تقارير

ابعاد خطابات الرئيس و الزعيم و السيد بمناسبه قدوم رمضان

images (3) images (4) images (5)

 الهوية/ خاص

تمثل محطة رمضان، فرصة للقادة السياسيين في توجيه خطابات إلى شعوبهم، وفي اليمن تمثلت أبرزها في خطابات كل من الرئيس عبد ربه منصور هادي، والرئيس السابق علي عبد الله صالح، وزعيم جماعة أنصار الله، عبد الملك الحوثي. الهوية، وفي هذا التقرير، تحاول تسليط الضوء على أبرز فقرات الخطابات الثلاثة ومضامينها.

هادي يبرر.. السلطة فرضت علي:

حرص الرئيس هادي، في صدر خطابه، على النفي عن نفسه أن يكون قد سعى برغبة ذاتية إلى السلطة، مصارحا الشعب بأنه ” لم يسعْ يوماً برغبة ذاتية إلى السلطة بل فُرِضَت عليًه تولي قيادة البلاد في ظروف عصيبة ودقيقة، بل وخطيرة”، مشيرا إلى إذعانه لإرادة الشعب في تولي منصب رئاسة البلاد عبر الانتخابات الرئاسية.

 وقال عن كلا المناسبتين في خطابه مخاطبا الشعب :” لعلكم تدركون عن يقين أنني لم أسعْ يوماً برغبة ذاتية إلى السلطة بل فُرِضَ عليً تولي قيادة البلاد في ظروف عصيبة ودقيقة، بل وخطيرة كادت تعصف بالبلاد ويلات ونذر حرب أهلية طاحنة لا يعلم إلا الله مآلها ونتائجها الوخيمة على البلاد والعباد”.

وأضاف “وإنني إزاء رغبة الشعب وقواه السياسية وتوقه للتغيير الحقيقي الذي عبر عنه شباب هذا الوطن بتضحياتهم العظيمة لبناء دولة مدنية حديثة يسود في ظلها النظام والقانون والعدالة والمساواة والشراكة في السلطة والثروة، إزاء كل ذلك أذعنتُ لإرادة الشعب وتحملتُ عبئ مسؤولية إدارة البلاد في ظروف لم تكن طبيعية، بل استثنائية وخطيرة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية”.

وذكر بمعاهدته الله والشعب في أن ” أضع مصلحة الوطن والشعب فوق أي اعتبار، وأن لا أدَّخِرَ الجهد لإعادة صياغة معالم جديدة لبناء الوطن، وتحقيق طموحات الشعب، بتعاون الجميع وبتضافر جهود كل القوى السياسية والاجتماعية وكل أبناء الوطن”.

وقال بأن ” معالم ذلك اليمن الاتحادي الجديد التي حددت أسسه مخرجات الحوار الوطني يجرى صوغها بجد واجتهاد وبمسؤولية وطنية عالية من قبل لجنة صياغة الدستور”.

 السند الشعبي:

 وفي مصارحة له في خطابه، أكد هادي، أن الشعب هو سنده ومصدر قوته وعزيمته ” في مواصلة تنفيذ خارطة طريق مشروعنا الوطني الكبير في بناء اليمن الجديد في ظل الشراكة للجميع بلا استثناء أو إقصاء وبلا استئثار أو احتكار”.

 هادي: صالح مستمر في إجهاض العملية السياسية

وتضمن خطاب هادي اعترافا للشعب بأن العملية السياسية الجارية في البلاد ما زالت تواجه مخططات ومحاولات غير هَيِّنة تستهدف إجهاضها، من قبل سلفه علي عد الله صالح، مستشهدا على ذلك بآخر محاولة خطط لها والمتمثلة في الاحتجاجات الشعبية التي جرت في العاصمة صنعاء في الـ11 من شهر يونيو الجاري ضد الأزمة القائمة في المشتقات النفطية. وقال بأن الاحتجاجات ” حلقة جديدة من حلقات مخطط إجهاض العملية السياسية السلمية الانتقالية وضرب التجربة اليمنية المتميزة في انتهاج خيار الحوار ونبذ العنف وقعقعة السلاح بهدف إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء والعودة إلى المربع الأول بل الى نقطة الصفر”.

التركة الثقيلة.. تبرير لاستمرار الأزمة:

وفي خطوة منه لتبرير الأزمة على الصعيد الأمني والاقتصادي، سعى هادي في خطابه للحديث عن، وراثته ” تَرِكة ثقيلة” عن سلفه صالح، ومن أبرز تلك التركة الثقيلة ” خلل واضح في بعض مفاصل الأداء الإداري والوظيفي في الدولة”، متعهدا بعدم التهاون مطلقاً مع المقصرين والمتهاونين في تقديم الخدمات المفروضة عليهم للمواطنين بحكم المسؤوليات المناطة، مشيرا في ذات الوقت بأن الاقتصاد والإدارة يجب أن يكونا محور اهتمامنا في المرحلة الراهنة والقادمة.

 الرئاسة تتعهد بتعزيز تعددية وسائل الإعلام وحريتها:

وخصص هادي، جزءا من خطابه، في الحديث عن ” حرية الصحافة والإعلام”، دعا إلى تسخيرها ” للتنوير ونشر رسالة السلام والمحبة والوئام، ولا تنجر للتحريض على العنف وإثارة الفتن وتذكية الخلافات والخصومات بين أبناء الوطن الواحد بصرف النظر عن انتماءاتهم وولاءاتهم الحزبية والسياسية والمذهبية والمناطقية “.

 وفي هذا الشأن، تعهد هادي بالالتزام بـ” تعزيز تعددية وسائل الإعلام المتنوعة المرئية والمسموعة والمكتوبة”، وعدم التراجع والنكوص عن ” حرية الصحافة والإعلام”، باعتبارها ” بوابة الحريات العامة والديمقراطية وليس على النقيض منهما”. حرية هادي للإعلام:

 لكن هادي وعلى الرغم من إعلان تعهداته فإنه دعا وسائل الإعلام إلى “الالتزام بالأخلاق المهنية التي تضع مصلحة الوطن والعباد أولا وقبل كل شيء وأن تشيع قيم التسامح والإخاء والمحبة و تنأى بنفسها عن التحريض وإثارة الفتن والشائعات، بما يضر بسمعة اليمن محلياً ودوليا”.

 الحوار والحكمة.. إستراتيجية هادوية:

وفيما يعد خطة منه لكيفية طريقة تعامله مع ” كل التداعيات”، في البلاد، قال هادي ” كنا ومازلنا حريصين على معالجة كل التداعيات بتغليب لغة الحوار والحكمة على منطق الحرب والقوة لا عن ضعف أو تهاون لا سمح الله ولكن عن مسؤولية وإدراك وقوة مبصرة ولأننا ملتزمون بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي حققت للكثير من الأطراف ما لم يحقق خلال سنوات من استخدام العنف والسلاح”.

كما تعهد هادي بعدم السماح مطلقا بأي تجاوز أو شطط أو أعمال عنف هنا أوهناك من قبل أي طرف ينال من امن وسكينة المواطن والوطن الذي أنهكته الصراعات والحروب والمتاجرة بقضاياه العادلة”، داعيا جميع الأطراف ” الالتزام الكامل والصادق بما تم الاتفاق عليه لمعالجة التوترات والمواجهات الأخيرة في عمران وهمدان وأرحب وبني مطر”.

وأكد أن المخرج مما تعانيه البلاد من فتن واختلالات، يمكن في بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني على أرض الواقع، مبينا أن الأقاليم الستة التي تعد أبرز نتائج مؤتمر الحوار ” تستهدف تجذير الوحدة الوطنية وليس العكس”، مؤكدا أن معالجة القضية الجنوبية سيكون على قاعدة الحفاظ على الوحدة اليمنية.

 صالح .. والحاجة إلى التسامح والتصالح:

 أما الرئيس السابق، فأكد في خطابه الحاجة إلى التأمل والمراجعة، ” في كل ما حولنا”. كما أكد في ذات الوقت ” للتصالح والتسامح وصفاء النفوس، ونبذ البغضاء والكراهية، وإلى التعاضد والتآزر والاصطفاف”.

وقال:” ما أحوجنا في هذه المناسبة الدينية الجليلة أن نقف وقفة تأمل ومراجعة أمام أنفسنا وفي كل ما حولنا لنستخلص الدروس والعِبر من هذه المناسبة الدينية الجليلة ونستلهم المعاني العظيمة التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف ويفرضها علينا واجبنا الوطني والأخلاقي إزاء الوطن في ضوء ما يواجهه من ظروف وتحدّيات صعبة لا تخفى على أحد”.

صالح يتجاهل الدعوة لهادي:

ودعا صالح، الله بأن ” يوفق شعبنا لتجاوز كل الأوضاع والتداعيات المؤسفة التي أفرزتها الأحداث والأزمات المفتعلة”، إلى ” واقع أفضل يتم فيه تجاوز الصعاب ومواجهة المخاطر وبناء مستقبل آمن ومزدهر للأجيال في ظل راية الثورة والجمهورية والوحدة”، لكن خطابه خلا من أي دعوته لسلفه هادي بأن ينجح في إدارة البلاد وإخراجها من الأزمة.

 كما أكد صالح، الحاجة اليوم وأكثر من أي وقت مضى للتصالح والتسامح وصفاء النفوس، ونبذ البغضاء والكراهية، وإلى التعاضد والتآزر والاصطفاف بين الجميع لمواجهة المخاطر المحدقة، والعمل لكل ما فيه خير ومصلحة الوطن والحفاظ على مكاسبه وإنجازاته التي حققها في ظل ثورته المباركة 26 سبتمبر والـ14 من أكتوبر. صالح..الأحقاد تشدنا إلى الوراء:

ودعا الرئيس السابق إلى الحفاظ ” على قيم الحوار السلمي كسبيل وحيد لمعالجة كافة القضايا والمشكلات والخلافات، بعيداً عن الحروب والصراعات والعنف والكيد السياسي، والأحقاد التي لا تفرز سوى واقع مشوهٍ يشدنا للوراء ويزيد من حالة الانقسام في مجتمعنا، ويخدم أعداء الوطن في الداخل والخارج وأجنداتهم ومشاريعهم التمزيقية التي رسموها للعديد من أقطار أمتنا ومنها اليمن”. وأكد ثقته بأن ” شعبنا المكافح الصبور الصامد الذي صهرته الأحداث سوف ينتصر ويقهر كل التحدّيات مهما كانت، ويجهض كل المخططات التي تستهدفه”. ووجه صالح، دعوة لـ” كافة المؤتمريين والمؤتمريات قيادات وقواعد وأنصار.. وكل قيادات وكوادر حلفائه في أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي إلى الصمود والثبات ورباطة الجأش في مواجهة التحدّيات والمخاطر التي تُحاك ضد الوطن والشعب والمؤتمر الشعبي العام”، الذي قال إنه ” يمثل صمام الأمان للعمل السياسي في الوطن بحكم اعتداله ووسطيته وخبرته ونضاله وعطاءاته التي سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته”.

التضحية مهما كلف الثمن:

كما دعا صالح، أعضاء المؤتمر وقياداته إلى ” التحلي بروح الاستعداد لتقديم كل غالٍ ونفيس من أجل الشعب والوطن، وأن يقابلوا الوفاء بالوفاء، وأن يتمسكوا بالعهد والولاء للوطن دون غيره مهما كلفهم ذلك من تضحيات، وأن يؤكدوا للآخرين ولكل من يتآمر على المؤتمر وحلفائه بأنهم سيظلون أوفياء للمبادئ، متمسكين بالثوابت الوطنية، سواء كانوا في السلطة أو خارجها، وأن يُثبتوا فعلاً أنهم أقوياء بالوطن والشعب، وأن المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني هم اليوم أكثر قوة وتلاحماً وأقدر على المزيد من البذل والعطاء لما يخدم الوطن والشعب”.

 وطالب هادي ” من جميع المؤتمريين والمؤتمريات سواء كانوا في القيادة والهيئات أو في القواعد، التمسّك والعمل بالميثاق الوطني وكل لوائح وأنظمة وأدبيات المؤتمر الشعبي العام وبرنامجه السياسي الذي يحدد الأهداف السامية لعمل المؤتمر، وأن يتعلموا من صلابة وصمود شعبنا وصبره على الشدائد والمحن التي ألمّت به، سائلين المولى -عز وجل- أن يكشف الغمة ويفرّج الهموم على شعبنا، وأن يحقق كل آمال وطموحات اليمنيين في أن يعيشوا حياة آمنة ومستقرة في ظل دولة مدنية حديثة قوية وفاعلة تقوم على أساس العدل والمساواة ومبادئ الحكم الرشيد”.

 وخصص صالح جزءا من خطابة للتعبير عن حزنه، لسقوط ” المزيد من الأرواح البريئة والدماء الزكية من المواطنين الأبرياء ورجال قواتنا المسلّحة والأمن في أحداث مؤلمة نتيجة أعمال التطرُّف والعنف والإرهاب”، داعيا الجميع إلى ” تحمل مسؤولياتهم الدينية والوطنية والإنسانية لوضع حد لهذا المسلسل الدامي الذي يفقد فيه الوطن خِيرة شبابه ورجاله وضباطه وجنوده وقدراته في معارك عبثية من أجل فكر متطرّف أو مصالح أنانية وذاتيه زائلة”.

كما طالب جميع الأطراف بـ” التعايش فيما بينهم بتسامح وقبول بالآخر، وتلاحم من أجل الحاضر والمستقبل”.

الحوثي .. القرآن هو المخرج:

أما زعيم جماعة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، والذي حرص في خطابه المقتضب على استخدام مصطلح ” أمتنا” بدلا عن شعبنا “، فبدا مختلفا عن خطاب هادي وصالح في الحديث عن مكمن الخروج من الوضع الراهن الذي تمر به البلاد، إذ أكد أن ” القرآن الكريم هو المخرج بشعوب أمتنا من وضعها الراهن المليء بالتحديات والمخاطر”. وقال ” نؤكد أهمية الاعتماد على القرآن الكريم للخروج بشعوب أمتنا من وضعها الراهن المليء بالتحديات والمخاطر”.

 الدعوة إلى نبذ الطائفية:

ودعا الحوثي إلى ” نبذ كل دواعي الفرقة والانقسام والمذهبية والطائفية ، والسير قدما لتبني ومناصرة القضايا الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية “. وحذر الأمة الإسلامية” من السقوط في المشروع الصهيو أمريكي الذي بات يراهن على سرعة الاستجابة له داخل الأمة لتمزيقها وإبقاء وضعها في درجة الغليان في كل بلد إسلامي وحرف مسار العداء المطلوب تجاه هذا العدو واستبداله بالعداء الطائفي بين أمة الإسلام وتغذيته ودعمه دوليا وإقليميا”.

محسن يوعظ صالح:

أما المستشار العسكري والأمني، لرئيس هادي، اللواء علي محسن الأحمر، فكتب أمس الأربعاء منشورا على صفحته بفيس بوك، وجه فيه رسائل إلى الرئيس السابق، قال بأنه ” يتنكب السير في طريق الضلال والخطأ”، من خلال محاولاته الوصول إلى السلطة ” من خلال العمل على تدمير الدولة وخلخلة تماسك ووحدة سلطاتها وضرب وإضعاف مؤسساتها وأجهزتها”.

وقال اللواء محسن، في منشوره:” إذا كان هناك من يعتقد أنه يمكن أن يصل إلى السلطة من خلال العمل على تدمير الدولة وخلخلة تماسك ووحدة سلطاتها وضرب وإضعاف مؤسساتها وأجهزتها فإنه وبكل تأكيد يتنكب السير في طريق الضلال والخطأ وليت الأمر يقتصر عليه في هذه الحالة, بل أنه يجر معه البلاد بأسرها إلى طريق مظلم ومسدود لا يرتضيها ولا يرتضي السير فيها أي وطني واعي وشريف”.

وطالب المستشار الأمني والعسكري بـ” الالتفاف حول مخرجات مؤتمر الحوار وتشمير السواعد وشحذ العقول لتحويلها إلى وقائع ومن خلال التأييد والوقوف صفاً واحداً وراء القيادة السياسية بزعامة هادي باعتباره رمزاً لوحدة الكيان الوطني وقائداً لعملية التغيير والبناء والتحديث”.

وقال بأن ذلك “هو المخرج والطريق الآمن للحفاظ على وحدة وتماسك سلطات الدولة ومؤسساتها وأجهزتها ومنع وإفشال محاولات تنكب طريق العنف والإرهاب والتمرد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى