مساحات رأي

وحده “البخيتي” من يحل “لغز” رحيل العبسي؟!

121بقلم / محمد علي العماد

الزميل الراحل “محمد العبسي” رحمه الله، لم يكن يتحدث لأحد عن تلك الوثائق المتعلقة بالنفط، ورغم أنه كان صديقا لي، وأنا ولأكثر من عام أطرح ما يتم في شركة النفط عبر الإعلام، إلا أنه لم يطلب مني شيئا، أو يخبرني بشيء مما أرسله لـ”البخيتي” و”الربع”.

لقد كان “العبسي”حريصا جدا، ومحتاطا ولم يثق بأحد ممن هم بصنعاء، وهذا ما يتأكد في أسلوب مراسلته لـ”البخيتي” و”الربع”، وحرصه على استخدام رقم خاص، بسبب التخوف من أي تابعات، وحسب مراسلته تخوفه من الاعتقال.

الشيء الأهم، قد نلتمس العذر لـ”الربع” أنه لم ينشر تلك الوثائق والمراسلات، بسبب أنه ربما كان يريد أن تظهر في برنامج تلفزيوني، ولهذا كان من الصعب أن ينشرها بسرعة لظروف العمل الذي يحتاج لإعداد وغير ذلك من الأمور التي تمنح “البخيتي” الأفضلية من حيث سرعة النشر، نظرا لبساطة الوسيلة التي يستخدمها (وسائل التواصل الاجتماعي)،بالإضافة إلى ما هو معروف عن “علي البخيتي” أنه لا يهتم في مسألة التأكد من أي معلومة تصل إليه، وبالأخص حين تكون ضد “الحوثي”، أو الناطق باسم الحوثيين.

لكن السؤال الأبرز، هو لماذا لم يقم “البخيتي” بنشر المعلومات والوثائق حين حصل عليها، خاصة أنها وصلت إليه في وقت كان يحتاج إلى حدث مهم يلفت الأنظار إليه، ويخرجه من دائرة الإهمال، بحكم إدمان “البخيتي” وإصابته بمرض حب الظهور والاستعراض، والذي بات متجذرا ومرتبطا بشخصيته، نتيجة للعقد النفسية والسلوكية الاجتماعية المتأصلة في تكوينه الشخصي، ولذلك فإن مثل هذه المعلومات والوثائق، كانت جرعة شافية وكافية بالنسبة لـ”البخيتي” الذي لا يهمه إلا أن يذكره الناس، ويرددوا اسمه في وسائل الإعلام وغيرها، دون النظر أن يكون ذكر اسمه بطريقة إيجابية أو سلبية، ولذلك قام بنشر صورته برفقة ابنته ليثير بها ردود فعل الناس، في الوقت الذي كان قادرا على نشر هذه الوثائق والمعلومات، خاصة وأن “العبسي” لم يطلب منه عدم نشرها، وهذا يتضح من خلال المحادثة بينهما، وبمعنى أن “العبسي” لم يرسلها إلى “البخيتي” إلا لإدراكه بأنه سينشر أي شيء ضد الحوثي، دون أن يطلب منه ذلك، فكيف الحال عندما يكون الأمر مرفقا بوثائق ضد من يعتبره ألد عدو له، والذي يعتقد أن “محمد عبد السلام” سبب رئيسي في سقوطه بذلك الشكل المهين.

أقول ذلك من واقع تجربة، ومعرفة تامة بـ”البخيتي”، فسبق أنه وبسبب حقده على “علي العماد” (شقيقي)، قام بتسويق اتهامات باطلة ضدي، متبليا أني نهبت النفط، رغم أنه كان يعلم علم اليقين بأني لم أبدأ الدوام بشركة النفط، إلا بعد أن كنت أكملت “العمارة القرآنية” – أعجبت بتسميتها بهذا الاسم-، زاعما أني بنيتها أسرع من الشركات الصينية، رغم أنه كان متأكدا أني بدأت في بنائها قبل العدوان بأشهر كثيرة، ولكن ونتيجة لحقد “البخيتي” على “علي العماد” جعل مني ضحية، ولم يتوقف عند هذا الحد، بل أخذته النشوة والشهرة إلى الوقوع في حبال “ودادي” ويتهم أخي “حسين العماد” بـ”الفيلا” والسيارة، لينكشف بذلك كذبه وزيفه.

المهم أن السؤال الأبرز يبقى هو لماذا تأخر “البخيتي” ولم ينشر المعلومات والوثائق إلا بعد رحيل الزميل “العبسي” رحمة الله عليه؟!. أعتقد أن ما نريده هو جواب واضح من “البخيتي” ليخبرنا من الطرف الثالث الذي قام “البخيتي” بتسليمه المعلومات والوثائق، وطلب منه أن يؤجل نشرها، وهذا ليس بعادة لـ”البخيتي”.

إذا كان “العبسي” رحمه الله، قد فارق الحياة بفعل فاعل، فإنها لأول مرة في اليمن أن يتم استهداف صحفي بهذا الشكل، ولم يكن الموضوع سريا أو غيره، فأنا وغيري كثيرون نشرنا بالصحف أكثر من تلك القضايا، واتهمنا قيادات وتم إخراجها بعد أن تم التحقيق في مكافحة الفساد وغيره، ومع ذلك لم نهدد بالقتل، وربما أن أكثر شيء كنا نتوقعه هو الاعتقال، بعد تلفيق أي تهمة لنا، وهذا ما كان يعتقده ويخشاه الراحل “العبسي” حسب رسائله مع محمود ياسين.

أيضا، ومن الأهمية بمكان، أن تلك الوثائق موجودة لدى جميع شركات النفط، ولم تكن مع “العبسي” فقط، وموجودة أيضا في مجلس النواب، وقد تم مناقشة جميع أعمال شركة النفط، ولم يتم تصفية من لهم علم وصلة بهذه الوثائق، من قضاة وبرلمانيين، وموظفين، فالقضية لن تموت بموت “العبسي” وهناك تساؤلات عديدة، لكن أهمها، وحده “البخيتي” المعني بالإجابة عليها.

يجب أن يدرك الجميع، بأنه إذا كان “العبسي” رحمه الله، قد فارق الحياة بفعل فاعل، فإن قاتله الحقيقي هو من أبلغ القاتل عنه، كما أنه يجب أن يدرك الجميع بأنه ليس الهدف الاتهام بجريمة قتل، بقدر ما يراد التركيز على استهداف لشخص سياسي معين، وجعل “البخيتي” من القضية ما تحقق له أهدافه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى