مساحات رأي

(الجنوب) دولة مستقلة

 

بقلم : حسين زيد بن يحيى

بعيدا عن المواربة الصراع الدائر رحاه في شوارع صنعاء و المدن اليمنية ليست كما يصوره الإعلام الرسمي الذي تفيده دواعش الإصلاح , صراع لم يكن يوما طرفاه الرئيس هادي و أنصار الله وحلفاؤهم من القوى الجديدة الثورية , الملامس و القريب من المنتفضين في ساحات صنعاء و المدن اليمنية يعرف ان حقيقة الصراع بين الأغلبية الشافعية و الزيدية القلة و المعبر عنها في جمعة شارع المطار  ضد اصطفاف الوهابية السلفية المتمترسة بجمعة شارع الستين , صراع رافعته السياسية متمثلة في أنصار الله و حلفائهم من القوى الجديدة ضد اصطفاف حزب الإصلاح الوهابي السلفي و حلفائه من القوى التقليدية الرجعية.

صراع اضعف إلى ابعد حد الدولة المركزية اليمنية في صنعاء , هشاشة الواقع السياسي الهش أصلا في الشمال مع وجود حاضنة شعبية للاستقلال مقدمات مادية ايجابية تمهد لفكرة (الجنوب) دولة مستقلة , الإشكالية تكمن في غياب العقل السياسي الجمعي الجنوبي القادر على تحويل الفكرة إلى واقع سياسي , عجز سببه استمرارية هيمنة القوى القديمة المتخشبة على (الحراك الجنوبي) مما يجعل حركته كسيحة غير قادرة على إعادة التموضع و التشكل مع المستجدات .

(الموميات) وبلادة تفكيرها يتمثل في اعتقادها الخاطئ ان انفجار الوضع الأمني شمالا مدخلا للدولة المستقلة جنوبا , بينما كل المؤشرات المنظورة تؤكد ان التصدع المفاجئ للدولة المركزية بصنعاء يصب لصالح القوى التكفيرية الداعشية , تلك التي زرعتها القوى التقليدية الشمالية في الجنوب أثناء احتلالها له , ايجابية الصراع بصنعاء بين القوى الجديدة والتقليدية يخدم الجنوب إذا تمت إعادة النظر في نظام الأقلمة , الدولة المدنية الاتحادية من إقليميين شمال و جنوب تظل الحاضنة الواقعية و العقلانية الوحيدة الممهدة لانتصار فكرة (الجنوب) دولة مستقلة بشكل آمن وسلس .

 *خور مكسر / العاصمة عدن 13-9-2014 م .

*منسق ملتقى أبين للتصالح و التسامح و التضامن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى