تقارير

تصريح محمد بن سلمان، عن «وجود وفد حوثي في الرياض» في سياق عزل صالح، والقول إن «أنصار الله» مقبولون في المسار التفاوضي، في حين أن صالح سيكون خارج المعادلة انقلاب سعودي على الإمارات يهدد التحالف بالتصدع في أول بيان له عقب تعيينه نائباً لهادي ،الأحمر يهاجم الحوثيين ويعلن تبعية اليمن للمملكة نار السبعين

الهوية – خاص.

في خطوةٍ تعكس الدفع السعودي باتجاه تسوية سياسية سريعة للصراع في اليمن، أصدر الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، مساء الأحد الفائت، سلسلة قرارات تضمنت تعيين علي محسن الأحمر نائباً له، والأمين العام لحزب «المؤتمر الشعبي العام» (المنشق) أحمد عبيد بن دغر رئيساً للحكومة خلفاً لخالد بحاح، الذي عين مستشاراً لهادي.

وعلّل القرار إعفاء بحاح من رئاسة الحكومة بفشل الأخيرة في القيام بمهماتها، حيث نص القرار على إعفاء خالد بحاح من مهماته رئيساً للحكومة، تأكيداً على «الإخفاق الذي رافق أداء حكومة بحاح خلال الفترة الماضية في المجالات الاقتصادية والخدمية والأمنية». وأفاد القرار الذي استند إلى المبادرة الخليجية وآلياتها بأن إعفاء بحاح جاء أيضاً بسبب «تعثر الأداء الحكومي في تخفيف معاناة أبناء شعبنا وحلحلة مشكلاته وتوفير احتياجاته، وخصوصاً دمج المقاومة وعلاج الجرحى ورعاية الشهداء».

وأشار القرار أيضاً إلى «عدم توفر الإدارة الحكومية الرشيدة للدعم اللامحدود الذي قدمه الأشقاء في التحالف العربي، وفي مقدمتهم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود»، وهو ما اعتبره مراقبون سياسيون، بأن قرارات هادي تعكس المشيئة السعودية، وضربة مزدوجة لـ«رجل الإمارات» الأول في اليمن، خالد بحاح، وللرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. ويبدو أن الرياض تريد إقصاء كل الرموز الواقعة خارج دائرة نفوذها في صيغة الحكم المقبلة، وذلك في سياق حربها الجانبية مع الإمارات على السيطرة في اليمن.

وبعد صدور القرار هاجم خالد بحاح المقال، هادي في منشور له على صفحته في الفيسبوك قال فيه: “حين يكون الرئيس مغرما بالكلمات، ولا يستطيع ترجمتها إلى الأفعال، تحدث الانتكاسات في الأتباع وانكسارات في الميدان”.

وكان القرار الذي جاء قبل أسبوع من هدنة مرتقبة تعقبها مفاوضات سلام في الكويت، أحدث ردود فعل متفاوتة في الشارع اليمني بين من يرى أنه ينسف كل الجسور المؤدية إلى تلكم الهدنة والمفاوضات وأنه يبرهن على يأس هادي من إمكانية أن يظل جزءاً من أي تسوية سياسية مقبلة، ناهيك عن إمكانية عودته إلى صنعاء وربما إلى اليمن عموماً سواء سلماً أو حرباً.

وتتهم الأوساط السياسية هادي بأن الوسيلة الوحيدة أمامه للبقاء في منصب الرئيس هي إطالة أمد الصراع بوضع المزيد من العراقيل أمام أي جهد سلمي لإنهاء الحرب وإحلال السلام.

وثمة تكهنات متضاربة توقعت أن يكون هذا القرار قد اتخذ نتيجةً لتفاهماتٍ ما، للتهيئة لمرحلة جديدة قد تعقب أي اتفاق سلام خلال الجولة المقبلة من المفاوضات، وفق ما أوحت به تصريحات ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لقناة “بلومبيرغ” بأن “الأطراف اليمنية اقتربت من الوصول إلى بعض التفاهمات وأن وفداً من الحوثيين موجود في الرياض”.

لكن آخرين، ومن بينهم قادة في أنصار الله ينفون وجود أي وفد يمثلهم في الرياض، بل يعتقد أحدهم أن “قرار هادي الذي يجيء برجل حروب عتيد كالفريق محسن، يضعف الأمل في التوصل إلى أي تسوية سلمية في المدى المنظور”.

ويمكن وضع تصريح وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، عن «وجود وفد حوثي في الرياض في الوقت الراهن» في سياق عزل صالح، والقول إن «أنصار الله» مقبولون في المسار التفاوضي، في حين أن صالح سيكون خارج المعادلة.

وكان حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يتزعمه صالح، قد أصدر بياناً عقب قرارات هادي، أقرّ فيه فصل قيادات الحزب التي «أيدت وباركت العدوان والغزو والاحتلال وخالفت النظام الداخلي». الخطوة التي تأخرت لنحو عام، تضمنت فصل الرئيس هادي وأحمد عبيد بن دغر، ورشاد العليمي، والزعيم القبلي محمد بن ناجي الشايف.

ووصف رئيس المركز الإعلامي لحزب المؤتمر الشعبي العام أحمد الحبيشي، قرارات الرئيس هادي، بغير الشرعية وغير الدستورية.

أما مسؤول العلاقات الإعلامية في حركة أنصار الله عبد الرحمن الاهنومي، فرأى أن الرئيس اليمني ومن خلال التعديلات، يحاول إظهار إمساكه بالحكومة، مشيراً إلى أن هذه التعديلات  تعكس خلافاً إماراتياً سعودياً في اليمن.

وفي ذات السياق، قالت صحيفة “رأي اليوم” اللندنية، أن إبعاد “هادي” لـ”بحاح” جاء بعد خلافات كبيرة بين الرجلين تطورت إلى قطيعة كاملة وعدم الحديث مع بعضهما البعض.. مشيرة إلى ان الخلاف بلغ ذروته عندما قام هادي بتعيين عبد الملك المخلافي نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للخارجية دون التشاور، أو حتى التنسيق مع بحاح.

وفيما بدأت الرياض بتكريس ملامح المرحلة المقبلة التي يبدو حزب الإصلاح «إخوان اليمن» في مقدمتها، مع استبعاد الشخصيات المحسوبة على الإمارات وكذلك صالح والموالون له،

قال الكاتب السعودي عبد الله المفلح، عبر صفحته الرسمية بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”: إن “تعيين علي محسن الأحمر نائباً لرئيس اليمن، هو بمثابة صفعة قوية للذين يلعبون بذيلهم من خلف ظهر السعودية!”، وحسب محللين سياسيين فإن الإماراتيين هم المقصود بمن “يلعبون بذيلهم”.

وعلى النقيض من ذلك، قال المحلل السياسي السعودي البارز “إبراهيم مرعي” أن الكثير من القيادات التي عادت إلى الواجهة مؤخرا كانت جزءا من منظومة الظلم التي ارتكبت إجحافا كبيرا بحق الجنوبيين خلال السنوات الماضية، لكنه دعا الجنوبيين إلى تأييد قرار الرئيس هادي.

وفي حديث لقناة “سكاي نيوز” الإماراتية، علق “مرعي” على القرارات الأخيرة التي أصدرها “هادي” أنها قرارات صدرت في مرحلة حرجة.

وأكد “مرعي” أنه لا يمكن الإنكار بان الكثير من القيادات التي تحيط بهادي اليوم، في إشارة ضمنية إلى محسن وغيره، كانت جزءا من منظومة صالح وشاركت في اتخاذ قرارات أضرت بالجنوب خلال العقود الماضية .

وفي أول بيان صادر عنه بمناسبة تعيينه، كشف اللواء علي محسن الأحمر، عن استمرار عدائيته تجاه الحوثيين، وتبعية اليمن المطلقة للسعودية في المستقبل.

وقال الأحمر، في بيان نشرته مساء أمس الاثنين، وسائل إعلام سعودية ويمنية موالية: إن “مصير بلاده ارتبط وتبلور بشكل قاطع مع دول الخليج، بقيادة المملكة السعودية، وعلى رأسها الملك سلمان بن عبد العزيز”.

وردا على بيان الأحمر، نشرت وكالة “خبر للأنباء” التابعة لـ”صالح” تقريرا لـ”المخابرات الأمريكية” عن علي محسن “نائب هادي”، وهو التقرير الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في نوفمبر 2000، نقلا عن مصادر استخبارات أمريكية، قالت إن علي محسن سافر إلى أفغانستان بثمانينيات القرن الماضي للاجتماع بأسامة بن لادن.

وساعد في تجنيد مقاتلين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي للمشاركة في الصراع في أفغانستان. وكان يشتبه باللواء الأحمر بأنه كان يقوم بنقل ما يسمى بالمجاهدين الأفغان العرب من أفغانستان إلى اليمن، أولئك المتشددون الذين لم يعد لهم موضع ترحيب في بلدانهم الأصلية.

كما يذكر التقرير نفسه “استخبارات يمنية وغربية قالت للصحيفة إن اللواء الأحمر كان مسؤولا عن إدارة أموال قدرها 20 مليون دولار كان بن لادن منحها للمساعدة باستيطان المقاتلين الأفغان باليمن.

وأضافت الصحيفة ان علاقات اللواء الأحمر مع الإسلاميين المتطرفين قد توطدت من خلال زواجه بشقيقة طارق ناصر الفضلي، مقاتل متشدد بارز من الأفغان العرب المشتبه بتزعمه الخلية التي وقفت وراء إحدى أوائل الهجمات الموثقة التي نفذها تنظيم القاعدة وهي المحاولة الفاشلة لتفجير فندقين كانت تنزل فيهما القوات الأمريكية التي كانت في طريقها إلى الصومال في ديسمبر 1992.

وتابعت “كانت علاقات علي محسن الأحمر مع جماعات إرهابية ومتطرفة قد جاءت تحت الأضواء في عام 2005 عندما ذكر اسمه في سلسلة من التنصتات على مكالمات هاتفية قدمت كدليل في محاكمة تتعلق بالإرهاب في نيويورك عام 2005.

وتقول الصحيفة إنه في اجتماعات تم تسجيلها خلسة على شريط فيديو في غرفة فندق في فرانكفورت في أوائل عام 2003، ناقش رئيس “مؤسسة الأقصى الدولية” في اليمن الشيخ محمد المؤيد، ومساعده الشيخ محمد زايد، إمكانية الحصول على أقراص مدمجة عن “تقنيات التدريب العسكري” بواسطة اللواء الأحمر لأغراض تدريب المجندين الإرهابيين.

وعلق الشيخ المؤيد بقوله إن بإمكانهم البحث عن ضابط يمني كان قد شارك في دورات تدريب عسكرية في الخارج، مضيفاً “سنسأله إذا كان لديه أقراص وما لديه ليقدمه في مجال التدريب. بالإضافة إلى ذلك، نظر المؤيد في فكرة قيام الأحمر بشراء مثل هذه المواد التدريبية تحت اسم سربه العسكري، ونسخ تلك المواد لغرض تدريب الإرهابيين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى