مساحات رأي

كفاكم 45 عاما عبثا بالجنوب

حسين زيد بن يحيى

9/ديسمبر/2012م الأحد

الإهداء :

لحملة مشاعل التنوير و الثورة عند خط البداية المفكر د. أبو بكر السقاف ، أ. فاروق ناصر … الخ .

كفاكم 45 عاما عبثا بالجنوب

بعد عام من التسوية السياسية اليمنية والإقليمية و الدولية التي استولدت عبر الأنابيب مولود مسخ أسمته ( حكومة الوفاق ) بالعاصمة اليمنية صنعاء ثبت عمليا وبما لا يدع مجالا للشك إمكانية تعايش القط و الفئران على مكب زبالة واحدة ، الولادة المشوهة لحكومة باسندوه فرضتها تحديات أقنعت ( القط ) الرئيس المخلوع صالح للشراكة مع فئران أحزاب اللقاء المشترك التعايش معا لمواجهة تحدى ثورة الشباب بساحة صنعاء و المدن اليمنية الأخرى ، كان الأجدر بالجنوبيين لعدالة و أخلاقية قضيتهم الارتفاع لمستوى تحدى قوى ( اليمننة ) من خلال رص الصفوف الذي يستوعب الجميع بما فيهم لحقه 7 / 7 / 2007 م ولحقه اللحقة 16 فبراير 2011 م ، تفعيل ( المرونة ) ضرورة ثوريه استوجبته أسباب عده أبرزها الحفاظ على استمرار الثورة الجنوبية بعيدا عن احتوائها مع استمرار زخمها ووهجها ، حيث لم يعد يخفى على احد انه خلال المسيرة النضالية للحراك علق به من الشوائب و اللاهثين وراء مكاسب سلطويه دفعت للالتحاق به أصحاب دقون الهرطقة السلفية التكفيرية القادمة من ( معبر ) و ( دماج ) ، لذلك تجنبا للآثار الجانبية من إبقاء باب الحراك مفتوحا لا يكون إلا من خلال استمرار باب الثورة مفتوحا مع اعتماد سياسية النفس الطويل الكفيلة بفضح زيف القوى النفعية ذات النفس الضيق التي لحقه به ، انطلاقا من تلك الاعتبارات تتأتى أهمية اعتماد شعار المرحلة الراهنة ( لا تفاوض لا حوار .. نحن أصحاب القرار ) كصمام أمان لاستمرار تطهر الحراك التحرري الجنوبي من القوى الرجعية و الدخيلة .

كذلك استخلاصا مما حدث على رصيف (دكه ) ترانزيت مطار عدن الدولي و بعده و قبله في فنادق عدن و صنعاء الذي اعتاد تردد قائمة أمنية محددة سلفا من ( العسكر ) و ( رميم الاشتراكي ) للحوار مع الاحتلال ووسطائه حول فتات من ( السلطة ) و ( البقع ) ، تحصنا من أيه محاولات أخرى التفافية تفاوضيه تأتي أهمية تعبئة الشارع الجنوبي المنتفض رفضا للحوار و التفاوض أو التسوية السياسية حتى تتهيأ الظروف المواتية لفرض أجندة ( الحراك ) و شروطه ، فالحقيقة التي لا ينكرها إلا مكابر انه حتى اللحظة رغم كل التضحيات و النضال الشعبي الجنوبي الرائع بكل المقاييس إلا انه لم يتم حتى الآن بناء الحامل السياسي المعبر و المفاوض عنه ، أما ما يظهر حاليا من طفح على المشهد السياسي ليس أكثر من ( أكشاك ) و ( دكاكين ) القبقبه فيها للمعاناة الجنوبية و الفائدة للقيمين عليها من بقايا ( العسكر ) و ( الاشتراكي ) طرفا الإشكالية الجنوبية و سببي الهزيمة صيف 94 م .

مصارحة صادقة لشعبنا الجنوبي الطيب لتجاوز تلك الحالة من التشرذم و الانقسام تبدأ بعملية نقدية ثورية تطهر الحراك من أصحاب الماضي الملوث و اللحقة النفعية ، لان المنطق و العقل يؤكدا أن الذهاب نحو الحالة الصحية و المثالية المرجوة للحراك لا يمكن أن تتم إلا بعد الاعتراف أولا أن الواقع الراهن غير سوي و احتياجه للعلاج ، لكل ذلك الحراك التحرري الجنوبي أحوج ما يكون الى جراحة عاجلة تبدأ من مكتب الرئيس السيد / علي سالم البيض و تنتهي بالمديريات و المحافظات الجنوبية وحتى لا تكون مجرد عملية فوضوية بل عملية ثورية نضالية يجب أن تكون تحت إشراف الرئيس السيد / علي سالم البيض باعتباره الشرعية الجنوبية الوحيدة ، دون هذه العملية النضالية المؤلمة سيظل الحراك مراوحا مكانه وكل من يتواطأ على استمرار هذه الحالة من التراخي فهو شريك بالضرورة فيه ، لهذا للمرة الأخيرة ندعو ( العسكر ) و ( الرفاق ) و ( اللحقة الرابطية ) للرحيل الى نعمة التقاعد بتصالح و تسامح صادقين و كفاكم 45 عاما عبثا بالجنوب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى