استطلاعاتخاص الهويهعناوين مميزة

النساء المتسولات وفتيات البخــــور!! ..حقائق مؤلمة.. وخفايا تنذر بالخطر!!

النساء المتسولات وفتيات البخــــور!! ..حقائق مؤلمة.. وخفايا تنذر بالخطر!!

في ظل تدهور الاوضاع المعيشية في بلادناً برزت خلال العام المنصرم2011م  جملة من الظواهر السلبية الدخيلة على مجتمعنا  التي تبعث في أنفس الجميع الاسى والألم نتيجة ما تعكسه من مشاهد وصور تنذر بخطر كبير يحدق بالمجتمع اليمني خاصة في ظل تزايد وتوسع هذه الظواهر السلبية والتي منها ظاهرة تسول النساء وانتشار من يطلق عليهن بفتيات البخور!!

نحن في الهوية ومن خلال تحقيقنا هذا عملناعلى رصد جملة من الحقائق المؤلمة وكذا كشف عدد من الخفايا الخطرة لتوسع ظاهرة تسول النساء وانتشار فتيات البخور.. فإلى الحصيلة..

** أحمد المحـــفلي

[email protected]

20% من اليمنيين متسولون منهم نحو200ألف من الاناث !!

 قبل أن نلج إلى تفاصيل الحقائق التي تمكنا من كشفها في هذا التحقيق عن ظاهرة تسول النساء في بلادنا كان لا بعد من عرض نبذة مختصرة عن البداية الأولى لظهور هذه الظاهرة وكذا الاحصاءات لأعداد المتسولين في اليمن حيث أشارت الدراسات التي اطلعنا عليها إلى أن تاريخ ظهور ظاهرة التسول في اليمن يعود إلى عشرات السنين .

مشيرة أن أسباب ظهورها قد جاءت نتيجة انعدام المؤسسات التكافلية وعدم تطبيق قانون المساواة  بين المواطنين وكذا انعدام عدالة توزيع الثروات على مناطق البلاد من قبل قادة البلاد والمتحكمين بزمامها وهذا ما جعل مثل هذه الظاهرة تتوسع حيث أضحت مقولة (الفقير يزداد فقراً والغني يزداد غنى) ينطبق محتواها في أرض واقعنا.

وفي هذا السياق أشارت جملة من التقارير والاحصاءات والدراسات التي اطلعنا عليها أن عدد المتسولين في اليمن وصل قبل الأزمة الحالية  إلى نحو مليون ونصف المليون شخص من الجنسين بمختلف أعمارهم.

وبحسب تقديرات صادرة عن الأمم المتحدة في أحد تقاريرها الأخيرة أشارت أن الأزمات والتدهور الاقتصادي والمعيشي المخيف في اليمن قد دفع بنحو 40% من اليمنيين إلى تحت خط الفقر كما أشار التقرير الأممي إلى أن عدد المتسولين في اليمن يتزايد كل يوم من الجنسين ومن مختلف الاعمار في ظل الأزمة الطاحنة التي تعصف باليمن منذ أكثر من عام حيث  قدر التقرير المشار إليه عدد المتسولين في اليمن يزيد عن خمس سكان اليمن أي ما يقارب خمسه ملايين يمني ويمنية تقريباً .

وفيما يخص جانب الإناث موضوع تحقيقنا اشار التقرير الى التزايد الملفت في اعداد المتسولات في مختلف المدن اليمنية حيث قدرت أعدادهن بنحو 200ألف امرة يمنية لجأن إلى امتهان التسول بسبب الفقر والحالة المعيشية السيئة التي تنتشر بصور ملفتة  في محافظات الحديدة وصنعاء وبعض المناطق من محافظات اب وتعز وابين وشبوة وصعدة كما أشار التقرير إلى وجود الكثير من المتسولات اليمنيات في العديد من دول الجوار يفوق عددهن 3آلاف متسولة ..

يافعات يمتهن التسول!!!

ما زاد الشرخ اتساعاً وزاد هذه الظاهرة استفحالاً هو ان هذه الظاهرة لم تعد محصورة في شريحة الذكور أو كبار السن من طبقة الفقراء ومن رمتهم الظروف بنوباتها كما يعلم الجميع بل امتد إلى شريحة الإناث ومن مختلف الأعمار وهذا لاحظناه جليا أثناء قيامنا بجولة استطلاعية في العاصمة صنعاء فلا يكاد يخلو شارع أو جولة مرور أو سوق أو جامع  إلا ورأينا فيها مجاميع من النساء وبمختلف الفئات العمرية  تسال المارين والراجلين والراكبين  وعبر جملة من الأساليب المختلفة والتي لا تكاد تخفى على أحد.

حقائق مؤلمة!!

 الكثير من المشاهد التي رصدناها خلقت في أنفسنا الحزن والأسى لسوء الحال الذي وصلت إليه حرائر يمن الايمان والحكمة  حيث سطرنا بعضها على صفحات الهوية علها تجد طريقاً إلى ألي الأمر وصناع القرار أملاً في أن  يتخذوا القرارات الصائبة تجاه مثل هذه الظاهرة بما يحفظ على ابناء الأيمان والحكمة كرامتهم وشرفهم .

خلال تجولنا سجلنا استياء واسعاً في أوساط المواطنين من تزايد هذه الظاهرة في ظل سكوت الدولة عنها حيث عبر عدد من المواطنين عن حزنهم لما يشاهدونه من صور مؤلمة ومواقف يندى لها الجبين يتعرضن لها المتسولات كما عبروا عن استنكارهم الشديد لصمت الحكومة  حيال ذلك.

ذئاب تفترس المتسولات في شوارع العاصمة!!!

المواطن / محمد اسماعيل من سكان حي القاع في الأمانة تحدث إلينا بقوله: لا يكاد يمر علينا اسبوع واحد إلا ونسمع عن قصة أو رواية حدثت مع أحدى المتسولات فالكثير منهن فتيات في سن البلوغ وأكبر من ذلك ومن مختلف الأعمار يتسولن في كل مكان يطرقن الأبواب ويدخلن المحلات والبيوت  والعديد منهن قد تعرضن لمواقف مساومة على بيع شرفهن من قبل أناس لا يقلون وحشية عن الوحوش بل هم بمثابة الذئاب البشرية يستغلون فاقتهن وحاجتهن دون خوف لا من الله ولا من الناس فهم أناس ضمائرهم  تحجرت بل ماتت ولا رقيب ولا حسيب حسبنا الله ونعم الوكيل..

المتسولات: تفنن في طرق الغواية وأساليب الابتزاز!!

اما المواطن / علي أحمد سيف عامل في محل تجاري فقد أفاد لنا بقولة: العديد من المتسولات يجرين وراء ابتزاز الناس فهن لسن في حاجة للأكل او الشرب ولكن جعلن من التسول مهنة للنصب والكذب على الناس وجرجرتهم إلى الوقوع في الخطأ والعياذ بالله .

إلى ذلك اضاف المواطن / صالح عمر الرحبي بقوله: قلة من المتسولات يخرجن للفاقة والعوز والحاجة والكثير منهن يبحثن وراء ما لا يرضي الله ففي ظل انعدام الرقابة الاسرية والوضع المعيشي السيئ أصبحنا نرى فتيات يخرجن من بيوتهن وهن لابسات كل ما يلفت انتباه الشباب حيث يتبعن اساليب وطرق وصفها بالشيطانية منها بيع البخور والتعذر بعدم وجود حق المواصلات لديهن وغير ذلك من الاساليب الغير محتشمة  والهدف من وراء كل ذلك الحصول على المال ولو حتى بالتفريط والعياذ بالله في أنفسهن .

ماذا قالت المتسولات؟!!!

** وبعد سماعنا لجملة من آراء المتحدثين  فقد حاولنا في جولتنا الاستطلاعية الحصول على ما يثبت أو ينفي ما جاء في أحاديثهم  حيث  آلتقينا بإحدى  المتسولات  في شارع الزبيري وبصحبتها طفلان بدى عليهم الحال البائس  طبعاً بصعوبة شديدة استطعنا أن نحصل منها على القليل من العبارات المتقطعة وبلهجة حادة حيث  رفضت الافصاح عن اسمها واكتفت بالقول ..  منذ أكثر من ثلاث سنوات وهذا حالي مع أولادي بعد أن توفي زوجي عنا ولولا الفقر وجوع أولادي ما خرجت ولا سالت أحد وكنت مستعدة أموت ولا أخرج أسال.

 مضيفة : ليس كل المتسولات  صادقات وليس  الكثير كذابات  لكن والله الشاهد لو لا حاجتنا ما خرجنا ومن يظن أننا نكذب عليه زيارتنا ليلاً إلى نفق باب السباح وسيرى أين نسكن فلا بيت لنا ولا مأوى ولا مراعي سوى وجه الله  وأهل الخير..

** أما أم مازن أحدى المتسولات في منطقة باب اليمن  فقد صبت وابل من الشتائم على الحكومة والدولة كونهما من دفعتاها للتسول حيث قالت: لو عندنا حكومة ودولة تراعي المساكين  ما خرجنا للتسول  فلا ضمان اجتماعي لدينا ولا وظائف وليس لدينا من يكفينا سؤال الناس فالرحمة انتزعت من قلوب الناس والازمة جعلت الناس شديدين ولولا خروجنا للبحث عما يسد جوعنا لمتنا من الجوع في بيوتنا والله يجازي من كان السبب ….

فتيات البخور: نبحث عن المساعدة ونبيع البخور ؟!!

كانت الصدفة هي التي جمعتنا بفتاتين فعلاً هن ممن أشارت أحاديث المواطنين سالفة الذكر إليهن كنا في منطقة السائلة عندما رينا الفتاتين وهن يعرضن بضائعهن على ثلاثة من الشباب هن (بائعات البخور) كما يطلق عليهن اقتربنا منهما فعرفنا منهما أن الحاجة والفقر هو من دفعهن إلى الخروج لبيع البخور وكذا الكتيبات الدينية ومناديل الفاين وكذا البحث عن المساعدة كما أفادت إحداهما .

طبعاً بدت لنا الفتاتان بحالة جيدة من خلال مظهرهما الخارجي كما عرفنا من الشباب أن الفتاتين طلبتا منهم حق المواصلات وعندما لم يحصلن منهم على مساعدة عرضن عليهم  شراء  بخور يقمن ببيعه  وقد أكد لنا أحد الشباب الثلاثة  أن بائعات البخور منتشرات في العديد من مناطق الأمانة موضحاً أن مثل تلك البائعات قد أوقعن بالكثير من الشباب بهدف الحصول على المال ..

حاميها حراميها!!!

 ومن الحقائق المؤلمة التي تكشفت لنا في تحقيقنا هذا أشياء يندى لها جين السامع لم تكن بالحسبان ولم يتصورها عاقل ولم يقرها شرع ولا دين من تلك الحقائق ما شكته إلينا إحدى المتسولات التي رفضت الكشف عن اسمها طبعاً التقيناها في منطقة سعوان بأمانة العاصمة حيث أكدت لنا أن عناصر الجهات المعنية بمكافحة التسول في الأمانة كانت قبل فترة تقوم بحملات لملاحقة المتسولين والمتسولات حيث  قبض عليها في إحدى المرات واودعت سجن حيث بقت مسجونة لعدة أيام ولم يفرج عنها إلا بعد دفع مبلغ 15ألف ريال كغرامة جراء قيامها بالتسول.

مضيفة ان تلك غرامة تفرض تلك الجهة على من يتم القبض عليهم من المتسولات أو المتسولين  دون وجه حق  موضحة أن تلك المبالغ تقسم بين عناصر الجهة المشار إليها وما حملاتها التي كانت تقوم بها إلا من أجل استغلال المتسولين مادياً وكذا المتسولات كما كشفت لنا في حديثها  أن هناك جرائم كبيرة لم تفصح عن حقيقتها أو ماهيتها قالت أن عناصر تلك الجهة يقترفونها بحق الكثير من المتسولات فهم يعتبرونهن لا كرامة لهن ولا شرف حسب قولها لذلك يتعاملون معهن بطرق واساليب لا تمت إلى الاسلام بصلة..

على من تقع المسؤولية ؟!!!

حمل المواطنون المتحدثون إلينا الحكومة المسؤولية الكاملة عن معالجة ظاهرة التسول وغيرها من الظواهر السلبية التي قالوا : صحيح أنها تشوه منظر البلاد أمام الزوار الأجانب لكن الحكومة والدولة قد أصبحت هي نفسها من تتسول في الخارج وأوصلت الشعب إلى هذا الحال، كما أجمعوا على أن الوضع المتدهور الذي تعيشه البلاد منذ سنوات في مختلف المجالات هو من أفرز وخلق هذه الظواهر السلبية ..

خلاصة القول: التسول بؤرة لبيع الاعراض!!!

طبعاً هناك المئات بل الآلاف من المتسولات ينتشرن في معظم جولات وشوارع أمانة العاصمة وهناك أيضاً الكثير من القصص والأسباب والدوافع التي تقف وراء خروجهن للتسول ولا شك ولا ريب أن الفقر والوضع المزري الذي تعيشه بلادنا نتيجة الأزمة الطاحنة التي تعصف بها منذ سنوات تقف وراء كل ذلك.

لكن ولأن هدفنا من وراء تناول هذه الظاهرة هو كشف حقائقها المؤلمة وخفاياها المدمرة  للجهات المعنية في الحكومة حتى تقوم بواجبها في الحد من هذه الظاهرة التي تمثل  بؤرة للفساد الأخلاقي وستاراً يغطي الكثير من الجرائم التي تمس الشرف والكرامة  وتنتهك الحرمات دون رقيب ولا حسيب، فهل تتنبه حكومة الوفاق وفخامة الرئيس الجديد إلى هذه الجوانب الجد هامة؟ نتمنى ذلك..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى