تقارير

أيها العالم الأبكم.. صلف “آل سعود” تجاوز كل الحدود

 

تشابهالهوية – خاص.

من بين العادات والتقاليد القبلية البالية والتي تعود جذورها إلى الجاهلية، هناك تقليد كان يجسد مدى رخص حياة الإنسان في النظام القبلي والعشائري، ويتمثل في قدرة القبيلة الأكبر على أن تسترخص حياة إنسان من قبيلة أخرى اقل عددا، وتقتله، في مقابل مبلغ من المال تدفعه إلى قبيلة القتيل، ثمنا لدمه.

هذه العادة القبلية الجاهلية البالية، تم استغلالها بشكل بشع من قبل القبائل الأكثر عددا ومالا، حتى قيل في ذلك: “اقتله وثمنه لن يكون أكثر من فلس واحد”، وهي إشارة إلى أن ثمن دم المقتول لا يكلف كل فرد من أفراد قبيلة القاتل سوى فلس واحد، لكثرة عددهم.

هذه العادة القبلية المتخلفة والبالية والجاهلية، يحاول النظام السعودي إعادتها، بكل قبحها مرة أخرى إلى الحياة كباقي العادات الجاهلية الأخرى، ليس على مستوى الفرد أو القبيلة، كما هو الحال داخل السعودية والمجتمعات المتخلفة الأخرى، بل على مستوى العلاقات الدولية، وهو ما يشكل وصمة عار على جبين المنظمات الدولية التي تدعي محاربة الظلم والعدوان والتمييز.

ففي إجراء جاهلي مقيت، يعكس مدى استهتار آل سعود بالحياة والإنسان، كما يعكس مدى صلف وغرور وعنجهية وتخلف هذه الأسرة، التي تستخدم عائدات النفط الضخمة، ومنذ أكثر من نصف قرن، لنشر الشرور والضغائن والأحقاد والتطرف والتخلف والتكفير والإرهاب في العالم اجمع، أعلن الملك السعودي سلمان أنه قرر منح الأمم المتحدة مساعدة قدرها 274 مليون دولار لتمويل العمليات الإنسانية في اليمن تلبية لنداء عاجل أطلقته المنظمة الدولية لمساعدة 7,5 مليون يمني يواجهون الموت والجوع بسبب العدوان السعودي السافر ضد الشعب اليمني!!.

ترى ماذا يمكن أن يوصف مثل هذا الموقف السعودي إزاء مأساة الشعب اليمني، وهي مأساة خلقتها السعودية بسياستها الكارثية في اليمن على مدى عقود طويلة، وبسبب القصف الجوي المستمر الذي يقارب الشهر، والذي أسفر عن استشهاد مئات الأطفال ومئات النساء وآلاف الجرحى؟، أليس هذه الموقف هو تجسيد للمنطق القبلي والعشائري الجاهلي المتخلف؟، ألا يؤكد الملك السعودي من خلال هذا الموقف أنه يحتقر الشعب اليمني ويقول له وبكل صلف: “إني أقتلك وادفع ثمن دمك ودفنك، ولا عزاء لك، فالعالم اخرس أبكم أمام مالي ونفوذي”؟

أليس من حق الشعب اليمني على المنظمة الدولية، أن ترفع الصوت عاليا في وجه السعودية وترفض المال السعودي القذر، وأن تقول لـ”آل سعود” لا نريد أموالكم، بل كفوا أيديكم وطائراتكم وعدوانكم عن الشعب اليمني، كفى هذا المنطق الجاهلي الوقح، كفى نفاقا، كفى إشهار أموالكم في وجوه الدول والمنظمات الدولية، أن أموالكم لم تمسح الدماء عن أيديكم ولا تجمل وجهكم القبيح، هل تعتقدون أن شعوب العالم ساذجة إلى هذا الحد لتصدق دموع التماسيح التي تذرفوها على الشعب اليمني ورئيسها “الشرعي” الفار والمستقيل والجبان.

ترى لماذا تحذر المنظمات الدولية من أن ألاف الأسر اليمنية فرت من منازلها بسبب والغارات الجوية، وتجد هذه العائلات صعوبة في الحصول على المياه والعلاج الطبي والمواد الغذائية والوقود؟، ومن الذي يقتل اليمنيين اغلبهم من الأطفال والنساء، ومن الذي يصيبهم بجروح والكثير منهم تسبب لهم بعاهات مستديمة؟، من الذي جعل اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعلن عن نقص كبير في الأدوية والمواد الغذائية والمحروقات في اليمن؟، من الذي  بين 120 و150 ألف شخص ينزحون داخل اليمن بسبب القصف وفقا للناطق باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة؟، أليست هي السعودية وطائراتها الجبانة وملكها الرؤوف، تحت ذريعة وقحة هي مساعدة الشعب اليمني!.

الملفت أن الصلف والعنجهية الفارغة صفة يشترك فيها كل المسؤولين السعوديين دون استثناء، ففي الوقت الذي تحذر المنظمة الدولية أن الأزمة الإنسانية في اليمن تقترب من حد الكارثة ، نرى الناطق باسم التحالف السعودي احمد عسيري يرد على الصحفيين الذين سألوه عن نتيجة القصف السعودي المتواصل وهل حقق غاياته بقوله: “نحتاج إلى الصبر والمثابرة ولسنا على عجلة من أمرنا”، فيما ترفض حكومته تقديم أي مساعدات إنسانية إلى الشعب اليمني وتفرض حصارا جويا وبحريا على “الشعب اليمني”!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى