خاص الهويهمساحات رأي

عام من المسيرات السلمية !!

 بقلم | صبري الدرواني

لم يعد ثمة ثوار في اليمن لا شباب ولا أحزاب ولا مستقلون ولا أحد، فساحات الحرية والتغيير ساحات الثورة التي كان يسكنها الثوار قد تغير حالها بعد التوقيع على المبادرة الخليجية، وتغيرت تصريحات قياداتها بعد تنازل من كانوا يسمون أنفسهم بالثوار عن جل مطالبهم التي كانوا يتشدقون بها سوى من رحم الله منهم..

هذه العبارات كانت لسان حال الشارع اليمني.. المواطن البسيط.. محدود الدخل.. الشباب الذين لم يستطيع أن يحصل على عمل يوفر له قوت يومه..والمثقفين وكافة شرائح المجتمع..

الملتقى العام للقوى الثورية كان من ضمن الرافضين للمبادرة الخليجية ولم يزل في ذلك الوقت يحاول أن يعيد الثورة إلى زخمها من خلال مظاهرات ومسيرات يدعو لها في جميع المحافظات ..

كانت أغلب مسيراته هي مسيرات يوم الجمعة، وأثناء هذه المسيرات

شن (المتقاسمون) حملة إعلامية تشويهية طائفية عنصرية لأنهم لم لا يقبلوا أن يقال (الشعب يريد إسقاط النظام) وهو النظام، ولم يتقبلوا الشعارات التي ترددها هذه المسيرات في مختلف محافظات الجمهورية.. ومن خلال المتابعة لتلك المسيرات وردات الفعل حولها ومحاولة دراستك لهذه المظاهرات وما تهدف إليه ستجد عدة نقاط:

أولها :  أن تلك المظاهرات وصفت بالمظاهرات الثورية السلمية وخلال العام المنصرم لم نسمع أن مسيرة منها أحرقت سيارة أو اعتدت على محل تجاري او انصدمت مع رجل أمن أو جنود الفرقة الأولى مدرع..

وثانيها: كنا نلاحظ أثناء مشاركتنا في بعضها وأثناء مرورنا سخط الشارع وانزعاجه منها ليس لأنها غير منطقية أو مطالبها غير مشروعة؟! وإنما كان ينظر إليها الشارع وكأن لسان حاله يقول:” كيف نصدقكم وأنتم بالأمس ناديتم بالثورة ومواصلة الدرب الذي سقط عليه الشهداء وفي الأخير لا شهداء ولا هم يحزنون شاركتم النظام الذي قلتم أنه فاسد وانسحبتم من الثورة… فماذا يبقيكم في الساحات يا مخادعين يا ثوار السلطة..

لم يكن هذا الشارع والمواطن البسيط العامي الناظر لهذه المسيرات بسخط كبير أن هذه المسيرات هي للثوار الصادقين الثوار الحقيقيين الذين لن يتنازلوا عن المطالب التي خرجت الثورة لأجلها مهما كان هناك من تضحيات..

على العموم أحببت أن أعطيكم صورة قريبة مما أحسست به أثناء مشاركتي في إحدى المسيرات، ولا أستطيع أن ألوم المواطنين في الشارع اليمني لأنهم ضحية سلوكيات من سموا أنفسهم بثوار ضد النظام وهم النظام؟!

وثالثها: هل ستترك هذه المظاهرات والمسيرات للخروج والتعبير عن مطالبها الثورية بالطرق السلمية دون أن يتم اعتراضها او اختلاق أي عائق أو قمع أو ما شابه ذلك، كون استمرارها سيعطيها مصداقية وسيزيد الزخم الثوري فيها؟!

وهناك يصدق المثل القائل (اتركك للزمن يعريك) فقد استطاعت الأيام أن تعرف المواطن اليمني البسيط الحقيقة، وتعرفه من هم الثوار الحقيقيون وما هي أخلاقياتهم بعيداً عن تشويه الخصوم الإعلامي.. كما أضافت الأخطاء التي مارسها المتقاسمون خلال توليهم الحكم للمجتمع اليمني دليلاً دامغاً وجلياً وحقيقة ودراية لمطالب القوى السياسية في اليمن سواء كانت على الحاكمة أم كانت معارضة ثورية أم غيرها، وهل تسعى هذه القوى لبناء الوطن وحفظ سيادته أم لتدمير الوطن وبيع سيادته.. وما شاهده الشعب اليمني من تزايد مستمر وملحوظ للتواجد الأمريكي في اليمن، بالإضافة إلى تصريح عبدالرحمن بافضل القيادي في حزب الإصلاح الذي قال فيه مخاطباً الأمريكان (إذا كان علي عبدالله صالح سمح لكم بدقائق لمكافحة القاعدة تعالوا واحنا نعطيكم عقد لسنتين وإذا لم تكملوا نعطيكم لأربع سنوات، إذا أعطاكم الجو تعالوا نعطيكم الجو والبر والبحر).. هذه التصريحات التي تعبر عن برنامج هذه القوى في عمليتها السياسية ومبادئها الوطنية.

وعندما سمع الشعب دوي الطائرات الأمريكية بدون طيار وإنفجارات صواريخها التي تقتل هنا وهناك، تستهدف الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال أيقن الشعب أن تباكي هؤلاء أيام صالح على انتهاك السيادة اليمنية كان مجرد وسيلة إعلامية ولم تكن مبدأ وطنياً، فمن سمح به ودعا إليه كان غير لائق لتولي وحكم رقاب اليمنيين.

ولكي لا نخرج من أصل الموضوع وهو انطباع الشارع اليمني لاحظت في آخر مشاركة أن نظرة الشارع لهذه المسيرات قد تغيرت، فقد أصبح يهتف ويصرخ بشعارات الثوار، ويخرج المواطنون من “بلكونات” بيوتهم يحيون الثوار بكل حب وصدق تلاحظه يظهر في حدقات أعينهم وفي تورد خدودهم وابتساماتهم، رافعين أيديهم إلى السماء مرددين الشعارات وكأنهم يقولون : أمضوا أيها الثوار الصادقون ونحن معكم.. لقد فهمنا.. أنتم الثوار.. ستسقطون النظام بثورة سلمية..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى