تقاريرخاص الهويهشريط الاخبارعناوين مميزةمحلية

في مواجهة الضغوط .. صنعاء تحضّر لما بعد الهدنة

الهُوية نت || تقرير _ عادل القاسم :

أكدت مصادر سياسية أن السعودية وخلال زيارة وفدها إلى صنعاء أبدت استعدادها لتلبية جانب من مطالب الأخيرة مقابل تحميلها مسؤولية إيجاد المخرج المناسب للمملكة من الحرب على اليمن،

وأضحت المصادر أن سلطات صنعاء رفضت تقديم تنازلات وتتمسك برؤيتها لكيفية التمهيد للحلّ النهائي مهدّدةً في حال استمرار تعنت التحالف بالتصعيد أفقيّاً ..

المعركة المستمرّة في اليمن انتقلت من الميدان العسكري إلى ميادين السياسة حيث تخوض دول تحالف الاحتلال منازلةً سياسيةً ضاريةً عبر استخدامِ وسائل الخداع والتضليل ومن ثَمَّ الضغطِ والابتزاز على أملِ إيجادِ المخرجِ المناسب من مستنقع الحرب..

خلال الفترة الماضية وفي خِضمّ مساعي إطالةِ أمدِ التهدئة، أظهرت الرياض مرونة نسبية وأبدت استعدادها لتلبية جانب من مطالب صنعاء، وعلى خط مواز تعمل على دفع الأخيرة نحو تقديم تنازلات والتخلّي عن إصرارها على مطالب بعينها، غير أن صنعاء تتمسك برؤيتها لكيفية التمهيد للحلّ النهائي، مهدّدةً في حال استمرار تحالف الاحتلال في التعنُّت، بالتصعيد أفقيّاً.

تعتقد دولُ التحالف أنها بمناورتها الحالية تنفذ أجندتها في دفع صنعاء إلى تقديم تنازلات، وترى أن المراوحة في هذا المربع أفضل من تلبية المطالب الحالية، التي قد تجر لمطالب أخرى وتقديم تنازلات جوهرية، غير أن سلطات صنعاء ومع مرور الوقت قد اكتسبت خبرة واسعة في التفاوض وفهم حدود قوة الطرف الآخر، ووضعت خططاً معلَنة لمواجهة تصلّبه ورفضه المطالب الإنسانية.

ويرجح سياسيون أن تصعيد صنعاء قد اتخذ محاور ثلاثة، يتمثل الأول في منع سرقة النفط اليمني ومنع استخراجه وتهريبه، وبعدها يجري استهداف المنشآت السعودية والإماراتية الحيوية بشكل تصاعدي تدريجي في حال تأكد عدم استجابة تلك الدول للمطالب الإنسانية، ثم تكتمل الخطة باستهداف الأهداف المعادية في البحر الأحمر وباب المندب، ونسبياً في بحر العرب.

خلال معركة الإرادات السياسية الدائرة حالياً، تراهن دول تحالف الاحتلال على تكثيف الضغوط حيناً والإغراءات الزائفة أحياناً أخرى، بهدف تحقيق عجزت عن تحقيقه في الميدان، وهوما يجعلها تراوغ بخصوص الامتثال للمطالب للإنسانية وتطرح في مقابلها أثمانا سياسية من المفترض بحثُها في مفاوضات الحلّ النهائي.

في المقابل.. يرى محللون أن المفاوضات الجديّة قد تأخّرت كثيراً، وأن صنعاء باتت في تفاوضها تستند إلى معادلات القوّة والردع اللتين راكمتهما طوال سنوات الحرب، ومتى ما لمست دول تحالف الاحتلال جديّة أنصار الله في الذهاب حتى النهاية في خطّتهم المتدرّجة وصولاً إلى تنفيذ المراحل الثلاث فإن خياراتها ستصبح محدودة إذ إن كل المؤشرات تفيد بأن الخيار العسكري لم يَعُد مجدياً بالنسبة إليهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى