تقارير

الاقتصاد اليمني يخسر أكثر من مليار دولار إبان عاصفة الحزم

 

الاقتصاد اليمني يخسر أكثر من مليار دولار إبان عاصفة الحزم

 

تعطلت مظاهر الحياة في العديد من المدن اليمنية، لاسيما العاصمة صنعاء، التي تشهد عمليات نزوح، مع دخول ضربات “عاصفة الحزم” الأسبوع الثالث، حيث بدت الشوارع شبه خالية وحركة النقل الداخلي معطلة، مع انعدام الوقود في محطات البنزين بالمدينة، فيما قدر مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في اليمن (غير حكومي) خسائر الاقتصاد بأكثر من مليار دولار منذ بدء الضربات.

وقد صرح رئيس «مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي» اليمني، «مصطفى نصر» أن «اليمن يعاني انعداما شبه تام للمشتقات النفطية، أي البنزين والديزل، ما يهدّد بانهيار الوضع الاقتصادي، لا سيما أن الموانئ البحرية والجوية مغلقة، وتوقّف استيراد المشتقات النفطية التي تعتمد عليها حركة النقل والشركات ومحطات الكهرباء وغيرها، نتيجة عملية عاصفة الحزم».

وأعرب «نصر» عن قلقه من التدهور الاقتصادي والوضع الإنساني الصعب بسبب الصراع المسلّح في أكثر من محافظة يمنية، أبرزها عدن، محذرا التجار الذين يتلاعبون بالسلع ويخفونها بهدف احتكارها خلال هذه الفترة الحرجة، داعيا اليمنيين إلى عدم الانجرار وراء الإشاعات والمسارعة في شراء المواد الأساس وتخزينها، إذ أن الكميات الموجودة في السوق تكفي لنحو 6 أشهر في الأوضاع الطبيعية.

وأشار إلى أن «حالة الهلع التي أصابت المواطنين ودفعتهم إلى شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية الأساس، واحتكار بعض التجّار للمواد، تؤدي إلى اختناقات كبيرة في المواد الأساس وإلى عدم وصولها إلى فئات كبيرة من السكان، لا سيّما الأسر الفقيرة». وأشار إلى إعلان «مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه»، أكبر المجموعات الصناعية والتجارية في اليمن، عدم رفع أسعار منتجاتها المصنّعة محليا أو المستوردة.

وقدّر «مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي» في بيان عن الوضع الاقتصادي والإنساني، خسائر الاقتصاد اليمني بأكثر من مليار دولار منذ بدء عملية «عاصفة الحزم»، كما أصيب الاقتصاد بحال ركود شبه كلي وتضرّر عدد من المنشآت الاقتصادية، كما انعدمت العملة الصعبة في السوق، وتوقّفت الموانئ البحرية والجوية عن استيراد السلع وتصديرها.

ورجح «نصر» ارتفاع عدد اليمنيين المحتاجين إلى مساعدات إنسانية عاجلة إلى أكثر من 12 مليونا، مشيرا إلى أن نسبة الذين يعيشون بأقل من دولارين في اليوم تجاوزت 60%.

ورصد المركز ارتفاعا في أسعار المواد الأساس في صنعاء والحديدة وتعز وعدن وعدد من المحافظات الأخرى بنسب متفاوتة، وتزامن ذلك مع إقبال المواطنين على شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية، واحتكار بعض التجّار للسلع الأساس تحسّباً لارتفاع أسعارها خلال الأيام المقبلة.

وأشار إلى «ارتفاع كبير في أسعار القمح والدقيق والسكر في تعز راوح بين 20% و40%، إذ وصل سعر كيس الدقيق، الذي يزن 50 كيلوغراما، إلى 32 دولارا مقارنة بـ24 دولارا سابقا»، مطالبا السلطة المحلية بتحمل مسؤوليتها في ضبط المتلاعبين. وارتفعت أسعار المواد الأســـاس في محافظة الحديدة الساحلية 15%، وفي صنعاء نحو 10%.

وأعرب المركز عن أسفه للحالة الإنسانية التي تعيشها عدن بسبب القصف العشوائي على المنازل والمواجهات في الأحياء الآهلة بالسكان، مستعجلا السماح لفرق الإغاثة الإنسانية والإنقاذ بإيصال المواد الأساس والدواء للمتضرّرين. وكشف أن كثيرا من الأسر الفقيرة المحاصرة لم تستطع الوصول إلى المتطلّبات الأساس من الغذاء والدواء، لا سيما مع إغلاق المحال التجارية نتيجة استمرار القصف العشوائي، مشيرا إلى أن «الموظّفين الحكوميين حوصروا لأيام ولم يتسلّموا رواتبهم نظراً إلى إغلاق البنوك والمكاتب الحكومية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى