تقارير

علم الفلك و الأبراج .. حقيقة أم وهم ..

images (1)

 

تقرير / صابرين المحمدي

تقوم والشمس لم تطلع بعد فتصلي الفجر، تضبط منبهك على وقت دوامك، ترتب جدول أعمالك حسب التقويم الميلادي أو الهجري وتنهي يومك بصلاة العشاء .ألم تتساءل يوماً من نظم هذا التوقيت؟ وكيف تم وضعه؟

علم الفلك هو أقدم العلوم على الإطلاق, إذ نتج عن الدافع الطبيعي للإنسان لاستكشاف المحيط الذي يعيش فيه، و محاولته فهم الظواهر اليومية التي قد تبدو لنا بديهية في وقتنا الحالي، كالحركة الظاهرية للشمس في السماء أو اختلاف الفصول مثلا.

ويعد علم الفلك من أقدم العلوم قاطبة، فقد فكر الإنسان منذ القدم في هذا الكون، وفيما يحيط به من أسرار وألغاز, من أين أتى الكون؟ كيف بدأ؟ ما هي مكوناته؟!.

وتكمن أهمية علم الفلك في فهم أسرار الكون، و دراسة ظواهره و رصد تحركات النجوم و الإجرام السماوية, وكلما زاد علمنا في الفلك، كلما زاد علمنا عن أنفسنا وعالمنا.

إن الفلك هو جوهر حياة الإنسان، من الناحية العلمية يمكنه من اكتشاف العالم الخارجي و دراسته بمختلف أنواعه و بعدة طرق متعددة، ويساعده على اكتشاف الظواهر اليومية التي يمر بها.

وقد اتجه العلماء المسلمون إلى دراسة علم الفلك حرصا منهم على فهم كثير من الآيات القرآنية الكريمة التي تزخر بكثير من المعاني عن الفلك والظواهر الفلكية.

وقد استفاد العلماء المسلمون من مراصدهم الفلكية، حيث أثبتوا دوران الأرض حول محورها، كما أتقنوا أصول الرسم على سطح الكرة.

وقد أعطى علماء المسلمون وصفا جيدا للكواكب وأحجامها، وذكروا أن معظم النجوم ذات حجم يساوي حجم الشمس أو يزيد، كما أن حرارتها تشابه حرارة الشمس أو أكثر، وقاموا بقياس محيط الكرة الأرضية في عهد الخليفة المأمون، كما أن بعض النجوم والأبراج ما تزال تحمل أسماء عربية مثل سهيل، والدب الأكبر والدب الأصغر والنسر الواقع، والنسر الطائر، والغول، وغير ذلك من أسماء فلكية.

 وقد  انتشرت ظاهرة “الأبراج” المسنودة إلى علم الفلك قديمة، خلال السنوات الأخيرة بسبب انتشار وتطور وسائل الإعلام من قنوات تلفزيونية وإذاعات وصحف وإنترنت.

 قسم الأبراج بات ضرورة في هذه الوسائل إلَّا في قليل منها. ومع اقتراب نهاية كل عام وبدء عام جديد تمتلئ المكتبات بكتب المنجمين، وفي بعض الأحيان تُفقَد من الأسواق بسبب التهافت الكبير عليها.

وارجع الطبيب النفسي محمد سالم سبب ذلك الى أن  “الناس لديهم شعور أنَّ هناك شيئاً يسيطر عليهم، ولكي يكونوا أقوياء في الحياة عليهم فهمَ هذا الشيء والتحكم به”. وأشار الدكتور محمد إلى “نوع من الهوس أو الوساوس التي تراود الشخص، فيريد أن يفهم هذه الأمور التي يمكن أن تسيطر عليه لكي تكون لديه القدرة على تجنّبها أو معالجتها قبل حصولها، وبالتالي فهو يريد أن يعلم بخصوص صحته ونجاحه وعمله.. إلى ما هنالك، لكي يصبح مسيطراً على الأمور، وهذا الشيء يدفع بهؤلاء الأشخاص الى الاعتماد على وسائل غير وسائلهم الخاصة كالعمل والشطارة”.

سالم الذي لفت إلى أنَّ قصص علم الفلك قديمة، أضاف: “لا يمكننا القول إنه بعصرنا الحديث أصبح هناك هوس بها، فالإسكندر المقدوني مثلاً كان يستشير كل العرّافين لديه قبل القيام بأي حملة عسكرية ليعرف إذا كان الوقت مناسباً أم لا. إذاً هناك شعور أن الإنسان يريد أن يسيطر على قدره، وبالطبع هذه المحاولة فاشلة لكن هناك من يعتمدها”.

وقال سالم “نحن نعيش في عصر قلّت فيه الألغاز، نحن الآن في عالم الانترنت وكل شيء أصبح مفضوحاً وظاهراً، لكن يبقى علم الفلك الشيء الذي لا نفهمه، وهذا بالنسبة للكثيرين يشكّل لغزاً، وهذا اللغز يساعدك على فهم الحياة بطريقة معينة”.

وإذ أكَّد أنَّ “نتائجها صعبة ومزعجة”، أوضح أنَّ “الخطر على الأشخاص الذين يؤمنون بعلم الفلك هو أنهم يفقدون الاتكال على مبادرتهم الذاتية ولا يعتمدون على القوة الشخصية أو العلم لفهم المستقبل. وهذا ما نعتبره ضعفاً لدى الإنسان إذ لا شيء علمياً يثبت هذه الأمور حتى ولو لعبت الصدفة في بعض الأوقات دورها”.

وأوضح أنَّ “عدم الأمان النفسي كالقلق والتوتر والاكتئاب تضع الشخص دائماً فريسةً لأمورٍ تتخطى العلم والمنطق، فيلجأ إليها ليعالج مشاكله كوسائل الأعشاب البديلة، أو الدين الخزعبلة، أو الرقيّة، وما الى هنالك، لنصل إلى علم الفلك والذي عمره 5000 سنة، وهذا ما يعطيه قيمة قوية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى