تحليلاتخاص الهويهشريط الاخبارعناوين مميزةمحلية

نجحت صنعاء في منع نهب النفط فهل تنجح في حماية السيادة اليمنية؟ .. قراءة تحليلية

الهُوية نت || تحليل _ عبده أحمد عطاء :

ربما نجحت خيارات صنعاء الاستراتيجية في حماية الثروات النفطية اليمنية من النهب، لكن هل تنجح صنعاء التي تملك خيارات مفتوحة لوقف انتهاك السيادة اليمنية في ظل استمرار تحالف الاحتلال بانتهاك السيادة في جزيرة ميون من خلال أعمال استيطانية توسعية واستحداث قواعد عسكرية؟.

فبعد ثمان سنوات من الحرب على اليمن، وبعيدا عن ارتهان “مرتزقة اللجنة الخاصة” الموالين للتحالف السعودي الإماراتي، بالنسبة لصنعاء، فإن ما يأتي في أولويات اهتمامها اليوم أمران مهمان “سيادة البلاد وتطهيرها من النجس الأجنبي” و”حماية ثروات الشعب اليمني من النهب”.

بالنسبة لحماية الثروات النفطية من النهب، فيبدو أن صنعاء ومن خلال عمليتها التحذيرية التي نفذتها في ميناء الضبة بحضرموت، نجحت إلى حد كبير في ذلك، لكن المخاوف ما زالت قائمة من لجوء تحالف الاحتلال ومرتزقته في اتخاذ طرق وأساليب أخرى لنهب الثروة النفطية، خاصة مع التحركات الأمريكية الأخيرة في الهضبة النفطية.

ووسط الحديث عن الطرق والأساليب الجديدة، لتهريب وسرقة النفط والغاز اليمني، توعدت صنعاء بوضع حد لذلك وبإجراءات صارمة. وقال (حسين العزي) نائب وزير الخارجية بصنعاء في تصريحات على تويتر: “إن لجوء المرتزقة لأساليب تهريب غير معلنة لمواصلة نهب الثروات ليس حلا لأنها مكشوفة وستواجه بإجراءات صارمة”.

وأشار (العزي) إلى أن “الحل فقط يكمن في احترام حقوق ومطالب الشعب اليمني والكف عن الإصرار المخجل على سرقة ثرواته”. مؤكداً أن “موارد الشعب اليمني النفطية والغازية لشهر واحد فقط تكفي لتغطية رواتب موظفي القطاع العام لمدة ستة أشهر على الأقل”.

أما بالنسبة لـ”الشق الثاني” من أولويات اهتمامات صنعاء والمتمثل بـ”سيادة البلاد وتطهيرها من النجس الأجنبي”، فيبدو أن خيارات صنعاء مفتوحة لوقف انتهاك السيادة اليمنية، وقد سبق ووجهت رسائل تحذيرية مهمة بشأن استعدادها لخوص معركة فرض السيادة في المياه الإقليمية وحماية الملاحة.

وفي ظل مواصلة تحالف الاحتلال استخدام “مرتزقته” لشرعنة انتهاكاته لـ”السيادة اليمنية” من خلال توسيع تواجده العسكري في الجزر المحتلة في إطار مساعيه للهيمنة على المياه الإقليمية للبلد والسيطرة على الممرات المائية في المنطقة، يبدو أن هذا الأمر من شأنه أن يسهم في الدفع نحو تصعيد جديد، خاصة بعد تأكيد مصدر مسؤول في حكومة صنعاء أن تحالف الاحتلال يواصل انتهاك السيادة في جزيرة ميون، من خلال أعمال استيطانية توسعية واستحداث قواعد عسكرية.

تحذيرات صنعاء لتحالف الاحتلال بشأن جزيرة ميون تأتي في أعقاب رسائل مكثـفة، كانت صنعاء قد وجهتها على أكثر من مستوى، وأكدت في مجملها على أنها باتت جاهزة لخوض معركة فرض السيادة على المياه الإقليمية اليمنية والتصدي للتواجد الأجنبي في الممرات الملاحية الدولية.

ولتعزيز تلك التأكيدات، كشفت صنعاء عن عدة أسلحة بحرية استراتيجية لم تكن قد ظهرت إلى العلن من قبل، وذلك ضمن عرض عسكري تاريخي شهدته مدينة الحديدة الساحلية وأطلق عليه “وعد الأخرة”، في رسالة كانت مقاصدها ومعانيها واضحة ومباشرة.

ربما أنه وفي ظل هذه المعطيات فإن استمرار تحالف الاحتلال بالتواجد في جزيرة ميون قد يؤدي إلى تصعيد جديد ربما تضطر صنعاء للذهاب إليه لوضع حـدّ لانتهاك السيادة الوطنية، خصوصاً وأن تحذيرات صنعاء دائما ما تعقبها تأكيدات ميدانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى