مساحات رأي

حمار نهم هدية السعودية لـ”ترامب”

c0wjtdxwgaasn0fبندر الهتار

أين ستذهب السعودية بوجهها من العالم المترقب – وهي تدخل العام 2017 دونما أفق لعدوانها على اليمن -، وبأي أوراق ستقابل ترامب القادم قبل نهاية الشهر الجاري، وهي تخاف أن يكون ضَعفُها عاملا مشجعا لمزيد من إستراتيجية البقرة الحلوب، هذا ما دفع التحالف الموبوء بالهزيمة للبحث عن نصر ميداني يُسوّق له في وسائله الإعلامية الضخمة.

ولذلك قرروا أن يذهبوا نحو معركة نهم بعد أن عادوا محملين بهزائم البقع وعلب وميدي، واختاروا لهم قائدا مشهورا بالهزائم، آخر هزيمة له في ميدي قبل أسابيع، وبدوره بحث الجنرال الفار محسن عن صفحة بيضاء تحفظ مكانته عند أمير المهزومين محمد بن سلمان.

خليط الهزائم هذا كان كافيا لمعرفة النتيجة سلفا، رغم كتائب المرتزقة التي أعدت للمعركة، وسرب الطائرات الذي ألقى أكثر من 200 قنبلة ذكية في أيام قليلة وقنابل أخرى عنقودية، لكنها التمنيات أوقعتهم مجددا في خطأ سوء التقديرات.

بعد أيام من سقوط مئات القتلى والجرحى وما خلفته الهزيمة من آثار معنوية، سيطر المرتزقة على الحمار الذي اكتسب شهرة أكثر من قائد المعركة نفسه، وبقي أن تنتقل التجربة إلى الجبهات الأخرى.

انتقلت المعركة إلى شبوة على اعتبار أنها منطقة رخوة ترتفع فيها احتمالات النجاح، ولأن العملية مرفقة بهالة إعلامية كما في نهم، فقد أعلنت قنوات العربية والحدث وحواشيها أنها على بعد ساعات من السيطرة الكاملة على المحافظة، وما إن انقضت تلك الساعات حتى عاد من تبقى من المرتزقة محملين بعشرات القتلى والجرحى، وانتهت المعركة بصراع داخلي كل يلقي بلائمة الفشل على الآخر، وهذه النتيجة على الأقل كانت مشجعة للمرتزقة في نهم.

جُربت كل الجبهات تقريبا، وبقي أن تشتعل جبهة باب المندب مسنودة بغطاء جوي وبحري، لكن وقبل أن تكتمل تلك التجهيزات، بعثت إليهم القوة الصاروخية بصاروخ باليستي متوسط المدى، فحصد طلائع القوم، لتقرر مؤخرتهم أن تدفع بنفسها إلى الموت قتلا بالرصاص والقذائف، أهون عليها من صواريخ البغتة، ولسان حالها “ هنا ولا هنا بَمُوت “ كما تحدث أحد المرتزقة على السفينة التي أقلتهم إلى ميناء جيزان ومنها إلى الموت في نجران.

انتهت المعارك إلى الفشل، عدا الحمار في نهم، وهو إنجاز يحسب للفار علي محسن، على الأقل لأن نظراءه عادوا خالين الوفاض، لكن الأمير الذي انتظر المكاسب لينقلها إلى سيد البيت الأبيض محتار بين أن يذهب إلى واشنطن برفقة الحمار أو ينتظر لمعركة أخرى يحظى من خلالها بحمار آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى