تقارير

مراقبون ومحللون سياسيون : أمريكا وراء الاغتيالات والتفجيرات التي شهدتها اليمن مؤخراً

مراقبون ومحللون سياسيون :

أمريكا وراء الاغتيالات والتفجيرات التي شهدتها  اليمن مؤخراً

الهوية / خاص

شهدت بلادنا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة نحو  150 تفجيرا وعملية اغتيال إجرامية أودت بحياة نحو 100شخص بينهم نحو 80 جنديا وضابطا من منتسبي قواتنا المسلحة والأمن .

وعلى إثر تلك العمليات الإجرامية والإرهابية شهد الشارع اليمني الكثير من ردود الأفعال الغاضبة والمتباينة في مضمونها حول من يقف وراء تلك العمليات ومن المستفيد من حدوثها.

حيث قال محللون سياسيون ومراقبون أن تلك العمليات الإجرامية  تحمل بصمات تنظيم القاعدة وأنها جاءت كرد على الهزائم والخسائر المادية والبشرية التي مني بها التنظيم خلال مواجهاته مع قوات الجيش والأمن اليمني في الكثير من المناطق اليمنية خاصة وأن تلك الهزائم قد أفقدت هذا التنظيم الإرهابي الكثير من المواقع التي كان يطمح من خلال السيطرة عليها إلى تشكيل دولته وإماراته المزعومة التي كان يهدف إلى تجسيدها على أرض الواقع في اليمن والانطلاق من خلالها إلى نحو تحقيق أهدافه الخارجية المتمثلة في التدمير والقتل.

وهو ما لم يتحقق له نتيجة الحملة العسكرية الكبيرة التي سيرتها ضده الحكومة اليمنية .

مشيرين أن تلك التفجيرات والاغتيالات قد كانت نتيجة طبيعية لهزائم القاعدة القاسية على أيادي قوات الأمن والجيش اليمني.

متوقعين أن يستمر هذا التنظيم الإرهابي في ارتكاب مثل تلك العمليات الإجرامية خاصة وأن القوات اليمنية لم تستطع القضاء عليه بصورة نهائية نتيجة لهيكليته الغريبة ولجوئه إلى مناطق وعرة حالت بينه وبين وصول القوات المسلحة التي تطارده ، الأمر الذي حافظ على بقاء الكثير من الجيوب التابعة له في العديد من المناطق اليمنية .

فيما ذهب محللون ومراقبون آخرون أن تلك العمليات الإجرامية قد جاءت رداً على قرارات الرئيس هادي المتعلقة بهيكلة الجيش وإقالة العديد من القيادات العسكرية الموالية للرئيس السابق من قبل أطراف داخلية وخارجية تضررت مصالحها من وراء اتخاذ تلك القرارات.

مشيرين إلى أن هناك أيادي وأطراف خارجية مستفيدة من أحداث تلك التفجيرات والاغتيالات وخاصة في صفوف قيادات القوات المسلحة والأمن المؤيدين لقرارات هادي.

موضحين أن من بين تلك الأطراف الخارجية الولايات المحتدة الأمريكية والتي كانت لها أهداف كبيرة من وراء التدخلات في الشؤون اليمنية خاصة فيما يتعلق بهيكلة الجيش والذي كانت تريد أن تتم الهيكلة فيه وفق رغباتها من خلال وضع العديد من القيادات العسكرية المؤيدة لخططها العسكرية التي كانت تطبقها في عهد النظام السابق في الجيش اليمني والتي من خلالها استطاعت وفق أقوال الخبراء والمحللين أن تزرع جواسيسها وأجهزة مخابراتها داخل كيانات الجيش اليمني حتى تتمكن من الإطلاع المباشر والمعرفة الدائمة لكلما يدور في واقع الجيش والأمن اليمني وبهذا تظل القوات اليمنية مخترقة دوما.

غير أن بعض قرارات هادي قد حالت بين بعض طموحات أمريكا إثر إقالة القيادات العسكرية المقربة من الرئيس السابق والتي كانت من خلالها مستمرة في تنفيذ مخططاتها ولهذا كان ردها القاسي على الرئيس هادي وقراراته بتدبير مثل تلك العمليات الإجرامية ضد قيادات الجيش والأمن الموالية والمؤيدة لقرارات هادي.

فالمخططات الأمريكية وفق المحللين والخبراء دائما ما ترمي إلى تحقيق مصالحها أولاً من وراء إشراك الجهود الأمريكية في أية عملية تقوم بها سواء كانت مدنية أو عسكرية في أي بلد في العالم.

ولأن أمريكا حشرت نفسها في مسألة هيكلة الجيش اليمني وتعمل على هذا الجانب منذ شهور فقد جاءت قرارات هادي التي أزاحت بعض القيادات العسكرية من مناصبها كنجل الرئيس السابق وعدد من القيادات المقربة له تحد من تنفيذ ما ترمي أمريكا إلى تحقيقه من دخولها على خط الهيكلة.

 وبالطبع وحسب أقوال المراقبين والمتابعين للسياسيات الأمريكية في بلدان الشرق الأوسط وخاصة البلدان العربية والإسلامية فإنها تقتضي أن تقوم الولايات المتحدة بتنفيذ مخططاتها التي تضمن مصالحها المتمثلة في بقاء البلدان المشار إليها بكل ما تمتلكه من قوات وأسلحة ومجالات جوية وبرية وبحرية تحت أنظارها وربما سيطرتها والتي لم تعد من الضروري أن تكون سيطرة عسكرية ولكن تكون في أغلب الأحيان بمثابة الوصاية .

وهو الأمر الذي عملت وتعمل أمريكا إلى تحقيقه على أرض الواقع في اليمن منذ سنوات عدة ولأجل تنفيذ تلك المخططات تقوم أمريكا وبالطبع أيضاً من خلال عملائها المزروعين في الكثير من المناطق بعمل أي شيء يضمن سير تنفيذ مخططاتها ولم كانت تلك الأعمال منافية لكل القوانين والشرائع السماوية وغيرها فليس لها أية أهمية لديها فمصالحها فوق كل المصالح الأخرى وهو الأمر الذي أدركه الكثير من المحللين والمتابعين والكثير من الأوساط السياسية المحلية والعربية والدولية.

فأمريكا حسب المراقبين عندما تريد أن توجد لها موضع قدم في أي بلد لا بد وان تمارس كافة ضغوطها حتى تصل إلى أهدافها حتى ولو كانت الوصول إلى تلك المصالح على حساب مصالح تلك البلدان بل وحتى لو كانت على حساب أرواح أبناء تلك البلدان وخير دليل على هذا ما فعلته في العراق وأفغانستان .

ففي العراق زعمت أنها تمتلك الكيماوي والنووي الذي يهدد مصالحها ومصالح العالم ولا بد أن تقضي على ذلك الخطر المزعوم غير أنها وبعد أن دمرت شعب العراق وقتلت أبناءه وشنقت الرئيس واستولت على ثروات العراق النفطية (والدولاراتية) تبين أن العراق لا يمتلك لا كيماوي ولا نووي.

وكذلك هو ما صنعته في أفغانستان عندما أحست أن هناك خطرا على مصالحها في ظل تزايد قوة باكستان النووية وعودة الدب الروسي لتهديدها والعمل ضد رغباتها أشعلت الوضع في أفغانستان وأرسلت قواتها ودمرت وأهلكت الحرث والنسل بهدف القضاء على الإرهاب الذي هي من صنعته إبان الحرب الأولى بين المسلمين وروسيا التي مع أن هدفها هو إيجاد لها موضع قدم في تلك المنطقة وإضعاف قوة باكستان ومراقبة تحركات الدب الروسي عن كثب ولما حققت المهمة التي دمرت أفغانستان من أجلها فاجأت العالم بالقول ( قتلنا ابن لادن)

والتقارير الحديثة تكشف كل يوم المزاعم الباطلة التي قالت أن بن لادن وراء تدمير برجي التجارة العالمي في نيويورك والتفجيرات في أمريكا التي نسبتها إلى القاعدة التي صنعتها فقد أكد علماء أمريكان وبريطانيون أن تدمير البرجين المذكورين ليس بفعل اصطدام الطائرتين فيهما بل جاء نتيجة وضع مادة مفجرة في أسفل البرجين وهذه المادة تبين من خلال الأبحاث والتحليلات أنها لا توجد لدى أي جماعة أو أي بلد في العالم سوى مع وزارة الدفاع الأمريكية وهذا وفق حديث أحد العلماء الكبار في لقاء له قبل فترة في قناة روسيا اليوم وهذه هي أمريكا والجري وراء مصالحها.

وأمريكا كما يراها خبراء عسكريون واقتصاديون لم تنته مصالحها عند وضعت أقدامها على الأماكن التي تلهث من أجل البقاء فيها حماية لمصالحها بل تعمل من أجل بقاء كافة المعلومات الأخبار المتعلقة بحقيقة تلك العمليات التي تقوم بها طي الكتمان أطول فترة ممكنة وبالتوازي مع ذلك تحاول دوماً أن توجد لها أطراف تلقي باللوم عليهم شريطة أن تكون تلك الأطراف غير نظامية لا تستطيع أن تكشف ألاعيبها أو ترد عليها مثل تنظيم القاعدة الذي هو تنظيم غير منتظم ولا كيان له معترف به وهو ما تقلي اللوم عليه في الكثير من عملياتها الإجرامية .

ففي اليمن حسب تقارير المراقبين عملت أمريكا ومنذ عقود على إيجاد موضع قدم لها فيه كونه يقع في موقع استراتيجي هام ولابد أن تسيطر عليه وأن يكون تحت وصايتها فعملت من أجل تفكيه وزرع الخلافات بين أبنائه وعندما اختلفوا جاءت لتصلح وتهيكل وتلاحق القاعدة بطائرتها بدون طيار وجعلت من اليمن الآن مسرحا لها ولمخططاتها تعمل ما تشاء ولا حسيب ولا رقيب فقد أصبح سفيرها في اليمن وكأنه الحاكم الفعلي والآمر الناهي فلا اجتماع لحكام اليمن إلى وهو على رأسهم ولا مصلحة تبنى إلا وهو موجود ومشارك فيها وهذا ما أرادته ولا ضير عندها إن قتلت طائراتها مواطنا يمنيا هنا أو هناك بحجة القاعدة أو اغتالت مسئولا أو قائدا عسكريا هنا أو هناك فكل هذا من أجل استمرار بقاء وصايتها على اليمن والمنطقة عموماً فلديها من التكتيكات في اقتراف تلك الجرائم من أجل مصالحها ما تعجز أي جماعة أو حتى دولة أخرى المجيء بمثلها وإن كان اليمن قد شدهت قبل ذلك سلسلة اغتيلات وتفجيرات عقب تحقيق الوحدة المباركة فتلك العمليات لا تماثل ما تسببت فيه أمريكا لا من قريب ولا من بعيد فتكتيكاتها وهندستها أكبر من أن تقوم بها جماعة عادية  ولا يوجد طرف يمني مستفيد من وراء تلك التفجيرات وعمليات الاغتيالات الإجرامية سوى أمريكا  كون تلك الجرائم تجسد بقاء أقدامها منتصبة على أرض اليمن تراقب وتصول وتجول كيفما تشاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى