تقارير

انحرافات و عقد نفسية يجنيها الأطفال نتيجة الطلاق

%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1الهوية : تقرير

الطلاق تجربة قاسية ومريرة للوالدين، لأنه يعني إنهاء العلاقة الزوجية. ومما يؤسف له أن آثار الطلاق على الأطفال عادة لا تؤخذ في الحسبان، وكثيرا ما نعتقد أن الأطفال سيقبلون بالأمر الواقع من دون التفكير في مشاعرهم أو ما يترتب على نفسياتهم.

بينما في الواقع انفصال الوالدين صعب وقاس جدا عليهم مهما بلغ عمر الطفل، خصوصا إذا كان هنالك كثير من الشد والجذب خلال الفترة التي تسبق الطلاق في العلاقة بين الوالدين. وخلافا للبالغين، فالطلاق يؤثر في الأطفال بكل مرحلة من مراحل حياتهم بدءا من فترة الرضاعة، وان يصبح احد الوالدين في عداد المفقودين بشكل مفاجئ ، لا ينسى بسهولة.

ولطلاق ضغوطا نفسيه تؤثر بشكل كبير على الأبناء بشكل عام وقد تضمنت دراسة أجريت على طلبة مدرسة ثانوية، أن «الإيذاء الجسدي» من قبل الآباء، والشعور بعدم وجود من يحبه، بالإضافة إلى ردود فعل الطفل لموت أحد الوالدين وجد أنه لا يختلف كثيراً عن رد فعل الأطفال من طلاق والديه حتى وإن كان الطفل على اتصال بوالديه.

هذا وقد ارتفعت معدلات الطلاق بصورة مفزعة في جميع أنحاء العالم، وأصبح هو القاعدة خاصة خلال السنوات الأولى من الزواج. ووفقا للمركز الوطني الأميركي للإحصاءات الصحية، فان الطلاق يؤثر في حوالي 1.5 مليون طفل أميركي كل عام. أما في بريطانيا، فتشير الكلية الملكية للأطباء النفسيين أن ما يقارب نصف الأطفال ببريطانيا يعانون من تبعات طلاق آبائهم. وهنالك حوالي 147 ألف طفل آباؤهم مطلقون وربع هذا العدد هم تحت الخامسة من العمر. أما بالنسبة إلى العالم العربي فمعدلات الطلاق ارتفعت إلى أرقام قياسية،  ولا توجد إحصائيات لتلك المعدلات بشكل نهائي.

وتؤكد الدراسات العلمية والطبية أن الأبناء الذين عاشوا في اسر منفصلة يفتقدون فيها للام الأصلية أو الأب الأصلي يعانون من مشاكل نفسية وجسمية أكثر من الأبناء الذين يواصلون عيشهم تحت سقف بيت واحد مع والديهم.

وهناك دراسات غربية أكدت أن اغلب الحالات المتحرش بها جنسيا تأتي من الأسر المفككة، إما بسبب زوج الأم الذي لا تربطه علاقة دم بهذا الطفل، وإما بسبب افتقار الطفل إلى عاطفة الأب، والتي يظل يبحث عنها دائما، ولربما تستغل من قبل أصحاب النوايا السيئة.

و الأطفال الذين يعيشون في بيئة عاطفية متزنة يتمتعون بصحة نفسية أكبر بكثير من الذين يعيشون في بيئة مضطربة (شجار وخلافات مستمرة)، إلا أن عيش الطفل في أسرة مضطربة أفضل ألف مرة من العيش بدون والديه.

وهناك دراسة علمية أخرى قام بها باحثون بريطانيون قابلوا فيها (152) طفلاً تتراوح أعمارهم بين(9) سنوات (14) سنة وتابعوهم لمدة تصل إلى عامين دراسيين، و وجدوا أن الأطفال الذين ينتمون إلى آباء مطلقين يكونون في الغالب بحاجة إلى مساعدة نفسية حتى يتقبلوا أمر انفصال والديهم.

وأكدت نتائج الدراسة – أيضاً – أن هؤلاء الأبناء أكثر عرضة للإصابة بما يعرف “سايكوماتيك” وهي الأمراض الجسمية ذات المنشأ النفسي، كما لوحظ أن أداءهم في المدرسة أقل مقارنة بالأطفال الذين يعيشون في اسر مستقرة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى