حواراتعناوين مميزة

أمين عام رابطة علماء اليمن : عبدالسلام الوجية

 

ليس لدينا مانع من دخول السلفية والجعفرية الرابطة 

أنصار الله زيدية والشعار لا تنافى مع الزيدية

• ما هي الأشياء التي على أساسها تأسست الرابطة ؟
أولا الرابطة تأسست انطلاقا من المسئولية التي يحملها العلماء في هذه الفترة العصبية من تاريخ الأمة العربية و الإسلامية و للقيام بدور التوجيه و الإرشاد و التنوير لأبناء المجتمع و بيان الأحكام الشرعية في النوازل و الأحداث و القضايا المعاصرة واستجابة لضرورة لم الشتات بين العلماء الذين انقسموا بين الأحزاب و السلطة في طريق واحدة لتوجيه الأمة إلى ما يرضى الله وفق منهج الاعتدال و الوسطية و التسامح ورأب الصدع و البعد عن التكفير والتفريق والتخوين.

• هل ينتمي علماء الرابطة إلى مذهب معين؟
الرابطة هي كما عرفت نفسها تجمع للعلماء من سائر المذاهب الموجودة في اليمن تضم كل من وافق على نظامها من العلماء العاملين وآمن بالتعايش السلمي وتعدد الأفكار والآراء في إطار الثوابت الإسلامية .

• هل يوجد علماء فيها غير الزيدية ؟
نعم يوجد كثير من علماء الشافعية و الصوفية وغيرهم والمذهبان السائدان في اليمن هما الزيدي و الشافعي فمن المذهب الشافعي يوجد علماء كثر في الجمعية العمومية والهيئة الاستشارية العليا والهيئة التنفيذية العليا والأمانة العامة .

• هل هدف الهيئة فقط جمع الصف ؟
هدفها أولا الدعوة إلى توحيد الصف ورأب الصدع بين أبناء الأمة الواحدة والتحذير من الفرقة والانقسام والعمل على توحيد أبناء اليمن و المسلمين عامة تجاه ثوابت الأمة وتنسيق المواقف وتوحيدها في سبيل النهوض بالأمة وتحصينها ضد كل أشكال الغزو الفكري والثقافي .

• هل ستبتعد الرابطة عن السياسة؟
لا ، ليس هناك فصل بين وظيفة العلماء وبين السياسية فمن وظائف العلماء تنبيه الأمة إلى المخاطر التي تتعرض لها والتصدي للتدخلات الخارجية في الشأن اليمني والإسلامي و العمل على استقلال القرار السياسي ومواجهة المخططات المعادية للإسلام والمسلمين وترسيخ التعايش بين المذاهب الإسلامية .

• إلى حد الآن الرابطة ليس لها دخل في السياسية و الزنداني يطلب المشاركة في الحوار ؟
لم ندرس في الرابطة هذا الأمر وما يهمنا الآن أن توجد طريقة لتوحيد كلمة الأمة تجاه العدو الحقيقي و التدخل الخارجي وأي حوار يجب أن تتوافر له الشروط الموضوعية التي تجعل مخرجاته سليمة .

• أي أنكم رقابة على الوضع السياسي؟
لسنا رقابة على الوضع السياسي نحن من خلال دورنا كعلماء نرى وجوب الإسهام في التوجيه والتوعية لأفراد الأمة وتحديد الثوابت والأسس التي ينبغي أن تكون لقيام دولة مدنية عادلة تكفل حقوق وواجبات المواطنة المتساوية.
• ما رأيكم فيمن يقول أن هذه الرابطة جاءت توازن مع هيئة علماء اليمن التابعة للزنداني ؟
هذه الرابطة جاءت من منطلق البحث عن العوامل المشتركة التي توحد الأمة وهى لا تنتمي لحزب أو طائفة أو تيار سياسي معين ، الرابطة خليط من علماء اليمن المستقلين المتحررين من الاستلاب السياسي لحزب أو لطائفة معينة فلطالما استدرج العلماء إلى فتاوى تبيح الدماء وإلى مواقف سياسية يتبناها هذا الفريق أو ذاك .

• ما هي مشاريع الرابطة المستقبلية؟
إن شاء الله ستعمل على:
أولا : استكمال تسجيل الأعضاء المنضمين إليها و الذين تجاوزوا الألف إلى الآن
ثانيا : استكمال بنائها التنظيمي من خلال العمل على إخراج النظام الداخلي و تفعيل الدوائر التابعة لها و المتمثلة في دائرة الفتوى ودائرة الإعلام والعلاقات العامة ومركز الدراسات و الأبحاث والدائرة العلمية والإرشادية ودائرة الخطباء والمساجد .
و المشاريع المستقبلية يغلب عليها الطابع العلمي الثقافي التوعوي و ليس الدخول في خضم المعترك السياسي .

• هل لديكم تنسيق مع وزارة الأوقاف ؟
لا يوجد أي تنسيق مع أي جهة رسمية إلى الآن

• هل ستقبلون المذاهب الجديدة على اليمن مثل المذهب السلفي و الجعفري في رابطتكم في المرحلة القادمة ؟
السائد في اليمن مذهبان هما الزيدية والشافعية ولكن ليس لدينا مانع في قبول من تتكامل فيه شروط العضوية ويؤمن بالتعايش السلمي بين المذاهب و ثوابت الأمة التي تجمعنا ويتجنب التفسيق و التكفير و التضليل للآخر ويلتزم بالأهداف و النظام الأساسي للرابطة.

• هذا يعني أن المجال مفتوح؟
المجال مفتوح لأي فئة أو شخص اكتملت فيه شروط العضوية المبينة في النظام الأساسي.

• نريد منكم أن تعرفوا الشعب اليمني من هو زيد بن علي السياسي ؟
الشعب اليمني يعرف جيدا الإمام زيد بن علي عليه السلام ويعرف الزيدية التي احتضنها منذ نشأتها ومنهج الإمام زيد هو امتدد لرسالة رسول الله عليه وآله أفضل الصلاة و السلام ورسالة الإسلام الحق القائمة على العدل و التوحيد ونفي الجبر و التشبيه و عدم الإقرار لظالم بظلمه.
الإمام زيد بن علي عليه السلام هو أيضا امتداد لمنهج آل البيت وعلى رأسهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين وهم الذين كانت دعوتهم قائمة على الإصلاح في أمة محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – ونصرة المستضعفين والثورة على الجور والجائرين .

• ولكن الكثير في اليمن يعتقدون أن الزيدية حاولت أن تجعل الحكم فيها وفي نسل آل البيت فقط وهذا ما يتناقض مع ما نحن فيه الآن من وضع؟
الزيدية كمذهب من المذاهب الإسلامية يهمها إقامة العدل بين الناس وإقامة دولة الحق على أساس الشورى والرضا والبيعة وذلك لا يتنافى مع الديمقراطية المعاصرة ولم يحصل أن طالب أتباع الزيدية وأئمتها بالحكم في وجود الحاكم العادل الملتزم بالشرع وإذا قالت بشرط آل البيت أو أن يكون الحاكم من آل البيت فلا يعني ذلك أنه الشرط الوحيد ولكن قبله شروط إذا لم تتوفر في أحد من آل البيت لم تجز له الولاية وقد أوضح الإمام الهادي عليه السلام هذه الشروط فقال: الإمام من بعد الحسن والحسين من ذريتهما من سار بسيرتهما، وكان مثلهما، واحتذى بحذوهما، فكان ورعاً تقياً، صحيحاً نقياً، وفي أمر الله سبحانه مجاهداً، وفي حطام الدنيا زاهداً، وكان فهماً لما يحتاج إليه، عالماً بتفسير ما يرد عليه، شجاعاً كمياً، بذولاً سخياً، رؤوفاً بالرعية، متعطفاً متحنناً حليماً، مساوياً لهم بنفسه، مشاوراً لهم في أمره، غير مستأثر عليهم، ولا حاكم بغير حكم الله فيهم، قائماً شاهراً لنفسه، رافعاً لرايته مجتهداً، مفرقاً للدعاة في البلاد، غير مقصر في تأليف العباد، مخيفاً للظالمين، مؤمناً للمؤمنين، لا يأمن الفاسقين ولا يأمنونه، بل يطلبهم ويطلبونه، قد باينهم وباينوه، وناصبهم وناصبوه، فهم له خائفون، وعلى إهلاكه جاهدون، يبغيهم الغوائل، ويدعو إلى جهادهم القبائل، متشرداً عنهم، خائفاً منهم، لا يردعه عن أمور الله ولا يمنعه عن الاجتهاد عليهم كثرة الإرجاف، شمري مشمر، مجتهد غير مقصر.
فمن كان كذلك من ذرية الحسن والحسين فهو الإمام المفترضة طاعته، الواجبة على الأمة نصرته، مثل من قام من ذريتهما من الأئمة الطاهرين، الصابرين لله المحتسبين، مثل زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إمام المتقين، والقائم بحجة رب العالمين انتهى كلام الإمام الهادي.
وهذا الإمام إن توفرت فيه هذه الشروط يتم انتخابه واختياره عن طريق أهل الحل والعقد ولم يحدث أن فُرض إمام غير مكتمل الشروط بالقوة عبر تاريخ الزيدية .

• إذا ما جاء إمام بهذه الموصفات في عصرنا هذا هل ستتم مبايعته أم سيتم تحكيم الصندوق ؟
في العالم العربي والإسلامي لم يأت إمام أو رئيس عن طريق الصندوق ولم يرحل كذلك عن طريقه بل يأتي بالانقلاب ويرحل بالثورة عليه ، هناك نموذج واحد لدولة إسلامية معاصرة انتخب فيها الإمام الذي يتولى الجانب الروحي وينتخب كل فترة رئاسية الرئيس الذي يتولى الجوانب التنفيذية وهي إيران، والزيدية لا تحلم بالإمام في الوقت الحاضر بل تحلم بالعدل و المساواة وتحلم بأن يتولى الحاكم العادل المنصف

• ولكن الوثيقة الفكرية رسخت أن مسألة البطنين لا يوجد فيها خلاف ؟
بين أتباع الزيدية فقط كمذهب

• هل تعني أن عبد الملك الحوثي مؤمن بهذا المعتقد؟
اسأل السيد عبد الملك ولست المتحدث الرسمي باسمه

• الوثيقة هل نزلت للزيدية فقط؟
جاءت الوثيقة لتعالج إشكالات فكرية موجودة وما جاءت به الوثيقة هو رجوع إلى أصول ومبادئ الزيدية .

• هل هي زيدية بامتياز؟
نعم

• ما الفرق بين الإمامية و الزيدية ؟
هناك فروق واضحة في كثير من مسائل الأصول والفروع فالزيدية أولا لم تحصر الإمامة في اثني عشر بل جعلتها في ذرية الحسن و الحسين وحكمت طوال ألف و ثلاثمائة سنة وكان لها أئمتها المعروفون الذين ثاروا في وجه الظلم و الظلمة وقاموا لإقامة العدل بين الناس بينما الإمامية ركنت زمنا طويلا في انتظار الإمام المهدي و لم يحدث فيها التجديد و التطور إلا في القرن الماضي ، فالأمامية بشكلها الحالي وبولاية الفقيه التي نادى بها الإمام الخميني رحمه الله اقتربت كثيرا من الزيدية في هذا المبدأ وتجاوزت كل عصور الركود ودخلت في مجال السياسية وأنشأت الآن دولة إسلامية يهابها الشرق و الغرب.

• هل تعني العكس، الإمامية تحولت إلى زيدية؟
نعم ، نحن نرى أنها اقتربت كثيرا من الزيدية في مبدأ الخروج على الظالم .

• ولكن الكثير يتهمون الزيدية بأنها بدأت تنحرف كثيرا إلى الجعفرية بشعار الله أكبر ، الموت لأمريكا ؟ وهل هذا الشعار من أصول الزيدية؟
الشعار واضح في معناه وفي مدلوله و في مضمونه وعباراته ليس فيها خلاف بين المسلمين ككل فلا نجد مسلما ينادي بعكسه كأن يقول الحياة لأمريكا والمجد وعندما يقال الله وأكبر الموت لأمريكا يقصد به الموت لهذه السياسية والإستراتجية و التوجه الأمريكي الاستعماري البغيض الذي قتل الشعوب الإسلامية وعمل ما عمل من جرائم بحق الإنسانية واستولى على أموال المسلمين وعلى إمكانياتهم وليس المقصود بالموت الموت للمواطنين الأمريكيين ، أما الموت لإسرائيل فلا يختلف اثنان عليه.

• هل الشعار من أساس الزيدية؟
الشعار وسيلة استخدمتها حركة أنصار الله لاستنهاض طموح الناس إلى الحق و العدل ومواجهة الظالم ولهذا استجاب له الكثير من الناس لأنه يترجم طموحاتهم ويعبر عن غضبهم من الممارسات الأمريكية الاسرائلية ومن الاستعمار الحاصل للعالم العربي الإسلامي بواسطة حكامه الخاضعين لهذه السياسة

• أكرر هل الشعار ولد من رحم الزيدية؟
الشعار اجتهاد ، لا يتنافى مع زيدية أو شافعية أو سلفية ولا يتنافى مع الدين الإسلامي و ليس خاصا بمذهب معين.

• ما صحة اتهام أنصار الله أنهم يميلون إلى الجعفرية ؟
لدى أنصار الله من يجيب على هذه الأسئلة ولديهم مكتب سياسي وإعلامي وثقافي وممارساتهم تدل على أنهم زيدية وقد قيل من قبل الكثير من الدعايات المغرضة التي ثبت كذبها

• برأيكم المذهب الزيدي بعد أنصار الله خرج من الدائرة الداخلية إلى الدائرة الخارجية ؟
المذهب الزيدي مهتم بشؤون المسلمين وشعاره شعار الإمام زيد بن علي عليهما السلام القائل (والله لوددت أن يدي ملصقة بالثريا فاقع إلى الأرض أو حيث أقع فأتقطع قطعة قطعة وأن يصلح الله أمر أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم )

• أرجوا منكم أن توضحوا للشارع اليمني مسألة الوثيقة ؟
الوثيقة الفكرية جاءت لتوضيح بعض المسائل الفكرية وقد شنع الكثير عليها بسبب الموقف من الحصر في البطنين فلماذا ينكرون الحصر على البطنين بالشروط التي ذكرناها سابقا ولا ينكرون الحصر في آل سعود وال حمد وال خليفة خاصة ولماذا ينكرون هؤلاء الحصر في بني العباس وبني أمية ولماذا يمجدون ذلك التاريخ الطويل من الحكم السلالي الوراثي الملكي الأموي العباسي ثم العثماني ثم الأحمري وهلم جرا.

• بالنسبة للحوار بهذا الشكل سوف يصل باليمن إلى بر الأمان؟
رأيي الشخصي إذا كنا اليوم نكاد أن نقتتل على المحاصصة فلا جدوى من هذا الحوار العقيم ، لذا أنا متشائم جدا إذا كان غرض الأطراف الرئيسية صاحبة أكبر نسبة في الحوار إقرار الظالم على ظلمه وإعطاء الحصانة للقاتل وعدم إقامة الحق والعدل فعلى الدنيا السلام .

• ما رأيكم في قضية الجنوب؟
الأخوة الجنوبيون ظلموا و سلبت أراضيهم وفقد الكثير منهم مناصبهم وسلموا دولة بكاملها وحرموا من أبسط قواعد المساواة و الحرية و العدل ولهذا يجب قبل أي حوار أن تُرفع المظالم التي حلت بهم وأن ترد الحقوق التي نُهبت وإلا فهم معذورون في رفضهم لحوار لا يقيم حقا ولا يدفع باطلا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى