مساحات رأي

هذا الشعب علمني الكثير

%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%8a-%d8%b3%d8%a7%d9%85%d8%ad-%d8%b4%d9%83%d8%b1%d9%8aسامح عسكر*

 

قول عليهم “حوثيين”.. قول أتباع “علي عبد الله صالح”، قول عليهم “فرس” أو “كفار”..لكن “أوعى” تقول إن “دول مش فرحانين علشان الرسول”.

شعب يمني غريب وعجيب، “بقا له” سنتين تحت العدوان بأكثر أنواع الأسلحة الفتاكة، وحصار بري وبحري وجوي.. وتشويه في الإعلام.. ورغم ذلك ما زال متماسكا وصامدا وصابرا.. بل ويمارس احتفالاته بكل رقي وتحضر.

هذا الشعب، حقيقة علمني الكثير.. لا يوجد شعب عربي وإسلامي يحتفل بمولد الرسول كما يحتفل هؤلاء، لقد جعلوا مناسبة المولد ليست أكثر من كونها احتفالا ، بل جعلوها تخدم على جوانب الاجتماع والثقافة والسياسة والاقتصاد، كل ذلك بخصوصية لا يعرفها سوى اليمنيين.

تجربة بدل ما يتعلم منها العالم يُنكرها بل ويشوهها لضعف هذا الشعب ماديا وإعلاميا، واليمنيون يعلمون ذلك ويفقهون موقعهم (الإعلامي) جيدا وسط هذا العالم الفاسد الذي نشر الإرهاب والعنف وثقافة الكراهية متعمدا، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه..

عن تجربة: الشعب اليمني من أكثر شعوب العرب-إن لم يكن أعظمهم- سعيا للوحدة والسلام والتعايش، حتى سعيهم هذا يؤثر غالبا على توجهاتهم فتجدهم يحبون كل من يريد عودة العرب والمنطقة إلى مكانتها، ومعلوماتي أن كل رموز الوحدة العربية لها مكانتها لديهم..في المقابل تلك الرموز مشوهة جدا وكافرة في جارتها السعودية.

أنا هنا أشرح فقط.. قد أختلف في مفهوم العروبة نفسه أو الاحتفال الديني، ولكن عندي أن أي احتفال يعيد للإنسان نفسه وكرامته وأمنه هو واجب، أي احتفال ينشر المحبة هو فرض عين..أي احتفال يُعيد الإنسان لهويته المحلية دون أي انسياق وتبعية للأجانب هو من علامات القوة..لذلك الشعب اليمني قوي.

 

*كاتب مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى