حواراتعناوين مميزة

وزير المياه و البيئة معالي الأستاذ/ عبد السلام رزاز

في حوار هذا العدد التقت الهوية معالي وزير المياه و البيئة معالي الأستاذ/ عبد السلام رزاز الذي وضح لنا تفاصيل قضية إقالة الجنوبيين من الوزارة و مشروع التحلية في تعز وصنعاء و مشكلة  الجرحى اليمنيين المعتصمين أمام رئاسة الوزراء فإلى تفاصيل الحوار :

حاوره : رئيس التحرير

 وزير المياة عبدالسلام رزاز

  • ما مدى توسع عمل وزارة المياه و البيئة بعد تسلمكم إياها ؟

وزارة المياه و البيئة قضية من أصعب القضايا في العالم ، فقضية المياه واسعة وكبيرة و شائكة و معقدة لا سيما في اليمن  والمياه جزء من البيئة و الوزارة مركبة من وزارتين و هنا الهم كبير و الإمكانيات متواضعة للغاية و الوضع المؤسسي وضع مختل و غير سليم وأخذ من وقتنا الكثير لتعديله و خلق الحد الأدنى من الاستقرار المؤسسي لأننا عندما أتينا الى الوزارة كانت معظم المؤسسات في قطاع المياه  فيها ثورات كانت تعرف باسم ثورات المؤسسات و كانت بعضها مطالب حقوقية صحيحة و البعض الآخر غير حقوقية و لكن الحمد لله انتهى عام 2012 و قد سيطرنا على الأوضاع الإدارية و السياسية و المؤسسية  بشكل لا بأس به و يبقى أمامنا الآن الركض وراء المشاريع و المشاريع تحتاج الى إمكانيات كثيرة و اليمن فقير.

  • هل بدأتم بالتنسيق لمشاريع معينة من خلال سفرياتكم المتعددة ؟

السفريات مرتبطة بالمانحين فهناك وزارت لها علاقة بالمانحين و هناك الأمر الذي يتطلب منا دائما السفر و على رأسها وزارة المياه و البيئة لأنهما قطاعان يحظيان بدعم أجنبي و هذا الدعم توقف خلال 2011 بسبب الثورة و تدمرت كل المبالغ المدعومة لقطاع المياه و البيئة و جاء عام 2012 لتكون السفريات فيه من أجل استئناف الدعم الذي توقف و أنا شخصيا في معظم سفرياتي لا أستلم بدل سفر ، أنا يستضيفني المانحون و أتنازل عن بدل السفر رغم أن سفري قانوني و كل سفرية لا تزيد عن يومين أو ثلاثة وكل القضايا التي تطرح موضوعية وتتعلق بالمياه و البيئة ولن أسافر لحضور ورشة عمل او دورة تدريبية على الإطلاق ولن أسافر في مستوى اقل من وزير و معظم السفريات و اللقاءات هي للبنك الدولي لأن الدعم معظمه من البنك الدولي و من الألمان و بحمد لله تمكنا من تحريك المشاريع التي كانت متجمدة و حصلنا على دعم إضافي .

  • ما رأيكم فيمن يقول أن هناك إقصاء للكادر الجنوبي من وزارتكم ؟

سأتكلم معاك بشفافية عالية ، أقول أن الوظيفة العامة مضطرة أنها تخضع للكفاءات و هنا الكفاءة يجب أن لا نربطها بمنطقة معينة لأن توزيع الوظيفة على المناطق فساد ، أنا لم استبعد أحدا لانتمائه لأي منطقة ، فإذا كان هناك فاسد جنوبي علينا أن نحاسبه و إذا كان هناك شخص جنوبي أقل كفاءة علينا أن نستبدله مثل ما هو الأمر بالنسبة للشمال أو أي منطقة .

ربط الوظيفة بالمناطق خطأ كبير و خاصة الوظائف التنفيذية التي تتطلب اختصاصات يفترض أن لا نعين لها إلا كفاءات متخصصة لذلك ، هذا الموضوع الجنوبي أثير عندما غيرنا قيادات الجهات فكان الرئيس من إب و وكليه من حضرموت دخلوا في صراعات و حاولوا أن يستقطبوا الموظفين كل لصالحة الأمر الذي أدى الى انهيار الهيئة و أعطيتهم فرصة بعد ذلك 8 أشهر و طلبت منهم أن يتركوا الصراعات الداخلية و يتجهوا نحو العمل و لم يستجيبوا فاتخذت قراري بإبعاد الاثنين رئيس الهيئة الذي هو من الشمال و النائب الذي هو من الجنوب لأنهم غير صالحين لإدارة الهيئة الذي تعتبر مهامها خطيرة جدا ، و بقت أمامي قيادة تعاني من اللامبالاة لم تستطع إدارة الموظفين بشكل سليم و لم يكن أمامي إلا إبعادهم عن العمل بعد أن أعطيتهم فرصة لتحسين الوضع ولكنهم لم يستغلوها .

  • هل سلموا الى اليوم أم لا ؟

رئيس الهيئة سلم و الأخ الوكيل تفاهمت أنا وهو و أبدى استعداده بالتسليم  ما لم سيخضع للمساءلة.

  • الكثير تحدث عن مسألة محاصصة بين الإصلاح و الحزب الذي تنتمون إليه في وزارة المياه ،فيما يخص أنور الحميري و طلوعه من مدير الى وكيل خلال شهرين ؟

وزارة المياه لن تخضع للمحاصصة و لن أقبل أي محاصصة على الإطلاق سواء لصالح حزبي أو أي حزب آخر، نحن في وزارة المياه و البيئة نبحث عن كفاءة و لا أسأل عن الانتماء الحزبي أنا عينت الكفاءات التي اقتنعت بها دون أن اسأل عن انتماءاتها و بعد أن عينتها أثير هذا الموضوع الذي لم اهتم به لأن اهتمامي الأساسي هو اختيار الكفاءة حتى وان كانت من حزبي دون أي خجل .

  • هل هناك رفض لبعض قراراتكم فيما يخص التعيين في صعدة من قبل المحافظ؟

نعم ، وأنا أشكرك انك فتحت هذا الموضوع لأن صعدة كانت من المحافظات التي وضعتها على رأس قائمتي لأنه وصلتني شكوى من الموطنين هناك بأن مؤسسة المياه لا تقدم لهم خدمات و ترفض شبك المياه لهم و عدة شكوى أخرى ، بعدها التقيت بمدير المؤسسة و نبهت و طرحت هذه الملاحظات عليه وقال لي أنه سيقوم بعملية إصلاحات لكنه لم يفعل هذا الشخص تلقيت دعوات من المانحين بتغييره و توقفت مشاريع بسبب هذا الشخص لأنه عليه علامات استفهام كثيرة فعينت الشخص الأول من داخل المؤسسة ورفضه المحافظ ثم عينت الشخص الثاني و لازلنا في أخذ ورد صحيح وافق على تعيينه ولكن لم يمكنه من العمل حتى الآن .

وكل يوم يزيد الكلام على المؤسسة بأن هناك صرفيات خارج المؤسسة و شراء سيارات من الموازنة ..الخ هذا كله سوف يخضع للمحاسبة و لكن أنا مصر أن أغير هذه القيادة و أنا مصر أن الشخص الذي عينته يستلم عمله لأنه ليس من صالح أي محافظ وفقا للقانون أن يرفض تعيين الوزير لأن وزارة المياه بالذات لا تتبع المحافظين لأن المحافظ هو رئيس مجلس إدارة فقط .

  • هل لدى المحافظ أي مبرر لذلك ؟

المحافظ عندما أتواصل معه لطيف و حديثه معي جيد ولا يقول لا و لكن لم ينفذ ما نتفق عليه و لم يعطني مبررا للرفض إلا أنه يقول باقي بعض القضايا التي يجب أن أنجزها مع المدير الحالي و لا علم لي ما هي تلك القضايا و أنا لست مقتنعا بهذا المبرر لماذا لا ينجز القضايا المعلقة مع المدير الجديد .

  • هل لأنصار الله يد في منع التعيين ؟

لا ، حتى الآن لم يصلني أي شيء بخصوص ذلك .

  • الى أين وصل وضع المياه في محافظة تعز؟

تعز وضع المياه فيها حرج جدا جدا وهى أكثر محافظة تعاني من شحة المياه و ليس هناك حل لهذه المحافظة سواء إجراء التحلية و هذا المشروع بدأ الحديث عنه في 2009 و عندما تعينت وجدت أن المشروع مازال في إطار التحديث و لم يحسم فيه أي خطوة و عرفت أن المملكة العربية السعودية عبر الأمير سلطان تبرعت بـ220 مليون لتغطية جزء من نفقات هذا المشروع و لكن هذا المبلغ لم يتحرك على الإطلاق و لم تستلم اليمن شيئا منه ونحن بدأنا نتحرك باتجاه السعودية على أساس أن تطلق المبلغ او على الأقل نتفق على إجراءات للبدء بالمشروع وهم و لا زلنا في أخذ ورد حتى الآن و لكن في الأخير وضعنا بديلا آخر في حالة أن هذا المبلغ لم يأت وضعنا حلا على برنامج الاستقرار و التنمية  من قبل المانحين و إذا البرنامج بدأ من عام 2012 التحلية ستبدأ في 2013 إن شاء الله .

  • فيما يخص صنعاء ؟

صنعاء أيضا حوض مهدد وشحيح بالمياه ولكن التحلية ستكون باهظة الثمن لصنعاء و لا يمكن التفكير بالتحلية لصنعاء إلا آخر شيء ، ونحن الآن لدينا مشروع لإجراء دراسة توضح لنا هل هناك إمكانية لدخل صنعاء ضمن مشروع التحلية ومع ذلك لدينا أمل في أن التحلية تتطور فربما في المستقبل تكون التحلية رخيصة ، ولكن في الأفق الحالي نحن نفكر بحلول لصنعاء من داخلها ، نفكر أن نبني محطة جديدة لمياه الصرف الصحي لأنه إذا عالجنا مياه الصرف الصحي سوف يخفف على الحوض المائي لصنعاء لأن مياه الصرف الصحي بعد المعالجة سوف نستخدمها للزراعة و السفلتة و البناء وري الحدائق.

  • هل بدأتم بذلك ؟

الآن نحن في الطريق لإنشاء محطة لأن الصندوق العربي قد وافق لاستكمال شبكة الصرف الصحي في صنعاء و المعرقل الوحيد الذي باقي لنا الآن هو الأرض و المطلوب من الدولة أن تشتري أرضا فالدولة لن تعمل حسابا لذلك لأنه لا يوجد تخطيط في البلد و عمل استراتيجي من قبل .

و الآن هناك عمل مشترك بيني وبين أمين العاصمة لمتابعة هذه الأرض و المحطة .

  • فيما يخص إستراتيجية الوزارة على جميع المحافظات عموما ، مثلا هل يوجد جديد في ريف إب ؟

سأكون صادق وصريح معاك الدولة لم تقدر على توفير الخدمة للمدن فتخيل أن الخدمة في العاصمة لاتصل الى المواطنين بمعدل 50 % وهذا المعدل ينطق عل كثير من المحافظات ، الوايت يقدم خدمة كبيرة جدا في العاصمة فما بالك بريف ،لا شك أن الدول في الفترات السابقة عملت مشاريع في الريف هناك مشاريع نفذت ولكن معظمها فاشلة لأن هذه المشاريع لم تخضع لمعايير دقيقة .

و الآن نحن طلبنا من هيئة الريف أن تعيد النظر في خططها و أن تعمل معايير لهذه المشاريع  وهناك مانحون مهتمون بدعم مشاريع الريف و أيضا الصرف الصحي في الريف ،واهم ما أصدرته وزارة المياه و البيئة في النصف الأخير من عام 2012 إستراتيجيتين :إستراتيجية المياه و إستراتيجية البيئة وهو الخطوة المؤسسية الصحية و أي وزارة  أو مؤسسة  لا تمتلك إستراتيجية لا تعمل بشكل صحيح  .

  • الكثير يلوم وزراء اللقاء المشرك وهم الذين كانوا في أحزاب الثورة بأنهم تخطوا جثث الشهداء ومعانات الجرحى الى مصالحهم الخاصة و تركوا الجرحى يعتصمون تارة هنا وتارة هنا  ، ما ردكم على ذلك ؟

أنا أقول نحن مستعدون أن نتحاسب و أي وزير اهتم بمصلحته الخاصة على حساب المصلحة العامة و مصلحة الجرحى يجب أن يخضع للمحاسبة لكن أنا لم أر أن هناك وزيرا وقف ضد مصلحة الجرحى وطبعا لا يوجد عمل يرضي الناس مائة بالمائة .

المسألة هنا أنه لا يوجد تفاهم بينهم و المفروض أن يكون هناك معايير دقيقة للجميع بحيث لا تسمح لأي التباس او أي فهم خطأ يخلق مشاكل و أنا أحيي الجرحى و أحيي أي إنسان يدافع عن حقه او حقوق الآخرين بالاعتصام لأن هذه تعتبر من الأدوات النضالية الدائمة التي كسبنها من الثورة و التي علمتنا أن نحترم الآخر و رأيه و علمتنا أيضا رفض القمع ضد الناس و علمتنا أيضا سماع شكوى بعضنا البعض .

  • الى أين وصلت مسألة الجرحى اليوم؟

أنا سمعت اليوم من وزير المالية أن جميع الجرحى سوف يسافرون وهناك ترتيبات فقد قال أن الذين هم على خلاف معهم طلبوا أن يسافروا الى كوبا و الى ألمانيا فقال لهم أعطوني الفيز حقكم و أنا أسفركم و أنا سمعت من بعض الجرحى أنهم معترضين كيف سيتم العلاج عن طريق وفاء و أنا لا أعلم من هي وفاء وأنا لا يهمني عبر من سأسافر ما يهمني أنني سأسافر و أتعالج ، ما اقصده أنه يجب علينا أن لا نختلف في الفروع فإذا كان الهدف سيتحقق لا نناقش الوسيلة .

  • ولكن هم يعتبرون أن الميزانية هي ميزانية الدولة وليست مساعدة؟

أنا كلمني وزير المالية و قلت له هناك أخبار أن وفاء ستستفيد من هذه السفريات قال إذا وفاء استفادت مني ريالا واحدا أنا سو ف أتحاسب .

  • هل عاد المسار الصحيح داخل أحزاب اللقاء المشترك ؟

لا يوجد انقسام داخل اللقاء المشترك ولقد عايشت اللقاء المشترك منذ الخطوة الأولى لتأسيسه في عام 2001 و الذي يقول أن لا يوجد اختلافات كاذب لأنه هناك اختلافات في الآراء  و ظلينا أشهر حتى نحسمها و لا يوجد أي حزب سياسي لا يوجد فيه اختلافات في الآراء فكيف تتطور الأفكار إن لم يكن هناك اختلاف في الآراء و إذا لم يكن هناك اختلاف سيكون هناك تجمد في الآراء .

  • فيما يخص اجتماعكم مع الرئيس هادي ، و تسرب بعض المعلومات أن هادي قال أن حكومة الوفاق لا تعطي ما كان متوقع منها ؟

هذا الكلام غير صحيح نهائيا بالعكس الرئيس هادي يشيد بالحكومة ويقول أن هذه الحكومة واجهت  تحديات صعبة لم تعشها اليمن على الإطلاق و تحملت عبئا كبيرا و استطاعت أن تحقق استقرارا يشيد به الجميع .

  • في مسألة المحاصصة لم يطرح شيء ؟

لا هو قال هذه حكومة اتفاق وطني و عليكم أن لا تلتفتوا لتوجيهات الأحزاب هذا ما قاله بالنص .

  • برأيكم ما كان يطمح له اللقاء المشترك في مسألة الدولة تحقق؟

مازلنا الآن في الخطوة الأولى و الدولة اليمنية لن تبنى إلا بعد الحوار الوطني، تحقق هدف اللقاء المشترك في حدوث التغيير و اجتماع اليمنيين جميعا على الطاولة السياسية واليوم مطلوب حوار و عبر الحوار الذي سيخرج برؤى وطنية جديدة ستبني الدولة اليمنية .

  • أنت تقول أن الدولة المدنية هي الهدف الأسمى، ولكن مكونات أخرى داخل المشترك تبشر بالخلافة الإسلامية ؟

نحن كأحزاب سياسية ،لم اسمع من حزب و لا من المشترك التبشير بالخلافة الإسلامية .

  • محمد الحزمي في البرلمان ؟

هذه أراء أشخاص ، وما اقصده أنا أن حزب الإصلاح كحزب سياسي رؤيته في الدولة واضحة فلدينا رؤية الإنقاذ الوطني التي صدرت 2009 هذه الرؤية عبرت عن قناعات المنضمين في لجنة الحوار الوطني و الإصلاح رئيسي فيها و يطالب بدولة مدنية و ليس خلافة ومن يطالب بالخلافة هم أفراد و من حق أي فرد أن يقول ما يريد.

  • كيف ترون مستقبل اليمن ؟

أنا متفائل بمستقل اليمن لأن اليمنيين تعبوا كثيرا و اعتقد أنه قد حان الوقت أن يرتاحوا و قد استوعب الجميع أن مزيدا من الضياع هو هلاك للجميع و أن الحل الوحيد هو الدولة المدنية التي تحمي الجميع دون تمييز و تضع معايير قانونية للجميع دون أن يهم الرئيس من أين سيكون لأن المهم هنا ليس من يحكم و لكن المهم كيف سيحكم.

  • كلمتكم للهوية ؟

أتمنى من الهوية أن تصبح أفضل صحيفة مهنية و تعمل على قضايا الناس ليس عبر التلفون و إنما في الميدان و تستقصي المعلومات من مصادرها الحقيقة ونحن في وزارة المياه و البيئة سنفتح أرشيفنا أمام الهوية وغيرها لنقل الحقائق كما هي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى