تقاريرعناوين مميزة

حرب المعاشيق اتهامات إخوانية لـ«شلال» بالوقوف وراء الهجوم اتفاق تركي سعودي قطري، يهدف إلى الدفع بالإخوان إلى الواجهة الحوثي: أبناء الجنوب وقعوا ضحية الوعود الوردية للغزاة

عدننالهوية – خاص.

قتل أربعة من رجال المقاومة الجنوبية، وأصيب خمسة آخرون في هجوم نفذه انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حاجز تفتيش في مدينة دار سعد بمحافظة عدن يوم أمس الاثنين.

وقال سكان وشهود عيان إن سيارة مفخخة نوع “سنتافي” لونها رمادي تمكنت من اختراق الحاجز الترابي ثم اتجهت مسرعة صوب عدد من أفراد الحراسة الذين كانوا بالقرب من إحدى المدرعات حيث انفجرت في حاجز التفتيش الواقع أمام مصنع البلاستيك شمال شرق مدينة دار سعد بعدن، والتي استحدثت مؤخراً.

وفيما يتابع تنظيم «القاعدة» عملياته الأمنية في محافظات الجنوب، والتي تشمل تصفية شخصيات «معتدلة» أو موالية للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، اندلعت الأحد، اشتباكات في محيط قصر المعاشيق الرئاسي بين «الحلفاء»، تعكس الخلافات بين الجناح السعودي والإماراتي في صفوف المسلحين في عدن، وأدت الاشتباكات إلى مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص وإصابة سبعة آخرين بجروح في اشتباكات بين مسلحين وحرس القصر الرئاسي في منطقة المعاشيق. وأفادت مصادر خاصة بأن الاشتباكات اندلعت على خلفية النزاع بشأن رواتب «المقاومة الجنوبية».

ويوم أمس الاثنين، أطلق مسلحون مجهولون عددا من قذائف الهاون على القصر الرئاسي بمنطقة المعاشيق بمحافظة عدن. ونقل موقع “الأمناء” أن قذائف “هاون” أطلقها مسلحون مجهولون من ملعب الحبيشي استهدفت قصر المعاشيق دون معرفة ما خلفته تلك القذائف من أضرار بشرية ومادية.

ورجّحت مصادر وجود خلافات داخل «القصر» بين الأجنحة الموالية للسعودية وتلك المقرّبة من الإمارات، كاشفةً أن نائب المارم، عبد الله العليمي باوزير، المحسوب على «التجمع اليمني للإصلاح» (فرع الإخوان المسلمين في اليمن) يلعب دوراً رئيساً في معاكسة إجراءات رئيسه بهدف تصفية حسابات سياسية. ويمثل الخلاف على الرواتب حلقة من سلسلة خلافات طويلة، تبدأ من دمج «عناصر المقاومة» في «الجيش الوطني» ولا تنتهي بالملف الخدمي.

وما يزيد من تأكيد الخلافات السعودية الإماراتية، اتهمت وسائل إعلام يمنية إصلاحية مؤيدة للعدوان، مدير أمن محافظة عدن “شلال شايع” بالوقوف وراء الهجوم على قصر المعاشيق الرئاسي في عدن جنوب اليمن, بعد خلافات بين إدارة امن المحافظة واللواء الثالث حماية رئاسية على معسكر طارق المحاذي لإدارة الأمن , وان المطالبة بمعالجة الجرحى هي ذريعة فقط للسيطرة على المعسكر .

وبدأت مؤشرات تنامي ملامح فشل الإمارات في إدارة ملف مدينة عدن جنوبي البلاد في ظل تصاعد الانفلات الأمني الذي تشهده المدينة منذ انسحاب اللجان الشعبية والجيش منها في يوليو من العام الماضي.

مصادر سياسية وثيقة الاطلاع أشارت إلى وجود شبه خلافات بين الرئاسة اليمنية والطرف الإماراتي في عدن، على خلفية إدارة المدينة من قبل القيادات المحسوبة على الحراك الجنوبي الممثلة بالمحافظ “عيدروس الزبيدي”، ومدير شرطة عدن، “شلال علي شائع”، اللذين تتمسك بهما “أبو ظبي” رغم فشلهما، ولذلك يحرص الرئيس هادي على إبقائهما لتهدئتها وإرضائها”.

وتعاني مدينة عدن وضعا معقدا، في ظل توقعات بتصاعد حدة التوترات بين مليشيات الرئيس المستقيل هادي وقيادة القوات الإماراتية المشاركة ضمن التحالف العربي بالمدينة، في حال لم يستجب الرجل للطلبات التي تقدمت بها وأولها إقالة اللواء اليافعي المتهم بالتراخي حيال نهب لواء “حزم سلمان” من قبل مجموعات مسلحة.

وكانت زيارة الرئيس المستقيل هادي، لتركيا، قبل أيام، أثارت غضب دولة الإمارات، التي أوعزت إلى قادتها العسكريين المشاركين ضمن قوات التحالف الذي تتزعمه السعودية، في عدن، بوضع وزير الداخلية السابق حسين عرب وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء أحمد سيف اليافعي، باعتبارهما شخصيتين مقربتين من هادي تحت الإقامة الجبرية في قصر المعاشيق الرئاسي.

ونقل موقع “عربي21” الإخباري، عن مصادر سياسية قولها “إن ردة فعل الإمارات على هادي، تتمثل في إصدار أوامر لقواتها المكلفة بحماية قصر المعاشيق الرئاسي بمدينة عدن، بإخضاع الشخصيتين ، تحت الإقامة الجبرية، وتوجيه تهمة “الاختلاس المالي” للرجلين.

وأشارت مصادر وثيقة الاطلاع إلى أن إغلاق مطار عدن الدولي، أمام الرحلات الجوية إلى أجل غير مسمى، أمس الأول الأحد، جاء بإيعاز من قيادة القوات الإماراتية في عدن، لعناصر من المقاومة الشعبية، ردا على الدعم التركي لهادي.

وقبل هذه التطورات بساعات أصدر الرئيس هادي قرارا بتعيين علي محسن الأحمر في منصب الرجل الثاني عسكريا في الدولة اليمنية بإيعاز سعودي، نائبا للقائد الأعلى للجيش، وهو القائد العسكري المعروف بانتسابه للتجمع اليمني للإصلاح “إخوان اليمن” الذين لا تخفي “أبو ظبي” معاداتهم بكل الطرق والوسائل.

إلى ذلك قالت وكالة “اسوشيتيد برس” إن القوات الإماراتية أخلت مطار عدن الدولي. ونقلت الوكالة عن مسئولين يمنيين، أن قوات من دولة الإمارات العربية المتحدة انسحبت الأربعاء، من مطار عدن، بعد يوم من اقتحام المطار من قبل مقاتلين موالين للحكومة.

وحسب الوكالة، قال المسئولون الذين تحدثوا بشريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن السلطات أغلقت المطار الرئيس في البلاد، عقب انسحاب القوات الإماراتية من مطار عدن.

و نفت مصادر أمنية عاملة بمطار عدن الدولي، صحة الأنباء التي تحدثت عن انسحاب قوة عسكرية إماراتية ترابط بمطار عدن منذ أشهر. حسب ما أورده “عدن الغد”، والذي نقل عن المصادر، أن القوة الإماراتية لا تزال متواجدة وتعمل بكل طاقمها.

ويرى مراقبون سياسيون أن الملف اليمني دخل مرحلة جديدة، بدأت بتعيين اللواء علي محسن الأحمر، والذي سيتبعه تغيير قيادات عسكرية و أمنية. مشيرين إلى أن أبرز ما سيميز هذه المرحلة تضارب الأجندة الإماراتية والسعودية. معتبرين أن أنباء مغادرة القوات الإماراتية قد يكون تسريب، خاصة و أنه جاء عبر “اسوشيتيد برس”.

و نوهوا إلى أن تعيين علي محسن المحسوب على الإخوان، الذين تعاديهم الإمارات، في منصبه الجديد “نائب للقائد الأعلى” سيؤدي إلى توتر العلاقة مع الإمارات، خاصة إذا ما تم إقالة “اليافعي” من المنطقة الرابعة وتعيين “القميري”، المحسوب على “علي محسن” بدلا عنه. وهو ما سيخلق احتكاكات بين القيادات العسكرية الإخوانية المحسوبة على “محسن” وقيادة القوات الإمارات في عدن.. مشيرين إلى أن تعيين “محسن” نائبا للقائد الأعلى للجيش، تقف خلفه السعودية، حيث يعرف “محسن” بأنه رجل السعودية في اليمن، و الذي ستنفذ عن طريقه أجندتها في اليمن، بعيدا عن الأجندات الإماراتية.

واعتبر المراقبون أن تسريب خبر مغادرة القوات الإماراتية، قد يكون رسالة أراد الإخوان إرسالها إلى الإمارات، بأن تواجدهم في عدن غير مرغوب فيه.. مشيرين إلى أن “علي محسن” ستوكل له قيادة الجيش الموالي لـ”الرياض” في اليمن، و الذي ستتم غربلته من كل القيادات المحسوبة على أطراف أخرى، ما يضمن وجود قوات عسكرية تدين قياداتها العليا و الوسطية بالولاء لـ”السعودية”.

ويرى محللون سياسيون أن تعيين “علي محسن” ناجم عن اتفاق تركي سعودي قطري، يهدف إلى الدفع بالإخوان إلى الواجهة في اليمن، بهدف تحجيم التواجد الإماراتي في عدن.. مشيرين إلى أن تصريحات وزير خارجية الإمارات، حول اشتراطهم المشاركة في عملية برية في سوريا، أن تكون تحت قيادة الولايات المتحدة، وليس السعودية، مؤشر على حجم الخلاف بين الرياض وأبو ظبي في اليمن.

إلى ذلك، قال رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي “إن كثير من أبناء الجنوب وقعوا ضحية الوعود الوردية للغزاة وما يعانوه اليوم دليل يثبت أن الغزو لا يأتي معه إلا الدماء والدمار والتمزيق والعبث بكل شيء”.

وأضاف الحوثي خلال استقباله أمس الاثنين، بصنعاء قيادات الجبهة الوطنية لأبناء الجنوب “أن القوى الوطنية في الجنوب والنخبة التي تمثلها في هذا الاجتماع كممثلين للجبهة الوطنية لأبناء المناطق الجنوبية لمواجهة الغزو والاحتلال، محل ثقة أبناء الوطن عموما وأبناء الجنوب على وجه الخصوص”.. مشيرا إلى أن” التعويل عليهم كبير في العملية التنويرية لأبناء الجنوب والعمل على الحفاظ على الهوية الجنوبية في إطار الهوية اليمنية الجامعة وحماية النسيج الاجتماعي الجنوبي من التمزق والتشرذم والاحتراب الداخلي والوقوع فريسة للإرهاب الذي يحقق مصالح الامبريالية الجديدة “.

من جانبهم أكد المشاركون في اللقاء من قيادات الجبهة الوطنية لأبناء الجنوب أن أبناء الجنوب يمنيون أولا وقضيتهم الأولى هي قضية الوطن الواحد الذي يعاني من العدوان ومحاولات احتلاله في كامل ترابه جنوبا وشمالا، لافتين إلى أنه سيتم إشهار الجبهة الخارجية المقاومة للغزو والاحتلال الخاصة بأبناء الجنوب من خارج اليمن قريبا من عدة بلدان كأمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول.

مشيرين إلى أن استهداف الكوادر الجنوبية الوطنية بالذبح والاغتيال بشكل يومي لن يثني المجتمع وقياداته وشبابه عن مواصلة الكفاح من أجل الحرية والاستقلال التي يستحقها اليمن على كل ذرة من ترابه .. مشيرين إلى أن الجنوب لن يصبح بوابة للغزو والاحتلال وإعادة إنتاج الإرهاب بل سيبقى عنوانا يمنيا للتحرر والاستقلال والحضارة والإنسانية.

وتجدر الإشارة إلى أن مسلسل الاضطرابات الأمنية يتصاعد في مدينة عدن، حاصداً المزيد من القتلى والجرحى، ومميطاً اللثام عن خلافات جادة وحقيقية باتت تنخر جسد «السلطات المحلية» المدعومة سعودياً وإماراتياً. وفي آخر فصول الاغتيالات التي تعصف بالمدينة، قتل مسلحون يعتقد بانتمائهم إلى تنظيم «القاعدة» الشيخ السلفي عبد الرحمن المرعي العدني، شيخ دار الحديث في منطقة الفيوش، أثناء توجهه لأداء صلاة الظهر.

وبحسب مصادر محلية، كان العدني من معارضي انخراط «الشباب الجنوبي» في الحرب الأخيرة «لكونها فتنة»، كما كان من معارضي الحروب الست التي شنت ضد «أنصار الله». وعلى الرغم من أنه درس على يد الشيخ مقبل الوادعي، مؤسّس دار الحديث في منطقة دماج في محافظة صعدة، تقول المصادر، إلا أنه سرعان ما افترق عن الشيخ محمد الإمام والشيخ يحيى الحجوري والشيخ أبو حسن المصري (الذي درس أغلب القاعديين والدواعش وفي مقدمهم جلال بلعيدي على يديه) مغادراً إلى عدن حيث استقر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى