مساحات رأي

“دماج” ملف الإسترزاق هل سيكون الأحمر ملك اليمن القادم؟

بقلم: فاضل الشرقي

فاضل الشرقيلأنها قضية سياسية بامتياز تقاطعت مع توجهات ومسارات عدة, وتجاذبتها أطراف وقوى دينية, وقبلية, وعسكرية, وسياسية, واعلامية, وصعب وسط ها الركام التوصل لحل جذري ونهائي لهذا الموت المتجدد بين الفينة والأخرى, وعجزت كل لجان الوساطات من تحقيق أي تقدم في هذا الملف المتنازع عليه محلياً, واقليمياً, ودولياً, ووصلت جميعها لطريق مسدود بما فيها اللجنة الرئاسية, وكلّ المساعي الخيرية للقوى المصلحة التى ساهمت في حل هذا النزاع, وعجز كل من في الدنيا من دعاة السلام والتعايش في إقناع الحجوري, والحجوريين بتسليم موقع البراقة للجيش, بؤرة التوتر ومحط الخلاف والنزاع وسبب تجدد الحرب والمواجهات. القوى المتداخلة على خط نار الفتنة في دماج لم ولن تسمح لهذا الملف أن يمر بسلام مع حقيقة علمها وإدراكها أن لا مجال غير هذا, وأن مصير دماج ونهايته محسومة سلفاً متى ما اقتضت الضرورة ذلك, بعد نفاد كل الحلول والمعالجات. حزب الإصلاح أكثر تصدراً للمشهد السياسي والإعلامي في هذه الحرب المفتعلة, ودفعه باتجاه التصعيد, وايقاد شرارة الحرب, يقصد منه ابتزاز الطرف الآخر وحشد رأي عام محلي, وإقليمي, ودولي ضد أنصار الله القوة الصاعدة, الذي يرى ويعتقد أن السماح لها بالتمدد والصعود يعنى القضاء عليه تماماً, حسب تقيمه ووجهة نظره, فيرى في دماج ورقة لتحقيق مآربه, وشهوته العدوانية, المختلطة بالمال والساسة والمذهب. فيما تبرز بشدة عدة قوى وتنظيمات مؤدلجة , من منابر إعلامية, ودينية, ومؤسسات وجمعيات خيرية, ترى في دماج موسم للتكسب والشحت المحلي والإقليمي والدولي, وملف للإسترزاق, على ضوئه يتم جمع ملاين الدولارات تذهب معظمها لجهات وحسابات خاصة, ولا يصل لدماج مها إلا النزر اليسير. التحالف الجديد تمثل في أولاد الشيخ بقيادة وزعامة الشيخ/ حسين هذا المرة, وسط لفيف من أراذل القوم ومنبوذيهم, أمثال اللواء الأحمر, جنرال الحروب وفتاوى الجهاد والردة, وتجار وأمراء حروب الصعدة الست الذين يحاولون إعادة انتاج أنفسهم من جديد, والتسويق لها كأبطال سيدخلون صعدة فاتحين بعد أن خرجوا منها هاربين. هذا التحالف القبلي اللفيف جاء بعد السقوط المفاجئ للحليف الأسبق تيار” الإخوان المسلمين” وما يريده الشيخ الأحمر بالذات هو صياغة عقد تحالفات جديدة يعتقد أنها ستدفع به للتربع على عرش السلطة قريباً بعد أن فقدت الأسرة تحالفاتها القديمة ورأت نفسها تتجه خارج منظومة الحكم رويدً رويدا. “مصادر خاصة” تؤكد أن تحالف هذا التيار القبلي التقليدي مع هذه القوى التكفيرية المتحجرة, هو محاولة لتكرار تجربة تحالفات نجد القديمة بين الأسرة السعودية ممثلة بالملك/ عبدالعزيز, وأصول هذا التيار التقليدي الوهابي بزعامة الشيخ/ محمد بن عبدالوهاب. المصادر نفسها تؤكد أنّ هناك صياغة لعقد تحالف بين الأسرة الأحمرية ممثلة بالشيخ/ حسين الأحمر, والتيار السلفي الوهابي التكفيري بقيادة/ الشيخ يحيى بن على الحجوري, على أن تكون السلطة السياسية في آل الآحمر, والسلطة الدينية في هذا التيار, وتقاطع كلّ هذه الأطراف مع هذه القضية يجعل ملف دماج أشد سخونة سيدخل اليمن واليمنيين في دوامة من العنف والتوتر المتواصل, ما لم يكن الحسم العسكري هو سيد الموقف قبل الدخول المباشر لعدة أطراف إقليمية ودولية على الخط, تعمل على تنفيذ صيغة عقد الحكم الجديد. السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل فعلاً سيكون حسين الأحمر ملكاً في شبه الجزيرة العربية؟ أم أنها أوهام وأضغاث أحلام ستتبدد في غضون أيام قليلة؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة, وسير المعارك على الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى