تقاريرخاص الهويهعناوين مميزةمحلية

اليمن من الحوار الوطني الى صراع الأقاليم

اليساريون :  إقليم الجند سيكون إقليم المثقفين المتحررين من القبيلة

المؤتمــللمرة الثانية اشتباكات بين الشباب ولجنة الحوار بصنعاءــــــــــــر : سنعيد السلاطين الى الإقليم الشرقي ولا مكان لليمين ولا لليسار

الإصــــلاح : الملكة بلقيس كانت اخوانية وإقليم سبأ من نصيبنا

يبدوا انه للمرة الأولى ستتعامل الأحزاب والقوى السياسية في اليمن مع نظام الأقاليم بعد أن بات السير باتجاه أقلمة الدولة كواحد من ابرز مخرجات الحوار الوطني المشارف على الانتهاء ، لكن وعلى الرغم من ان الشكل النهائي التي سيكون عليها جغرافية الأقاليم وحدودها سارعت الأحزاب والقوى السياسية الى تدشين التنافس على وجودها في تلك الأقاليم عبر افتراض أقاليم متوقعة والعمل باتجاه فرضه داخل مؤتمر الحوار والوطني والتنظيم والتنسيق مع أهم الشخصيات والمكونات خارج قبة المؤتمر وهو ما يوحي بنقل الصراع مبكرا الى تلك الأقاليم.

طالب الحسني
[email protected]

إقليم المناطق الشرقية إنشاء صالحي ودعم إقليمي ودولي
ففي الوقت الذي ينتظر الجميع إقرار الشكل النهائي للأقاليم وعددها سارع المؤتمر الشعبي العام بدعم من علي صالح وعبر أعضاء بارزين في مؤتمر الحوار الوطني الى إعلان وإشهار إقليم المناطق الشرقية او الإقليم الشرقي الذي يضم محافظة حضرموت وشبوة والمهرة وأرخبيل سقطرى وهو الأمر الذي كاد يفجر أزمة في مؤتمر الحوار الوطني ووصل الى التلاسن بين بن دغر وبن علي رئيس فريق القضية الجنوبية وجاء إعلان إشهار الإقليم بعد سلسة من الاجتماعات والمشاورات برعاية المؤتمر الشعبي العام وبأشراف من صالح ويعتقد أن دول خليجية من بينها الإمارات والمملكة العربية السعودية تعمل هي الأخرى على دعم إنشاء هذا الإقليم وابعد من ذلك فقد نوه السفير الفرنسي في صنعاء بخصائص الإقليم الشرقي لليمن الثقافية والتاريخية ،بالإضافة إلى تمتعه بالثروات الكبيرة.
جاء ذلك خلال تناول وجبة الغداء التي أقيمت على شرفه الأسبوع الماضي ،مضيفا : إن فرنسا المستثمر الأول في اليمن ولديها استثمارات بثمانية مليار دولار معظمها في النفط والغاز في هذا الإقليم وتهتم فرنسا بتوفير الأمن والاستقرار بما يؤدي لتدفق الاستثمارات في المنطقة.
وحسب موقع هنا عدن الذي نقل الخبر،أكد فرانك جله أن اليمن يستطيع في الجوار والمجتمع الدولي التفاهم والتعاقد معها بما يساهم في امن واستقرار المنطقة.
وأقام المأدبة عدد من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني من الموقعين على الإقليم الشرقي (حضرموت،المهرة،شبوة،سقطرى)

إقليم الوسط (الجند) توافق اليسار وسخط اليمين
في المقابل تجتمع الأحزاب القومية والاشتراكية والناصرية او ما يسمى بقوى الحداثة بمباركة شخصيات بارزة من هذه الأحزاب بالإضافة الى بعض الشخصيات الاجتماعية الى إنشاء والإعلان عن إقليم الوسط او ما تم الإطلاق عليه بإقليم الجند الذي يضم محافظتي إب وتعز ومن المعروف أن هذه المحافظات تعتبر على الأقل بالنسبة للقوى اليسارية والإحداثية هي تجمع القاعدة الشعبية والجماهيرية لتلك القوى ويلاحظ هنا انهم لم يضيفوا أيا من المحافظات الأخرى كالضالع مثلا تجنبا لافتعال حساسية مع الحراك الجنوبي ومع القوى الجنوبية بشكل عام ، وكان الدكتور عبد الحافظ نعمان وزير التعليم الفني والتدريب المهني في حكومة الوفاق وعضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيس الهيئة التحضيرية للإقليم قد تحدث بوضوح خلال المؤتمر الصحفي الذي نظم للإشهار عن الإقليم منتصف الشهر الفائت عن هوية هذا الإقليم الذي اعتبره حاضنا ونموذجا يجب ان يحتذى به في كل الأقاليم وأشاد بأبناء هذا الإقليم الذي اعتبرهم النخبة المثقفة في البلد وقال انهم ظلموا خلال الفترات الماضية بسبب القوى الرجعية ومن هنا تتضح بجلاء بوادر التنافس الذي سيكون عليه المستقبل وقد قوبل هذا الإعلان الذي تزعمته القوى الإحداثية او اليسارية بسخط وامتعاض الإصلاح بعد سلسلة من الاختلافات مع الاشتراكي على خلفية انسحاب الأخير من المؤتمر الوطني للشباب بسبب سيطرة الإصلاح عليه ورفضه إشراك باقي القوى على الرغم من توجيهات رئاسية هي في الحقيقة لم تكن واضحة وكاد الخلاف يفجر أزمة وخاصة أن عددا من الأحزاب اليسارية عقدت بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الوطني للشباب مؤتمرا لليسار الذي شارك فيه عشرات المشاركين من مختلف محافظات الجمهورية مثلوا أحزابا سياسية قومية واشتراكية ومنظمات مجتمع مدني وتحدث فيه الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين نعمان ، وما نريد ان نشير إليه هنا هو ان هذه القوى اليسارية وجدت ان عليها أن تستبق موقعها السياسي المستقبلي في ظل دولة اتحادية من عدد من الأقاليم .

تهامة فشلت أن تكون قضية لكنها ستكون إقليما
منذ اندلاع الثورة الشعبية السلمية برزت تهامة كقضية لكن ليس بحجم القضية الجنوبية وقضية صعدة وعلى الرغم من ان القائمين على تنشئة هذه القضية كمحافظة تم حرمانها وتهميشها وإقصاؤها طوال حكم صالح وما قبله فشلوا في إدراجها ضمن قضايا الحوار الوطني إلا انهم سينجحون في ان تصبح تهامة عاصمة للإقليم الذي سيضم محافظتي المحويت وريمة وأجزاء من محافظة صنعاء حسب توقعات البعض ومن المعروف عن هذه المحافظات أنها كانت تمنح أصواتها بأغلبية لصالح صلح وحزبه ولذا فانه سارع في مغازلة أبنائها من خلال شخصيات عدة أبرزهم السكرتير الإعلامي له عبده بورجي احد جرحى جامع النهدين وثمة شكوك كبيرة ان زيارة صالح الأخيرة الى الحديدة كانت جزءا من الترتيبات لإشهار إقليم تهامة وبالتالي يكون المؤتمر الشعبي العام بقيادة صالح قد سبق الجميع الى الإعلان عن إقليمين سيكونان بنسبة كبيرة جدا ضمن الأقاليم التي سيتفق عليها .

مأرب الجوف البيضاء إقليم الإصلاح
في المقابل يسعى الإصلاح ومعه بعض الشخصيات المنفصلة عن المؤتمر الشعبي العام وتابعة لمحسن لإعلان عن إقليم سبأ الذي بحسب الترتيبات سيضم كلا من محافظة مأرب والجوف والبيضاء وكان المنظمون لهذا الإقليم قد أعلنوا عن عقد مؤتمر صحفي لإشهاره منتصف الشهر الماضي إلا أن خلافات داخله أجلت هذا الإعلان الى اجل غير مسمى لكن ما يلاحظ ان الفكرة ما زالت قائمة وان جهودا كبيرة تجري للإعلان عنه قريبا ويدخل ضمن هذه الترتيبات مؤتمر القضية السبئية التي تم انعقاده في مأرب الأسبوع الماضي ولا تزال الجهود جارية ومن المهم الإشارة هنا الى أن هذه الثلاث المحافظات حاليا تحت إدارة الإصلاح باعتبار ان محافظي هذه المحافظات محسوبون عليه بالإضافة الى كثير من الأسباب التي تؤكد تمسكم بان يكون هذا الإقليم من حصتهم ومن بينها التنافس القائم بينهم وبين أنصار الله ( الحوثيين ) وقد سبق ان وصل التنافس في وقت سابق الى الصراع المسلح .
ويتبقى ان نشير هنا الى ان أنصار الله وكذلك الحراك الجنوبي يعتبران ضامنين وجودهم في التشكيلة القادمة وما يشغلهم هو الخروج بقرارات حاسمة في قضيتي صعدة والجنوب .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى