تحليلاتمساحات رأي

دلالات خطاب قائد الثورة ونصيحته لشعوب الغرب

الهُوية نت || تحليل _ محمد الاحمر :

اشتمل خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يوم الخميس الماضي على الكثير من الابعاد والدلالات العميقة التي تشمل مجالات كثيرة خصوصا ما يتعلق منها بالموقف اليمني ضد العدوان الصهيوني على غزة.
وبعيدا عن الغوص في التفاصيل والجزئيات الكثيرة في الخطاب سنركز هنا على إحدى القضايا الهامة وهي مضامين مخاطبة القائد لشعوب الولايات المتحدة الأمريكية وبقية الدول الغربية السائرة في فلكها مثل بريطانيا وفرنسا واشارته إلى أن الأنظمة التي تحكم هذه البلدان إنما ترتكب الحماقات بحق شعوبها وتحاول تجاوز المشاكل الداخلية التي تعاني منها وتسعى لحماية الكيان الصهيوني ودعمه بالمال والسلاح والعتاد بل والحماية وصولا إلى التورط في خوض الحروب ضد الآخرين ليس حماية لأمنها كما تزعم وانما دفاعا عن الكيان الإسرائيلي المحتل لبلد وشعب والذي يمارس جرائم إبادة بحق سكان غزة .
لقد كان قائد الثورة واضحا في مخاطبة شعوب تلك الدول التي تتحمل مسؤولية دفع الضرائب التي يستخدمها حكامها في إشعال الحروب والأزمات خدمة لاجندات اللوبي الصهيوني الذي ظهر أنه يتحكم في الكثير من مفاصل الاقتصاد والسياسة والإعلام الغربي غير مكترث بما تشهده تلك البلدان من ازمات مثلما هو حاصل في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا من أزمة بين الإدارة الأمريكية وحاكم تكساس على خلفية قضية المهاجرين وهي أزمة بدأت تتصاعد حد أنها تنذر بحرب أهلية- كما قال السيد القائد – لأنها تكشف عن خلل عميق وكبير تعيشه الولايات المتحدة وهذا الخلل يكمن جوهره في أزمة هذا البلد الثقافية والقيمية والأخلاقية لأمريكا تمارس الظلم والإرهاب والعدوان بحق الآخرين وفي الوقت نفسه تدعي وتزعم أنها تدافع عن الحريات وحقوق الإنسان ثم تأتي لتحدث العلم عن ضرورة القفز على سنن كونية الاهية مثل دعوتها لحرية الشذوذ والمثلية وهذا هو جوهر التناقض والفشل الكبير الذي تعيشه هذه الدولة ولا شك أن عواقب ونهاية هذه التناقضات والمشاكل والممارسات العدائية والعدوانية على حقوق الآخرين كانوا أفرادا أو دولا ستكون وخيمة .
وليس ببعيد عن واشنطن حقيقة الأزمات التي تعاني منه لندن وباريس وبقية عواصم دول الغرب التي تدعم اليوم بشكل فج ووقح الكيان الصهيوني وما يرتكبه من جرائم بحق الإنسانية وكما تحدث قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي فإن تلك الدول تعاني من الازمات الاقتصادية وهي تزيد من متاعب شعوبها والحقيقة أن السيد كان محقا في ذلك الوصف فمن يتابع الأوضاع التي تعيشها فرنسا وبريطانيا سيدرك حقيقة الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها اقتصاديات هذه البلدان والتي وصلت حد الأزمات المتكررة فيما يخص الإضرابات التي ينفذها عمال السكك الحديدية والخطوط الجوية للمطالبة بتحسين أوضاعهم كما هو الحال في بريطانيا التي باتت سياساتها المالية تسبب لها المزيد من الكوارث والأزمة الأخيرة في فرنسا في قطاع الزراعة والاضراب الذي نفذه المزارعون بجرافاتهم ناهيك عن مشكلة النظافة التي تواجهها باريس والتي وصلت حد انتشار (بق الفراش) أو ما يسمى في اليمن ب(الكتان) في واحدة من أهم العواصم في العالم وكل هذا ناتج عن تورط هذه الدول وتعبئتها لأمريكا مثلما حصل حين حدثت الحرب الروسية الأوكرانية والتي استطاعت امريكا من خلالها توريط هذه الدول في الوقوف ضد روسيا وإيقاف شراء الغاز منها ثم استبداله بالغاز الامربكي وبأسعار مضاعفة ما تسبب في زيادة الأعباء الاقتصادية على المواطنين في تلك الدول .
والخلاصة أن خطاب السيد القائد فيما يخص الرسالة التي وجهها إلى شعوب أمريكا والدول الغربية المتحالفة معها خطاب واضح ونصيحة يجب الأخذ بها ومن جانبنا نتمنى أن يتم ترجمة تلك المقاطع باللغات الأجنبية أو لغات تلك الدول حتى تصل رسالته إليهم بشكل واضح علهم يستفيدون والله غالب على امره .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى