تقارير

الحجري "ودّف"

 yp07-07-2013-397548الهوية – خاص.

بالرغم من أن محافظ إب، القاضي أحمد عبد الله الحجري، صهر للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، إلا أنه لم يقف بصفه، عند ما خرج اليمنيون إلى الساحات يطالبون برحيله، في العام (2011)، ربما فضل الحجري، البقاء في منطقة الوسط، وإن كان في كثير من الحالات يميل إلى صف خصوم صهره الرئيس السابق “صالح”.

لكن يبدو أن طبع الإخوان السادي غلب تطبعهم الشكلي، فالإخوان الذين لطالما صلوا بصحبة “صالح”، غدروه في ذات المكان، وهم الذين أعلنوا يوما وقوفهم في صف “الحوثيين” عندما هاجموا السعودية، عادوا بعدها بشهور، لمد أيديهم يتسولون دعم آل سعود لمحاربة “الحوثيين”.

الإخوان لم يلبثوا سنوات من تكفيرهم وإباحتهم لدماء الاشتراكيين حتى عادوا يرتلون نظريات لينين وماركس في صلواتهم السياسية، لذلك يبدو أن ما فعلته الحكومة التي يسيطر عليها الإخوان، بحق محافظ إب، أمر طبيعي الحدوث، بعيدا عن باسندوة الذي أثبتت الأيام والأحداث أنه ليس أكثر من فم يستخدمه الإخوان عند حاجتهم لمضغ الثوم السياسي.

في العام الفارط، كان محافظ إب، القاضي أحمد عبد الله الحجري، يتماشى مع رغبة الإخوان المسلمين الذين كانوا يحاولون إشعال فتنة طائفية مع أنصار الله، في المنطقة التي ينتمي إليها الحجري، ورغم ذلك، نزل الحجري عند رغباتهم، وسلم الرضمة للإخوان وجعلهم يعيثون في الأرض فسادا.

ربما، لم يكن يتوقع القاضي الحجري، أن يصل الحال بالإخوان إلى محاولة الزج به في صراعهم السياسي حول تغيير محافظ محافظة عمران، محمد حسين دماج، الذي يشترط الإخوان إبعاده من عمران، أن يتم تعيينه محافظا لمحافظة إب، بدلا عن القاضي الحجري.

ربما أن محاولة القاضي الحجري، الخروج من دوامة الصمت للدفاع عن نفسه ضد ما يحيك له الإخوان، جعل حكومة الوفاق، تعبر عن انزعاجها من تصريحاته التي وصفتها بـ” المسيئة”، تجاه رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة، وتجاه الحكومة ككل” مؤكدة أنها ” تخطت كل الأصول والأعراف والتقاليد، وتضمنت ألفاظاً نابية ونعوتاً سيئة واتهامات وافتراءات فيها الكثير من الفجور”.

وأكدت الحكومة، أن تصريحات المحافظ الحجري ” أسفرت عن حمقٍ يغلبُ على صاحبها وعن جهل بأصول الممارسة السياسية، وبما تقتضيه آداب التعامل بين الرئيس والمرؤوس ضمن مستويات شغل الوظيفة في الدولة والحكومة، ودلت بالقدر نفسه عن انعدام كامل للإحساس بالمسئولية ولمقتضيات المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن”.

وأضافت الحكومة في بيانها بالقول ” كما أكدت حق رئيس الوزراء في استقبال أي شكاوى، فهو رئيس وزراء لجميع أبناء الوطن وليس لمن كانوا يحكمون في الماضي فقط”. واتهمت الحكومة، المحافظ الحجري بـ” الإخفاق” في مهامه طيلة توليه منصبه، مشيرة إلى ” تاريخ من الإخفاقات التي لازمت مسيرة المحافظ الحجري، الذي لم يظهر يوماً ما يكفي من الالتزام بمقتضيات واجبات المسئولية التي تفرضها الوظيفة العامة، وعرف عنه انصرافه عن وظيفته وانشغاله بشئون نفسه، وابتعاده عن البت في قضايا المواطنين، وغيرها من السلوكيات التي حاول أن يتستر عنها بهذا الهجوم اللاأخلاقي، على شخصيات ورموز وطنية”.

وهددت الحكومة في بيانها بمحاسبة المحافظ الحجري، الذي قالت إنه أصيب بالتخمة بسبب طول فترة شغله للمنصب.

وكان محافظ إب القاضي أحمد عبد الله الحجري، سبق الحكومة، في مرافعة تأريخية, كما وصفها كثر, قدمها يوم الثلاثاء في اللقاء الموسّع لحزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني والشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات الشبابية الذي شهدته الصالة الرياضية المغلقة بمدينة إب.

لقد خرج الحجري عن صمته ووضع رئيس الحكومة في قفص الاتهام.. وتلا الأحكام بعد عرض الفعائل. وأكد على ضرورة تعيين حكومة تليق بالشعب اليمني، وقادرة على الحفاظ على أمنه واستقراره .

وقال في كلمته: “أيها الأخوة قيادات وأعضاء المجالس المحلية والأخوة الوجهاء والمشائخ الأخوة الأعزاء المنظمات الجماهيرية والأحزاب الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة وبركاته .

دائما أنتم ترفعوا رؤوسنا وتشدوا ظهورنا في مختلف المواقف ومختلف المراحل خلال الفترة الماضية كنتم خير عون لنا في الحفاظ على أمن استقرار وسلمية محافظة إب طوال الفترة الماضية.

وفيما يخص الفترة الأخيرة في الأسبوع الماضي ، كنتم خير عون لنا في التحمل والصبر وعدم الانجرار إلى إدخال المحافظة في المهاترات والصراعات الجانبية الحزبية الضيقة التي لا تبتغي المصلحة العامة ولا مصلحة أبناء المحافظة وإنما مصالح محدودة لمجموعات محدودة لا تمثل حتى قواعدها في أحزاب المشترك، وشباب الساحات.

لقد تحملتم وصبرتم معنا حتى لا تنجر المحافظة إلى هذا المستنقع لكنكم تداعيتم بأسرع من البرق للرد على الاستفزاز الصارخ الذي أقدم عليه رئيس الحكومة يوم أمس عندما استقبل عصابة التقطع في الشوارع والأبواب، لا ندري ما وراء هذا التصرف الأحمق والغبي من قبل رئيس حكومة الوفاق الذي حول نفسه إلى رئيس لفريق الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق.

رئيس الحكومة هل انه لا يدرك بفعله هذا يستدعي معارضي الحكومة لأن يقوموا بنفس الأفعال فينصبوا خيامهم حول مقر الحكومة ويغلقوا أبواب الحكومة بالسلاسل والأقفال ؟.. ألم يدرك أنه يعطي الشرعية للاحتياجات المحيطة بمقر محافظة عمران، وأنه يجرم أي مواجهة لهم من قبل الجيش والأمن.

الأخ رئيس الجمهورية .. اليوم حصص الحق وفاض الكيل يجب أن تكون هناك حكومة يمنية تليق بالشعب اليمني، وقادرة على الحفاظ على الشعب وأمنه واستقراره .

هذه الحكومة التي أثبتت فشلها وعجزها وضعفها .. هذه الحكومة التي أصبحت حضناً دافئاً للمخربين والمجرمين وقطاع الطرق .

فخامة الرئيس لقد كنت رئيساً نريدك ان تكون قدرتك وشرعيتك منفذة على الجميع لا على المؤتمر الشعبي العام وحلفائه فقط ولكن على الفريق الآخر أيضا ، إما أن نكون بجانبك وسنداً لك في الحكومة يحكم الطرف الآخر بالشراكة فما تحكمنا أنت وإلا فنرجو أن تقف مع أصحابك كما هو واقف مع أصحابه .

فخامة الرئيس.. نطالبك اليوم بثلاثة أمور تجاه هذه الحكومة إما ان تعتزل أو تُعزل أو تُعتَقل” .

إلى ذلك قالت مصادر خاصة إن رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، رفض مقابلة قيادة أحزاب اللقاء المشترك في محافظة إب، بعد استقبال رئيس الحكومة لهم ، وأكدت المصادر ان الرئاسة أبلغت مشترك إب بأن الرئيس متمسك ببقاء الحجري محافظا لمحافظة إب حتى إجراء انتخابات للمحافظين عقب الانتخابات الرئاسية، وأنه لا يمكن إحداث أي تغيير في المحافظة خلال الفترة الراهنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى