمؤسسة و نرجو أن يتمكن حزب الأمة من عقد المؤتمر ، فعندما توجد المؤسسة التي يسعى إليها حزب الأمة نستطيع أن نصل الى حوار معهم وقد نستعيد الوحدة التي كنا عليها و أنا اعتقد أن الحوار بيننا بدأ الآن مع النفس حتى ولو لم نلتق لأننا فيما بعد سندخل الانتخابات سواء في نظام برلماني او برلماني مختلط او رئاسي (وأنتخابي فردي أو نسبي)  و هذا ما يجعلنا نجبر على ان  نتعاون ما لم فنحن سنضيع و كأننا سنمارس نوعا من الانتحار السياسي إذا ظل الانقسام  و نفس الشيء في علاقتنا بأنصار الله فهل سيشاركون بالعملية السياسية؟ هل  سيدخلون كحزب ؟أم كتيار؟ أم هل سيقاطعون الانتخابات؟ و لمصلحة من ستقاطع الانتخابات؟ لأن القوى الأخرى ستدخل الانتخابات وستحصد النتائج  ومثل ما قاطعوا الحكومة وسيطرت هذه القوى الأخرى على الحكومة و الوزارات و تسيطر الآن على الوظيفة العامة و إذا ما استمروا في المقاطعة هذه سوف يسحبون التيار الذي يمثلوه الى العزلة السياسية و يمنحون الآخرين فرصة في أن يتفردوا في الساحة السياسية .

  • هل هذا يعني أنكم تنصحونهم بأن لا يخطئوا كما أخطؤوا من قبل؟

هم  كانوا جزءا من اللجنة التحضيرية للحوار الوطني ووكانوا جزءا من مكونات الثورة و أصبحوا هم الجزء الأكبر، وهم ربما استفادوا من موقفهم (الرافض للمشاركة في الحكومة) شعبيا وقد لا تكون فترة حصاد  لأني اعتقد أنهم لو شاركوا في الحكومة كانوا سيتحملون مسئولية الفشل في المشاركة  ليس لأنهم وزرائهم سيكونون سيئون وإنما قد يكونون عاجزين لأن الظروف نفسها لا تساعد على النجاح فالانقسام في الجهاز الإداري في أي وزارة كانت ، يسبب الفشل، يأتي الوزير ليؤدي عمله و الجهاز هذا إما مؤتمر أو أمني او إصلاح من الطبيعي أن الوزير لن ينسجم مع هذا الجهاز فعدم مشاركتهم في الحكومة قد تكون مخاطرة محسوبة لكن ينبغي أن لا تكون قاعدة حاكمة لهم في عملهم السياسي لأن الانتخابات لابد أن يكون لهم دور لهم فيها سواء كان بالتحالف مع الآخرين أو لوحدهم ، ونحن نأمل ليس فقط أن نتحالف معهم  خاصة في ظل القائمة النسبية بل مع قطاع أوسع لازال بعضه في بيته و بعضه في أحزاب أخرى و اعتقد أن فترة الحوار سوف توسع قاعدة الفرز  وتساعد على تخلق الفرص لعقد تحالفات وتوثيق التحالفات القائمة

  • هل تعتقدون أن المؤتمر سوف يتحالف مع أنصار الله؟

العائق هو استمرار وجود علي صالح و إذا غاب  اعتقد انه من الطبيعي أن يتحالفوا ليس فقط مع المؤتمر بل مع قوى كثيرة .

  • هل صحيح أن السيد حسين بدر الدين استشهد؟

أسرته من مسئوليتها الشرعية من حقها أن تنتظر نتائج التحقيق ولكن غالب الظن أنه أعدم و أعتقد أنه لو كان حيا حتى لو كان أين ما كان فليس من مصلحة على صالح او النظام السياسي القائم أن لا يواجه السيدعبد الملك به لو كان حيا لأظهروه لإرباك السيد عبدالملك،والمؤكد أنه تم إعدامه و من الغباء أنهم لم يسلموا جثته لأنهم كانوا يعتقدون أنهم لو سلموا جثته سوف يعمل له مزار.

  • ما هو مستقبل اليمن في ظل الحراك الجنوبي؟

لنكن واقعيين في ظل عدم وجود دعم دولي و إقليمي للانفصال لن يكون هناك أنفصال مهما كانت الرغبة في الانفصال لأن نشوء دولة جديدة بحاجة الى دولة تحتضنها وتدعمها ، وإلى إعتراف دولي ودعم إقتصادي وإذا ظل الموقف الدولي داعما للوحدة و ليس للحوار فقط اعتقد أنه لن يكون هناك مخاطر على الوحدة ، وما يهمني أنا أنني مع حقوق أبناء المحافظات الجنوبية مهما كان سقف مطالبهم لأن الوحدة بالقوة مكلفة لليمنيين، و الشعب اليمني سيظل يدفع جزءا كبيرا من ميزانيته لحماية هذه الوحدة التي يفترض أن تكون عائدا اقتصاديا ونفسيا و اجتماعيا مثمرا له و أنا أخشى أن تتهم إيران بدعم  على سالم البيض الذي يسعى لفك الارتباط وتستثمر هذا السعودية التي تريد منفذا على البحر العربي من خلال تفكيك الجنوب .

  • ما هو مستقبل اليمن ؟

أنا متفائل بمستقبل اليمن لأني مؤمن بالله تعالى و عند الله كل خير لأن التشاؤم يائس من رحمة الله تعالى وهذا كفر  وما نحن عليه اليوم أفضل مما كنا عليه قبل سنة رغم أن المخاطر مازالت أكبر و مع هذا الأمل في الله كبير و مع هذا الأهمية الإستراتيجية لليمن جعلت العالم مسخرا لها و الاهتمام الدولي باليمن يدل على ذلك .

  • كلمة أخيرة للهوية ؟

أنا مع الحرية بدون قيد أو شرط حيث أنه لا يمكن أن توجد ديمقراطية بدون صحافة حرة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى