تحقيقات

الدراجات النارية في اليمن… الموت القادم من الصين !!!

الهوية | تحقيق/ أحــمد المحــفلي

[email protected]

الحلقة (1-2) لا يختلف اثنان في بلادنا اليوم وبخاصة قاطنو المدن الرئيسية والتي من أبرزها العاصمة صنعاء أن الدراجات النارية التي تتزايد كل يوم قد أصبحت تشكل خطرا كبيرا جداً على سلامة الجميع سواء من يمشي على قدميه أو أصحاب المركبات كما أنها تمثل خطراً حتى على مالكيها وأسرهم، فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن حوادث مروعة كانت هذه الدراجات سبباً فيها بل لا نكاد نجد اليوم شخصاً سلم من حوادث هذه الدراجات أو تهديداتها، فطوارئ المستشفيات تعج بأصحاب الكسور التي تسببت فيها تلك الدراجات والذين يتوافدون إليها يومياً وحتى أماكن العلاج الطبيعي تكتظ بالعشرات من هؤلاء وسواء كانوا من المشاة أو اللذين كانوا على متن تلك الدراجات سائقين أو راكبين ف99% من حوادثها شر محض لا يسلم منها أحد إلى النادر والنادر لا حكم له كما يقال..

الهوية ولأهمية إثارة مثل هذا الموضوع الذي أصبح يتهدد حياة وسلامة الجميع في مدننا اليمنية وبالذات أمانة العاصمة كان لها هذا التحقيق الذي هدفنا من خلاله إلى معرفة حجم هذا الخطر.. وحجم من حل بهم.. من الشارع ومن طوارئ المستشفيات وعيادات الطب الشعبي التي تعالج الكسور (المجبرين) وكذا أقسام الشرطة.

كما أننا في هذا التحقيق زرنا الجهات المعنية بالحفاظ على سلامة المجتمع من المخاطر سواء في إدارة مرور الأمانة وكل من وزارات التجارة أو غيرها من الجهات التي تقع عليها مهمة الحفاظ على سلامة المجتمع وأبنائه وبيئته من المخاطر حيث حاولنا في زياراتنا هذه الوقوف على الأسباب التي تعيق الجهات المعنية من القيام بواجبها للحد من هذا الخطر وكذا معرفة المعالجات المستقبلية التي تنوي هذه الجهات اتخاذها تجاه هذه الكارثة المدمرة فإلى الحصيلة..


 

40%من جرائم السرقة في 2011م وراءها الدراجات!!

وبحسب الإحصاءات المتوفرة فإن جرائم السرقة المتعلقة بالدراجات النارية في بلادنا سواء تلك التي تتعرض لها هذه الدراجات أو تلك التي يقوم بها لصوص يستخدمون الدراجات النارية في القيام بجرائمهم فقد شهدت ارتفاعا ملحوظا في مختلف المناطق والمدن اليمنية حيث سجلت جرائم سرقة الدراجات النارية ارتفاعا قدر بنحو 40% خلال العام الماضي 2011م أي بزيادة عددية مقدارها 124 جريمة عما كانت عليه في العام 2010م.
ووفقاً للتقرير الأمني الإحصائي السنوي الصادر عن وزارة الداخلية فإن العام المنصرم شهد وقوع 436 جريمة سرقة دراجات نارية ضبط منها 276 جريمة وبنسبة ضبط بلغت 61.9% فيما بلغ عدد المتهمين بارتكاب هذه الجريمة 356 متهماً من ضمنهم 21 طفلاً حدثاً أما عدد المجني عليهم في جرائم سرقة الدراجات النارية فقد بلغ 450 شخصاً منهم27طفلاً حدثاً وامرأة.
وقدر التقرير الأمني الخسائر المادية الناجمة عن هذه الجريمة بما يزيد عن 32 مليون ريال.
وأشارت التقارير الرسمية إلى أن جرائم سرقة الدراجات النارية التي وقعت العام الماضي والبالغ عددها 436 وقعت في أكثر من 16 محافظة جاءت محافظة الحديدة في مقدمتها بعدد133 جريمة تلتها أمانة العاصمة بـ89 جريمة تلتهما محافظة تعز بـ 79جريمة  ثم حضرموت 40بـ جريمة، وإب بـ20 جريمة وذمار بـ 19 جريمة وسيئون بـ 18 جريمة فيما توزع العدد الباقي من الجرائم على المحافظات الأخرى وبأعداد متقاربة.

وهناك جرائم يتم تنفيذها من قبل لصوص يستخدمون الدراجات النارية حيث أكدت التقارير والإحصاءات التي حصلت الهوية عليها أن نحو 100 جريمة سرقة ينفذها لصوص الدراجات النارية شهرياً وخاصة في العاصمة صنعاء ومن تلك الجرائم سلب حاجيات المارين أثناء تجولهم في الشوارع العامة والأسواق وعادة ما تكون النساء والمواطنون العرب والأجانب هم أكثر عرضة لمثل هذه السرقات من قبل لصوص الدراجات النارية.

حوادث الدراجات النارية في اليمن!!

وفي جانب الحوادث المرورية التي تسببت في وقوعها الدراجات النارية في اليمن فقد أشارت تقارير وبيانات رسمية صادرة عن جهات الأمن والسلامة وغيرها خلال الثلاثة الأعوام الماضية وبخاصة العام 2009م شهد وقوع ما يزيد عن 806 حادث مروري كما أشارت أن نحو 51حادثا كانت الدرجات النارية تسببت في وقوعها كل أسبوع يسقط من جرائها ما يزيد عن 60شخصا بين قتيل وجريح في مختلف محافظات الجمهورية.. وفي العام الحالي 2012م فقد شهدت الفترة الماضية منه وقوع  نحو 1000حادث بالدراجات النارية وفق الإحصاءات الغير رسمية ففي أمانة العاصمة يقع كل شهر من 90:60حادثة تكون الدراجات النارية سبباً فيها وبمعدل 3:2 حوادث يومياً.

حيث كان التقرير أصدره مركز الإعلام الأمني قد أشار إلى أن النصف الأول من شهر أبريل الماضي شهد وقوع 84 حادثة سير كانت الدراجات النارية طرفاً فيها توزعت على النحو التالي: 50 حادثة صدام مع سيارات و21 حادثة دهس مشاة و7 حوادث صدام بين دراجات نارية و5 حوادث انقلاب دراجات نارية بالإضافة إلى حادثة سقوط من على دراجة نارية.

ووفقاً للتقرير فإن حوادث الدراجات النارية التي وقعت خلال الفترة نفسها قد امتدت إلى 17 محافظة من محافظات الجمهورية جاءت أمانة العاصمة في مقدمتها بـ25 حادثة , يليها محافظة حجة بعدد 10 حوادث, ثم محافظتي الحديدة وتعز بمعدل 8 حوادث في كل واحدة منها. وقال التقرير أن شهر أبريل الماضي لقي 24 شخصاً من مستخدمي الدراجات النارية مصرعهم في حوادث سير فيما أصيب 100 آخرين بإصابات مختلفة في تلك الحوادث.

كما أشار أن 16 من المتوفين قد قضوا في حوادث اصطدام مع سيارات فيما توفي 4 آخرون في حوادث اصطدام دراجات نارية ببعضها ولقي 3 آخرون مصرعهم في حوادث انقلاب دراجات نارية وسجل أعلى عدد من المصابين في حوادث اصطدام سيارات مع دراجات نارية حيث بلغ 63 مصاباً.

وكانت إحصائية رسمية قد كشفت إن (30- 40) شخصاً من مستخدمي الدراجات النارية يلقون مصرعهم في حوادث السير، فيما يصل المعدل الشهري للإصابة ما بين 100- 120 حالة أصابه حيث لم تتوفر إحصاءات دقيقة لهذا العام غير اننا ربما نوردها في الحلقة القادمة من هذا التحقيق الذي سينشر في العدد القادم.

أسباب وقوع حوادث الدراجات النارية!!

وفيما يتعلق بأسباب تلك الحوادث فقد أكد العديد من التقارير أن من أبرز أسباب وقوع حوادث الدراجات النارية الأتي:

-عدم تقيد الدراجات النارية بالقوانين المرورية وآداب الطريق.                        – السرعة الزائدة وإهمال السائقين لدراجاتهم بغير صيانة.                              – قيادة الدراجات النارية من قبل المراهقين وصغار السن.                                    -رعونة السائقين وعدم وجود ضوابط قانونية لحركة الدراجات النارية في الشوارع.

 إلى ذلك أوضحت التقارير المرورية أن ما يزيد عن 80 % من الحوادث المرصودة كان سائقو الدراجات النارية هم المتسببون في وقوعها, وذلك بسبب عدم تقيدهم بالقوانين والآداب المرورية، بالإضافة إلى السرعة الزائدة  والإهمال في اتخاذ إجراءات السلامة، وكذا قطع الطريق من قبل الدراجات النارية بصورة خاطئة…

أكثر 100 ألف دراجة نارية في اليمن وأكثر من نصف مليون مستخدم لها!!

وهنا تؤكد التقارير أن ما يزيد عن 100ألف دراجة نارية تم إدخالها إلى الأسواق اليمنية عبر المنافذ الجمركية ورجحت تقارير غير رسمية أن ضعف هذا العدد قد دخل إلى البلاد بطرق غير مشروعة أبان منع الجهات الرقابية استيراد هذه الدراجات قبل سنوات وبالذات في العام 2007م وهو العام الذي شهد ملاحقة كبيرة لأصحاب الدراجات وعلى إثر ذلك تم إتلاف نحو 1000دراجة نارية في أمانة العاصمة وحدها في حملة شنتها وزارة الداخلية للتخلص من مخاطر هذه الدراجات وإزعاجها الأمر الذي دفع بالكثير من التجار المستوردين لهذه الدراجات إلى إبلاغ الجهات المصنعة في بلاد المنشأ (الصين) بذلك القرار وهو ما دفع بها إلى تصنيع موديلات جديدة من هذه الدراجات لا تصدر أصواتا مزعجة كسابقاتها وخلال السنوات الماضية استغل التجار المشار إليهم تدهور الأمن في البلاد واغرقوا الأسواق المحلية بعشرات الآلاف من هذه الدراجات رخيصة الثمن والتي تفتقر الكثير منها إلى وسائل السلامة والترقيم والجمركة وهو الأمر الذي دفع بالآلاف من المواطنين العاطلين عن العمل والهواة وغيرهم إلى شراء هذه الدراجات فصارت تستخدم للكثير من الأغراض والتي منها طبعاً السرقة والمضايقات (المعاكسات) وتنفيذ عمليات تخريبية من قبل العصابات الإرهابية كما تشير التقارير.

وتقول التقارير: أن نحو 100ألف مواطن يمني يمتلكون الدراجات النارية ويعملون عليها فيما قدرت التقارير عدد المواطنين اليمنيين الذين يلجأون لاستخدام الدراجات النارية بدلاً من تاكسي وحافلات الأجرة يصل إلى نحو 500ألف مواطن نظراً لرخص أجرتها ولسرعة التوصيل في ظل زحمة السير الشديدة التي تشهدها حالياً معظم المدن اليمنية وأبرزها العاصمة صنعاء..

المواطنون قصص ومآسي مع الدراجات!!

الهوية وفي سياق هذا التحقيق التقت بعدد من المواطنين الذين سبق وان تعرضوا لحوادث مرورية كانت الدراجات النارية وراءها.

نهبني جوالي عنوة!!

المواطن سعيد النابهي تحدث إلينا ونهداته تسبق كلماته حيث قال: كنت ماشياً في باب اليمن بالعاصمة وجوالي بيدي أبحث فيه عن رقم صديق اتصل به وفجأة سمعت صوت دراجة نارية مزعجة تقترب مني تنحيت جانباً فإذا بجوالي يخطف من يدي عنوة وطار مسرعاً ولم أستطيع اللحاق به حاولت الصياح والاستنجاد بأحد فلم أجد منجدا ففوضت أمري لله..

نزع لثامتي حتى كشف رأسي!!

المواطنة م.ط. تحدثت إلينا بقولها كنت في منطقة عصر في طريقي إلى البيت عندما اقتربت مني دراجة نارية مسرعة وقام سائقها بنزع لثمتي عمداً حتى كشف راسي ولو لا تشبثي بها لأخذها وتركني عارية.

مضيفة: لقد صحت وكانت بالجوار سيارة شرطة لم تحرك ساكناً.

مطالبة الدولة بتفعيل دور الرقابة والملاحقة لهؤلاء وإعادة الأمن والاستقرار إلى أنفس الناس قبل البلاد فالدراجات النارية حسب قولها أصبحت خطراً كبيراً يهدد حياة كل شخص يمشي في شوارع المدن اليوم.

مقتل شخص على أيدي لصوص دراجة نارية!! 

المواطن عبد الرحمن المراني تحدث إلينا بقوله: قبل نحو عام وفي منطقة بستان السلطان بصنعاء شاهدت بأم عيني دراجة نارية على متنها شخصين وشخص ثالث يلحق بهما وعندما أحس الهاربين أن الرجل أوشك أن يمسك بهما أخرج أحدهما  مسدساً وأطلق عليه النار فقتله في الحال ولاذا بالفرار.

وتجمعت الناس والشرطة وأخذوا القتيل إلى المستشفى ولم نعلم بمصيره غير أنه وبعد أيام تبين ان الرجلين كانا لصين نهبا محفظة الرجل القتيل وهربا.. متسائلاً: أين الأمن هل نحن في غابة؟

مضايقة النساء في الشوارع والاسواق!!

الطالبة ه.ن. قالت: بعض سائقي الدراجات النارية يقومون بمضايقتنا في الكثير من الأماكن، فعندما نذهب إلى السوق أو إلى المدرسة لا نستطيع المشي بأمان بسبب خوفنا من هؤلاء فهم يتلفظون بكلام غير مخلق، ويحاولون تخويفنا بصورة متعمدة، ولي صديقات روين لي أن سائقي دراجات نارية نهبوا شنطة امرأة ونهبوا محفظة شخص خارجي في شارع الزبيري، وفي كل مرة يلوذون بالفرار ولا يلحقهم أحد.

مطالبة الحكومة والجهات الأمنية بوضع حد لفوضى سائقي الدراجات النارية..

نهب دكتورة وكسر يدها!!

وفي بداية هذا الشهر ذكر موقع مركز الإعلام الأمني أن مجموعة شبان كانوا يستقلون دراجات نارية سرقوا حقيبة الدكتورة إيمان العمري أثناء عودتها من عملها مساء  أول من أمس في العاصمة صنعاء .. وقد اقترب أحد أفراد المجموعة بشكل سريع من الجانب الأيسر، إذ كانت الحقيبة معلقة على كتفها، وسرعان ما تم انتشالها فجأة، واخذ الحقيبة بسرعة وقسوة كبيرة ما سبب في كسور في يدها وإصابتها في الرأس مما أدت  إلى صدمة كبيرة لها ولاذ أصحاب الدراجة النارية بالفرار بعد سرقة الحقيبة.وقد كانت الحقيبة التي كانت بحوزتها تحتوي على مبلغا ماليا و هاتف نقال وكذلك بطائقها الخاصة وقد تقدمت ببلاغ لوزير الداخلية حيث طالبت بالقاء القبض على العصابة وتسليمهم للعدالة لينالوا جزائهم الرادع…

 

ماذا تقول الجهات المعنية أمام كل هذا؟!..    

في حديث متعلق بموضوع تحقيقنا أوضح اللواء محمد القوسي وكيل وزارة الداخلية وقائد شرطة النجدة وعضو اللجنة العسكرية في حديث سابق له أنه سيتم منع الدراجات النارية من العمل والتجول في أمانة العاصمة بعد الساعة 6 ليلاً قريباً   وانه سوف يتم استئناف الإجراءات السابقة ضد الدراجات النارية..

من جانبه قال: العقيد محمد شاهر نائب مدير عام المرور لشئون السير إن استخدام الدراجات النارية في نقل الركاب مخالف للقانون لان هذا يؤدي إلى كثير من المشاكل كما هو حاصل في بعض المدن اليمنية وفي مقدمتها الأمانة صنعاء.

و كانت إدارة المرور قد عملت على إلزام مالكي الدرجات النارية بتسجيلها وترقيمها وفقا للقانون الخاص بالمركبات بعد أن عجزت عن تطبيق قانون منع استخدامها في نقل الركاب خاصة وأن الكثير من الأسر صارت تعتمد في توفير قوتها عليها..

في مستشفى واحد 17 إصابة يومية من الدراجات و4 وفيات أسبوعياً!!

وفي إحصائية أخيرة صدرت عن إدارة  مرور هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء إلى أن حوادث الدراجات النارية قد بلغت ذروتها في هذه الفترة بالتحديد وأنها فاقت حوادث السيارات .

موضحة أن عدد الحالات المصابة التي تأتي إلى المستشفى على خلفية حوادث مرورية تسببت فيها الدراجات النارية تصل في اليوم الواحد إلى  17حالة إصابة بين المتوسطة والجسيمة فيما تتراوح عدد الوفيات بين 4:3 أسبوعيا….

خلاصة القول:

 وفي إحصائية لمركز الإعلام الأمني  التابع لوزارة الداخلية صدرت مؤخراً كشفت أن نحو  (11795) حادثة، تسببت في وقوعها دراجات نارية في مختلف محافظات الجمهورية وعلى مدى الست السنوات الماضية…

ملاحظة للقراء في الحلقة الأخيرة من هذا التحقيق اعترافات خطيرة  من أصحاب الدراجات النارية وأرقام مفجعة تمثل عدد الوفيات والإصابات والحوادث المتعلقة بهذا العام والعام الماضي من جراء حوادث الدراجات النارية والإجراءات الأخيرة التي تعتزم الجهات الحكومية اتخاذها حيال ظاهرة انتشار الدراجات النارية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى