تقاريرعناوين مميزة

القصة الكاملة لـ”المرأة” التي رجمت حتى الموت بالمكلا

الهوية – محمد بو صالح الشرفي.

هي أول حادثة في تاريخ حضرموت الوسطية والاعتدال .. امرأة في منتصف عقدها الرابع تدعى (م. ع. خ) تم اعتقالها في سجون عصابة تنظيم القاعدة المحتل لمدينة المكلا و حضرموت الساحل.

قضت وقت في سجون عصابة القاعدة بتهمة لا نعلمها أو ربما كما وصف لي احد أقاربها هي الاشتباه بالسرقة.

خصص تنظيم القاعدة سجون للنساء، و لكنها قريبة أو متلاصقة مع سجون الرجال … كانت تقوم على السجن إحدى السجانات الهاربات من السجن المركزي اثر هجوم القاعدة عليه .. و تهريب جميع المساجين آنذاك..

لكن تنظيم القاعدة استقطب أكثر من ثلثي المساجين البالغ عددهم أكثر من 430 و قام بتجنديهم و بدورها هذه السجينة المتهمة انضمت للقاعدة وأصبحت احد عاملاتهم و أوكلت لها مهمة السجانة والمتحرية.

حينما كنت أنا مسئول حقوق الإنسان بالسجن تعرفت عليها وماهي تهمتها ولا أريد الخوض فيها.

بالعودة للضحية التي رجمت حتى الموت .. تم إلقاء القبض عليها وإيداعها سجن عصابة القاعدة عن طريق السجانة وهي من دلهم عليها دون وجه حق..

توالت الأيام والضحية تقبع في السجن .. و تتعرض للابتزاز من قبل السجانة و ذات يوم قامت السجانة بإدخال احد عناصر القاعدة ويدعى (س . ص) و هو متخصص في الكهرباء لدى التنظيم و الضحية وهي في سجنها تحت رحمة عصابة القاعدة و لا حول لها و لا قوة تعرضت للتحرش من هذا الكهربائي و لا أريد أن أقول إنها اغتصبت لأني لم اشهد.

في الصباح الباكر غادرت السجانة مقر السجن و حينما استلمت احد السجانات النوبة صاحت الضحية (م . ع . خ) و طلبت منها أن تسمح لها بمقابلة أحد قيادات عصابة القاعدة.

فسمحت لها و روت لهم القصة .. باشرت عناصر عصابة القاعدة بالتحرك لمنزل السجانة التي قامت بدور “الفتالة” و سمحت بدخول الجاني للسجن و الانفراد بالضحية .. إلا أن السجانة المسئولة عن تلك الجريمة كانت قد تركت منزلها وغادرت.

تم التستر على الجاني المتحرش كونه احد عناصرهم، و بحسب ما وصلني من احد مقربي القاعدة قال لي: إن المتهم مسجون لديهم وأخفوه عنا.

بدأ الخبر يشيع بين عناصر عصابة القاعدة و توالت البلبلات و تنوعت الأقاويل عن الحادثة..

لم يكن للضحية (م . ع . خ) والتي لها من الأولاد 4 أي قوة غير أنها مغلوب على أمرها وحبيسة 4 جدران.

خرج عناصر القاعدة بقرار أو ما يسمى حكم شرعي لديهم .. دون إحضار الشهود أو الأدلة أو حتى الفاعل الزاني حد قولهم الذي يكتمل به فعل الزنا..

و بعدها تقاس عليه الحدود الشرعية .. و إلا كيف يكون لدينا زانية و لا يوجد زان.

سارعوا بها و إلى حفرة حفروها وشوهوا سمعتها واضروا بها محدثين الناس إنها هي من اعترفت وطلبت أن تتطهر .. و هذا عار من الصحة..

فالضحية هي سجينة في غرف عصابة القاعدة و من واجبهم حمايتها و معاملتها بشكل يليق بإنسانيتها و هم من يتحملون أي مكروه قد تتعرض له.. طالما و هي في سجونهم و واجبهم أن يحموها ويطعموها ويشربوها ويكسوها.

ما بيدها حيلة فهي في قبضة عصابة تدعي أنها وصية على الدين بل أنهم وكلاء الله على الأرض .. مع العلم انه لا يوجد نص صريح قرآني أو حديث شريف في مثل هذه الحدود و لم يطبق من قبل سوى في عهد داعش و حركة طالبان الأفغانية..

زفت الضحية بشكل حقير يهين خلق الله الذي كرمه و نفخ المولى فيه من روحه.

تم تلاوة الحكم من طرف واحد بعد أن تم كتابته من نفس الجهة .. لم يتساءل احد من الناس أو الحاضرين عن الفاعل أو الزاني!

و عن سبب وجود الضحية مسبقا في سجون عصابة القاعدة! .. و هكذا تحولت تلك المرأة إلى ضحية بورقة صاغتها القاعدة.

ما مصير أولادها المعيشي .. و كيف ستكون نظرة الناس و المجتمع لهم..؟ و كيف سيعيشون بقية حياتهم..؟

هل تنظيم القاعدة بتنفيذه هذا الجرم على إنسانة ضعيفة عدوا أنفسهم صادقين..؟

أمضيت أكثر من 3 أيام متتالية لكشف هذه التفاصيل و من أقارب الضحية وصديقاتها و بعض الشهود و مقربي القاعدة .. تحفظت على ذكر أسمائهم خوفا على حياتهم..

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2014-09-27 16:14:35Z |  |
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2014-09-27 16:14:35Z | |

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى