تقارير

في ميزان الوحشية «المملكة» تتفوق على «إسرائيل»

 

yamanwarr150ربما تستطيع أن تحدد ماذا يعني الكذب والعهر الذي تمارسه دولة ما، وذلك بعد أن تسمع أن السعودية أدانت بأشد العبارات الجريمة الإرهابية البشعة التي نفذها مستوطنون صهاينة، وأدت إلى حرق رضيع فلسطيني بمنزله في قرية دوما بمدينة نابلس الفلسطينية ، وعندما يعبر وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير عن استنكار المملكة الشديد لهذا العمل الهمجي والوحشي الذي تم دون وازع من أخلاق أو ضمير أو إنسانية محملا سلطات الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية.

ويطالب المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته واتخاذ التدابير الضرورية اللازمة لحماية الفلسطينيين من الممارسات العدوانية، لتعود بالذاكرة لأسابيع خلت عندما يتهم عاصم البلوندي عضو مكتب الأمين العام للأمم المتحدة السعودية بارتكاب انتهاكات جسميه بحق الأطفال اليمنيين، مشيرا إلى أن العدوان السعودي ارتكب مجازر بحق الأطفال اليمنيين منذ بدء العدوان وان هذه المجازر لا توصف ولتنقل وسائل الإعلام لاحقا ومنذ أيام معدودة أنه في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، حمّلت الأمم المتحدة المملكة العربية السعودية مسؤولية فشل الهدنة الإنسانية التي دعت إليها سابقاً.

وحدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفين أوبراين، أن هذه الهدنة «خُرقت من الجو» ، في إشارة واضحة إلى مسؤولية طيران العدوان في ذلك، وكانت قد أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الإنسانية الدولية أن المجزرة التي ارتكبها الطيران السعودي في مدينة المخاء التابعة لمحافظة تعز اليمنية هي جريمة حرب بامتياز كونها نفذتها بأسلحة وصواريخ محرمة دوليا وطالت أهدافا حيوية مدنية عبارة عن معامل لتوليد الطاقة الكهربائية مع أماكن سكن أطفال ونساء عمال هذه المعامل.

واستنادا إلى الوقائع، فان هذه المنظمة التي لم تجد أي دليل تستند إليه كي تعتبر أن الهدف كان نقطة انطلاق لأي نشاط عسكري أو ما شابه ، وحيث اختلطت  الأهداف المدنية مع الأهداف العسكرية بالنسبة لطيران المملكة  ولم يعد يهتم أو ينظر أو يتأكد أين يقصف وماذا يدمر وبماذا يحرق، تستطيع أن تستنتج أن التدخل السعودي في اليمن أصبح دمويا لدرجة لم تعد تنفع معه الإدانات الدولية أو النداءات الإنسانية وأن هذه الحرب التي تشنها على اليمن فاقت بوحشيتها وبفظائعها حروب العدو الإسرائيلي عبر التاريخ.

“شرعية هادي” استخدمت كواجهة، لكن السعودية هي المحرض وصاحب القرار الفعلي، فهؤلاء كانوا يقفلون دائما أبواب الحوار والتسويات ولم يركّزوا إلا على الخيارات العسكرية من خلال عاصفة الحزم أولا، وما تلاها من عواصف تدميرية أخرى أمعنت قتلا في البشر وخرابا في الحجر، كل ذلك بهدف تحقيق تقدم ميداني يستندون إليه في أية مفاوضات لاحقة والذي لم يحصل بل بالعكس، فقد زادت أماكن سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية وأنصار الله وهذا ما زاد من جنون المملكة وبسببه أقفلت كل أبواب الحوار والتسويات إلى أن أوصلت الأمور وبفضل تعنّتها إلى ما هي عليه من دمار وخراب وقتل ومآس إنسانية ومدنية واجتماعية في اليمن ووضعت نفسها في المأزق التالي:

– إدانة علنية لها من الأمم المتحدة وأغلب المؤسسات الإنسانية الدولية بسبب جرائمها الفظيعة وما سببته من خراب ودمار.

– عدم قدرتها على الخروج من المستنقع اليمني الذي أدخلت نفسها فيه بسبب أطماعها وتسلطها وعنجهيتها وغطرستها.

– هروبها الدائم إلى الأمام والابتعاد عن الاعتراف بالهزيمة والفشل خوفا من تداعيات داخلية قد تطيح ببنية نظامها برمته.

– التزاماتها المادية الهائلة بسبب هذه الحرب وبسبب تغطيتها لكامل الأعمال العسكرية وحيث أن العمليات الجوية تكون عادة من الأغلى كلفة من بين هذه الأعمال.

– انخراطها الواضح والمكشوف مع تنظيم “القاعدة” الإرهابي والذي تعوّل عليه أكثر من غيره لمساعدتها على تحقيق تقدم ميداني معين على الأرض وتفضيلها لهذا التنظيم الإرهابي على غيره من المجموعات الأخرى العميلة لها وهذا ما ظهر واضحا بقصفها المباشر والواضح لثكنة تابعة لمجموعات الفار هادي في عبر على طريق العتق حضرموت ولثكنة أخرى للمجموعات نفسها في لحج وذلك على خلفية صراعات وتقاسم نفوذ بين هذه الوحدات وبين عناصر القاعدة الناشطين جدا في مواجهة الجيش اليمني وأنصار الله.

في النهاية، يجب أن يقرأ العالم كلّه (ومعه المملكة جيدا في عيون أطفال اليمن المظلومين ليستنتجوا أنه لا عودة بتاتا إلى الوراء حتى لو زرعوا أرض اليمن بالمجازر الفظيعة وحتى لو استعاد فريق “الرياض” السيطرة على أكثر من مدينة وعلى أكثر من ناحية وعلى أكثر من محافظة، فهذا كله لن يغير من قناعة وتمسك اغلب المكونات اليمنية بحقوقها السياسية والاجتماعية والثقافية كاملة وهذا الشعب لن يرضى بعد اليوم أي تسلّط أو أي استعلاء خارجي، وهو يحترم شهداءه وتضحيات جيشه ولجانه الشعبية ولن يفرط بها بل على العكس، فان انتفاضته ضد الهيمنة التاريخية للسعودية سوف تقوى ومقاومته ضد تدخل آل سعود سوف تتمدد وسيقف صلبا في دفاعه عن ثرواته وطاقاته المهدورة وسيكون اليمن حتما بعد هذه الحرب ليس كما قبلها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى