مساحات رأي

قراءة لردود الفعل حول الغارة الصهيونية على سورية

          في قراءة لردود الفعل حول الغارة الصهيونية على سورية

الصهيونية أرادت قطع الطريق على حزب الله وتوتير الوضع عندما أحست أن الكرة في ملعب الأسد بعد إعلان المعارضة التحاور معه

ولسان إخوان اليمن رب ضارة نافعة!!

 سوريا

الهوية/ خاص

شهدت الساحات المحلية والعربية والدولية ردود أفعال متباينة حول الضربات التي شنتها طائرات العدو الصهيوني على منشأة عسكرية للبحوث العلمية شرق العاصمة السورية دمشق وقرب الحدود اللبنانية نهاية الأسبوع المنصرم.

حيث تنوعت هذه الردود بين المستنكرة الداعية إلى ضبط النفس والغاضبة المطالبة بالرد والصامتة التي تحتمل الكثير من التفسيرات.

ففي الساحة المحلية غابت ردود فعل الجهات الرسمية والأطراف الفاعلة

فيما عبرت العديد من الأحزاب والجماعات السياسية عن إدانتها للغارة الصهيونية على المنشأة السورية.

حزب البعث: الغارة لتوتير الوضع

حيث أدانت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي قطر اليمن العدوان الصهيوني على مراكز البحث العلمي في ريف دمشق.

مؤكدة انه جزء لا يتجزأ من المخطط الغربي الصهيوأمريكي لتدمير القوة الوطنية والقومية السورية المقاومة و يكشف مدى ارتباط المجموعات الإرهابية المسلحة بهذا المخطط التي أصبحت تتقهقر وتلفظ أنفاسها الأخيرة أمام ضربات الجيش العربي السوري المقاوم حسب بيان أصدره نهاية يناير المنصرم.

واصفة الغارة بالاعتداء السافر الذي يفضح حقيقة المؤامرة الكونية التي تتعرض لها سورية المقاومة خلال العامين الماضيين.. ويكشف زيف كل الادعاءات المفبركة طيلة العامين الماضيين من قبل قنوات الدموية التضليلية ويؤكد ضلوع الكيان الصهيوني بما تعانيه سورية من اقتتال وتدمير وتخريب مبينة أن العدو الصهيوني يحاول من خلال هذا العدوان الاصطياد في الماء العكر و زيادة التوتر في سورية و المنطقة العربية بكاملها.

أنصار الله :الغارة انتهاك لسيادة الأمة.
من جانبها أدانت جماعة أنصار الله الغارة الصهيونية على مركز الأبحاث السوري واصفة إياها أنها تمثل انتهاكا لسيادة الأمة العربية والإسلامية جمعاء.
وقال المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي في بيان أصدره في 31/1/2013م  أن السكوت أو التغاضي والتجاهل لمثل هذا الحدث سيدفع بالعدو المجرم إلى التجرؤ أكثر كما فعل قبل أشهر في السودان لارتكاب المزيد من الجرائم بحق هذه الأمة وأن إجرامه بحق البشرية لن يوقفه إلا التحرك الجاد والصحيح والمواقف القوية والردع المماثل كما ثبت ذلك في العدوان الأخير على غزة..

إصلاحيون : الغارة رب ضارة نافعة
من جهتهم فضلت ربما أحزاب المشترك في بلادنا الصمت وعلى رأسها حزب الإصلاح الذي لم يصدر بيانا رسميا بذلك ربما لشيء في نفس يعقوب غير أن أعضاء مقربين لتنظيم الإصلاح  فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم عبروا عن استنكارهم لهذا العدوان  على سوريا مرجعين ذلك إلى تخاذل العرب في نصرة الشعب السوري حسب وصفهم وقالوا إن هذه الغارة تندرج في سياق القاعدة التي تقول ( رب ضارة نافعة) .

خبراء ومراقبون: الغارة جاءت لتوجيه عدد من الرسائل

إلى ذلك اعتبر العديد من المراقبين والخبراء العسكريين هذه الغارة الصهيونية تحمل الكثير من الدلالات والتفسيرات فبنظر لدلالات توقيتها والرسائل التي وجهتها إلى أكثر من طرف عدا عن كونها تشكل دليلا واضحاً على تغيير قواعد اللعبة في سورية فليست المرة الأولى التي يتم فيها تدخل الصهاينة في سورية.

وبعيداً عن سرد التطاولات الصهيونية على الشعب السوري والتي شهدتها السنوات الماضية وكانت حينها بمثابة ردة فعل منهم على تصرفات سورية تجاه هذا العدو اللدود.

فغن هذه الغارة تمثل فعلاً صريحاً ضد سوية وفق الخبراء  ولهذا فإن الصراع بعد الغارة سيأخذ أبعادا جديدة وستدخل فيه ربما أطراف عدة بينها حزب الله وإيران إضافة إلى النظام السوري .

كما أن هذه الغارة جاءت لتحويل الصراع في سوريا من صراع بين النظام والمعارضة إلى صراع عربي صهيوني .

كما أن هذه الغارة اليهودية على سوريا جاءت لتقطع الطريق على حزب الله الذي يمثل خطراً على دولة الصهاينة وتفويت الفرصة عليه في الحصول على أسلحة سورية ثقيلة وصواريخ بعيدة المدى إذا ما سقط نظام الأسد هذا من جهة ومن أخرى لا شك أنها جاءت من أجل زيادة  التوتر أمام النظام السوري الذي ظهر مؤخراً وكأنه كاسب للمعركة ضد المعارضة خاصة مع دعوة بعض رموز الأخيرة إلى التحاور مع نظام الأسد.

فيما رجح خبراء عسكريون عرب آخرون أن تكون هذه الغارة الصهيونية  تمثل ردة فعل صهيونية عندما قالت أن معلومات استخباراتية مثيرة للقلق أظهرتها صور الأقمار الصناعية نهاية نوفمبر الماضي وظهر فيها جنود سوريون داخل موقعي تخزين وهم يعملون على مزج مواد كيميائية يرجح أن تكون غاز الأعصاب القاتل (السارين) وملء عشرات القنابل زنة 500 رطل التي يمكن تحميلها على متن الطائرات واستدعت هذه المعطيات تحذيرا عالي النبرة وجهته الإدارة الأميركية إلى سوريا وحلفائها حال دون الاستمرار في عمليات مزج المواد الكيميائية وتجهيز الأسلحة.

ولم يستبعدوا أن تكون الغارة الصهيونية مرتبطة بكشف محاولة استخدام أو نقل صواريخ من نوع جديد من سوريا إلى لبنان لتزويد حزب الله بها وهو ما اعتبره الصهاينة تهديدا مباشرا لكيانهم اللعين.

سياسيون: الغارة : لجس نبض حال نظام الأسد.

فيما أكد بعض السياسيين العرب أن الغارة الصهيونية على مركز الأبحاث السوري جاءت بمثابة جس النبض حول ردة فعل النظام السوري والتي من خلالها قد تقرأ الدولة العبرية الحجم المحدد الذي لا يزال يمثله نظام الأسد على ارض الواقع حتى تستعد بمخططاتها المستقبلية للتعامل سواء مع النظام الحالي أو القادم .

 فيما ذهب خبراء سياسيون آخرون إلى أن الغارة جاءت في سياق التأكيد لعرب جدد وقدامى أن قوة الصهاينة لا زالت على عجرفتها تضرب كل هدف تظن أنه يشكل تهديداً لها أينما كان ذلك الهدف ومتى ما شاءت.

ولم يستبعد هؤلاء بدورهم أن تكون هذه الغارة جاءت لخلط الأوراق وإرباك المشهد الواقع في سوريا وخلق ضجة تشغل من خلالها الرأي العام الدولي والعربي .

وهو ما بدت مؤشراته واضحة وتعكس أن هذه الغارة قد جعلت بعض الأطراف العربية وخاصة في منطقة الشام يعزون الغارة إلى أنها جاءت ربما إثر اتفاقات بين الأنظمة العربية المناوئة لنظام الأسد في إشارة إلى نظام السعودية وقطر وبين الكيان الصهيوني لضرب مواقع القوة في النظام السوري حتى يتسنى لهم تشكيل الدولة السورية التي يريدون.

خاصة بعد أن أحست تلك الأنظمة بعجز جهودها الجهادية في إسقاط النظام السوري الأمر الذي أكدته دعوة بعض رموز المعارضة إلى التحاور مع نظام الأسد.

فيما شجبت بعض قيادات دول الخليج والبلدان العربية الإفريقية هذه الغارة الصهيونية على سوريا ولكن بصور غير مباشرة حيث جاءت تلك الاستنكارات من أطراف سياسية في تلك البلدان مقربة من قياداتها كما هو الحال في بلادنا والتي لم يظهر لها بيان واضح يدين الغارة الصهيونية .

الردود الدولية : روسيا وإيران تحذيرات وقلق:

وفي هذا السياق شهدت الساحة الدولية عددا من ردود الفعل لهذه الغارة كان أبرزها موقف روسيا وإيران حيث عبرت روسيا عن قلقها الشديد إزاء هذه الغارة واعتبرتها عملية إطلاق نار من دون مبرر على أراضي دولة ذات سيادة وتمثل انتهاكا فاضحا وغير مقبول لميثاق الأمم المتحدة أيا كان المبرر وعلى هذا المنوال قال وزير الخارجية الإيرانية ان الغارة الإسرائيلية على الأراضي السورية ستؤدي إلى عواقب جدية لإسرائيل.

  سوريا : الرد سيكون صاعقا !!

وفيما يخص الموقف السوري من الغارة العدوانية الصهيونية عليها قال محمد ضرار جمو رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الدولية في المنظمة العالمية للمغتربين العربان الرد العسكري السوري على الغارة الصهيونية على مركز الأبحاث في ريف دمشق سيكون مزلزلا وصاعقا وقريبا جدا.

 مؤكدا أن الجيش السوري سيوجه بنفسه الضربة لعصابة آل صهيون ولن تكون الضربة عن طريق حزب الله أو إيران.

 وفي هذا السياق ذكرت معلومات أن الجيش السوري وضع 4 صواريخ سكود برأس متفجر يبلغ 500 كغم لكل واحد منها في وضعية الاستعداد لضرب مراكز أبحاث في تل أبيب.
نصر الله : قادرون على ضرب أهداف محددة في تل أبيب

من جانبه كشف السيد/ حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله عن قدرة حزب الله على ضرب أهداف محددة في تل أبيب.

مؤكدا بقوله: لدينا القدرة على ضرب أهداف محددة في تل أبيب في أي حرب مقبلة مع إسرائيل. واصفاً ما يحدث في سوريا بالمدبر من الغرب وإسرائيل خاصة وأنهما يريدان التخلص من الداعم الأساسي للمقاومة في لبنان وفلسطين.

يذكر أن الكيان الصهيوني قام يوم الأربعاء الماضي بهجوم على منطقة جمرايا في ريف دمشق، وقصف بالطائرات مركزا علميا أدى إلى استشهاد وجرح عدد من المواطنين السوريين، وإحداث تدمير كبير طال المنشأة وملحقاتها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى