مساحات رأي

مصير أنصار الله بعد انتهاء العدوان .. ماذا سيحدث لهم و كيف ستكون نهايتهم ؟!

 

الهوية – عابد المهذري.

الحوثيون لن يغادروا اليمن هاربين أو منفيين حتى و لو كان الوطن البديل هو الهجرة و اللجوء إلى سويسرا .. لذلك سيتشبثون بالوطن و يتمسكون بالبقاء فيه لأبد الآبدين .. لن يهربوا خوفا و طلبا للنجاة مثلما فعل خصومهم حين ولوا الأدبار للإقامة في دول الجوار و أوربا و شرق آسيا إثر سقوطهم بهزائم ميدانية و سياسية على يد الحوثيين الذين يتعرضون حاليا لحرب عدوانية من الداخل و الخارج هدفها اجتثاثهم من اليمن و هو سابع و ثامن و عاشر المستحيلات .

أنصار الله ليس لديهم أصدقاء في الخارج سيتكفلون بإيوائهم لو انقلبت الأوضاع ضدهم و لحقت بهم الخسارة .. حتى إيران لن تفتح أبوابها لهم و هم يعرفون و يدركون ذلك جيدا و طبيعة تكوينهم و بيئتهم المحلية و خلفية التكوين الفكري و الثقافي للأنصار مختلف تماما عن الآخرين مثل جماعة الإخوان و الدنابيع و القوى السياسية الليبرالية و المدنية المهيئة نفسيا و سلوكيا للعيش في منافي العمالة و الارتهان خارج الوطن الأم .

من هنا .. سيبقى الحوثيون قيادات و قواعد و كوادر داخل اليمن و فوق التراب اليمني و الأرض اليمنية .. يستمدون من التحامهم بالخارطة اليمنية تاريخيا و جغرافيا ؛ الصمود و القوة و إرادة البقاء و الثبات بصلابة جبال مران و نقم .. مهما كان حجم العواصف و التحديات و المؤامرات .

غير هذا .. الحروب لا تزيد الحوثي و أنصار الله إلا قوة و رسوخا و تمددا و نفوذا .. و كلما كانت الحرب عليهم أشد ضراوة و نقمة عدوانية .. فإنهم يخرجون منها أقوياء بذات القدر و أكبر .

من أول حرب داخلية ضدهم في صعدة عام ٢٠٠٤شنتها السلطات و القبائل المحلية .. إلى آخر الحروب التي يواجهونها حاليا مع أعداء خارجيين تشنها أكثر من عشر دول عربية و أجنبية .. يمكن قراءة النتائج و الأبعاد إذا ما أراد أي مراقب معرفة المصير القادم لأنصار الله .

باختصار شديد .. ما دام الحوثيون خرجوا من حروب صعدة و قد أصبحت قوتهم موازية لقوة الجيش اليمني من بعد ضعف و قلة كانوا فيها .. لن يكون غريبا أذا امتلكوا من القوة ما يوازي عدة جيوش معادية عقب انتهاء العدوان السعودي الأمريكي المتصهين الغاشم على اليمنيين جميعا شعبا و جيشا و إنسانا و مكتسبات وطنية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى