تقارير

مؤتمر الحوار الوطني نقطة فارقة في حياة اليمنيين أجمع الكل على إنجاحه

مؤتمر الحوار الوطني نقطة فارقة في حياة اليمنيين أجمع الكل على إنجاحه

فما هي أبعاد وخفايا رؤى المتحدثين عن فشله؟!!

الهوية / أحمد المحـــــــفلي

من سنن الله في الكون وفي خلقه أن نجد في كل مجتمع على ظهر البسيطة قضايا أو موضوعات يجمع عليها الناس أفراداً وجماعات مؤسسات وحكومات حيث يعلق الناس كل الناس آمالهم الكبيرة على نحاجها والتي بفعل نجاحها يتغير واقع الحياة لدى الجميع نحو الأفضل.

غير أن هناك أناسا دائما ما يسيرون عكس التيار!! يخالفون الجميع في رؤاهم وتصرفاتهم!! وليس لهم من أهداف سوى تعكير صفو الأجواء!! وإحداث شرخ فيما اتفق عليه!! يصطادون في المياه العكرة!! أحاديثهم دوماً عما يقلق ولا يطمئن!! وتوقعاتهم دوماً تحمل التشاؤم لا التفاؤل!! ورؤاهم عادة تسوق لدمار الحياة لا لإعمارها !!.

كل تلك المتناقضات الغريبة والعجيبة نلحظها اليوم ونقرأ عنها ونجدها صراحة معلنة في العديد من الرؤى التي يتحدث أصحابها عن إمكانية فشل مؤتمر الحوار الوطني الشامل في بلادنا في حين نجد السواد الأعظم من أبناء المجتمع اليمني والعربي والكثير من بلدان العالم ينشدون إنجاح هذا المؤتمر ويعلقون عليه الآمال العريضة في إخراج اليمن من المأزق الحرج الذي تعيشه ويتجرع به كل أبناء اليمن أنواع مختلفة من الويلات.

فيا ترى ما حقيقة تلك الرؤى الضيقة ؟ وما أبعاد وخفايا تلك التوقعات المتشائمة؟ هل تصدق؟ أم أن أصحابها لا يحلو لهم العيش إلى في ظل معاناة الآخرين ؟ نحن في الهوية ومن خلال هذا التقرير حاولنا الوقوف على حقيقة أبعاد وخفايا تلك الرؤى والتوقعات من خلال البحث في مضامين تلك الرؤى عن إجابات لهذه التساؤلات السالفة الذكر فكان التالي:

أعداء اليمن يتوقعون فشل الحوار!!

قد يقول البعض انه من البديهي جداً أن يتوقع أعداء اليمن فشل الحوار قبل نهايته بل قبل انطلاقه وهذا مالا يختلف عليه اثنان خاصة إذا كان أعداء اليمن هم من الأمريكان والبريطانيين وآل صهيون الذين لا يحبون لليمن وأهلها سوى الخراب والدمار وقد انعكس ذلك جلياً في رؤى الجنرالات الأمريكية والبريطانية والتي أصدروها  قبل انطلاق الحوار بأيام.

ولكن هذا الجانب لا خلاف عليه وليس بيت القصيد لموضوعنا هذا خاصة وان أعداء الوطن من المتشائمين ومن أصحاب الرؤى المظلمة ليسوا فقط من الخارج بل هم من الداخل أيضاً وهذا ما دفعنا إلى كتابة هذا الموضوع وقبل أن نسرد رؤى الأعداء في الداخل ونكشف خفاياها نورد نبذاً مختصرة مما ورد في رؤى أعداء الوطن في الخارج من قبل انطلاق الحوار وحتى الآن.

حيث رجح الأمريكي ستيفن جورج أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستيتسون الأمريكية في مقالة نشرتها مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية الشهيرة قبل انطلاق مؤتمر الحوار بأيام  فشل مؤتمر الحوار مرجعاً أسباب ذلك التوقع إلى تضارب المصالح المحلية والإقليمية في البلاد.

خاصة مع بقاء صالح وآل الأحمر والذين مع تواجدهم في البلاد فلا يمكن أن يكون هناك تغيير حقيقي وفق الكاتب وهذا ما يعكس جلياً أن المصالح الخارجية في بلادنا هي التي دفعت بالمجتمع الدولي إلى رعاية مؤتمر الحوار وليس خوفاً على اليمن واليمنيين و أن الحوار ما لم يحفظ تلك المصالح الخاصة بالخارج أولا فإنه حوار قعوا فشله قبل انطلاقه.

ولأن الحوار لم يقم أساسا على حماية تلك المصالح فقد بدأ الأمريكي استفين بالتحريض من اجل إفشال هذا الحوار حينما أورد في مقالته تساؤلا يقول: هل سيبقى اليمن موحدا؟ خاصة وأن دعوات الانفصال اليوم هي الأقوى ؟وأن وأنصار الحراك من أكبر المعارضين لمؤتمر الحوار الوطني وهذا ما يعزف عليه اليوم أعداء الوطن في الخارج هذا ما قالوه قبل الحوار وهو ما يقولونه اليوم حيث أورد السفير البريطاني في صنعاء نيكولاس هوبتن توقعه في حوار صحفي له نشر مطلع ابريل المنصرم أشار فيها إلى أن احتمالات فشل مؤتمر الحوار الوطني في اليمن مرجعاً الأسباب لتفشي العنف والإرهاب وتدني مستويات المعيشة  والفقر في اليمن .

كما أشار إلى أن هناك تهديدات يمكن أن تفشل الحوار وفي مقدمتها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب التي تشكل تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار اليمن خصوصا إضافة العنف والصراعات القبلية  وكذلك بسبب الحاجة للنمو الاقتصادي والحاجة لإدماج مجموعات سياسية بعينها في العملية السياسية  سواء أكانت هذه المجاميع في الشمال أو في الجنوب مسوقاً لحلول لوضع بعض الأطراف في اليمن والتي  قال إنها لا تريد الحوار كما تعاملت بلاده مع آيرلندا الشمالية في إشارة إلى تمكين تلم المجموعات والأطراف من حكم نفسها وإعطائها حكماً ذاتيا تستطيع بريطانيا معه ضمان مصالحها في اليمن وكأنهم يحلمون بالعودة إلى عدن من جديد وقد سمعنا هذا يردد مع الأسف الشديد على لسان العديد من أصحاب النفوس الضيقة من أبناء جلدتنا والذين يزعمون أن استعمار بريطانيا لجنوب الوطن كان ارحم من تواجد أبناء المحافظات الشمالية في محافظات الجنوب فهذه هي توقعات أعداء اليمن في الخارج ومع الأسف الشديد أن كتاباً عرباً لهم مكانتهم في العالم أمثال الزميل عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربي قد حكموا على حوارنا مقدما بالفشل وقالوا أن نجاحه من سابع المستحيلات !!!

فماذا عن توقعات أعداء الوطن في الداخل؟

هناك كتاب ومحللون وهناك من يطلق عليهم بأشباه الكتاب والمحللين ومن يحاولون أن يفهموا الآخرين أنهم كتاب ويستطيعون سرد خزعبلاتهم وتوقعاتهم المتشائمة ووجهات أنظارهم الضيقة عبر صدور صفحات الصحف والمجلات فهؤلاء ومنذ انطلاق مؤتمر الحوار وحتى اليوم لا يزالون يعتبرونه مجرد وسيلة لتقسيم الكعكة كما كان الحال دائما في السابق  بين الإطراف نفسها المتحاورة وعلى وجه التحديد المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح.

آخرين من المتوقعين فشلا وشؤماً قالوا : أن الحوار هو مفهوم غربي ولا يمكن تطبيقه على اليمن وقالوا أن الفشل ممكن وهم يعتقدون وفق رؤاهم  أن الحوار سيتحول إلى حلبة مبارزة يرمي فيها كل طرف بشروطه في ظل عدم استعداده لتقديم التنازلات الأمر الذي معه ستنشب الخلافات بسرعة كسرعة النار في الهشيم وبخاصة حول التعامل مع القضية الجنوبية وقضية صعده وحول كيفية التعامل مع تنظيم القاعدة وما إلى ذلك من مسوغات ومسوقات للفشل الذي ينشدونه لمؤتمر الحوار فهم ليسوا بأقل خطراً على الوطن بتشاؤمهم من أعداء الوطن في الخارج فهم قد حكموا على الحوار قبل نهايته بالفشل وقالوا أنه قد يؤدي إلى دولة فاشلة.

ختاماً نقول:

لأصحاب المصالح من أعداء الأمة في الخارج سينجح الحوار بإذن الله فموتوا بغيضكم ولمن يهرفون بما لا يعرفون من الكتاب العرب عن المجتمع اليمني ولم يزوره ولمن غابت عن أذهانهم الطبيعة الفريدة التي يتميز بها المجتمع اليمني عن غيره من المجتمعات العربية نقول لهم كفوا هراكم عنا وساعدوا وطننا الغالي بصمتكم ولأبناء جلدتنا من المتحاملين على الحوار نقول: تفاءلوا بالخير تجدوه ولا تكونوا لأعداء وطنكم عوناً عليه (إن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار)( أفلا تعقلون)!! .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى