اخبار سياسيةتقاريرخاص الهويهشريط الاخبارعناوين مميزةمحلية

الاتفاق السعودي الإيراني ومستقبل المنطقة .. تقرير مفصل

الهُوية نت || تقرير _ محمد علي العماد :

ما وراء الاتفاق السعودي الإيراني؟ ومن المستفيد؟ وما مستقبل المنطقة بعد هذا الاتفاق المشؤوم؟

يشير توقيع الاتفاق السعودي الإيراني في ذروة الصراع الروسي الصيني مع أمريكا وبريطانيا، إلى أن هناك من يضع خطط استراتيجية للتقليل من فاتورة الحرب التي يعمل الغرب والكيان الصهيوني على إشعالها في منطقة الشرق الأوسط .

الاتفاق السعودي الإيراني، الذي وقع برعاية صينية وتشجيع روسي، ودراية أمريكية بريطاني، خطوة أولى نحو مخطط غربي مدمر ينتظر المنطقة، ويراد منه تحقيق أهداف عدة ومن أهمها:

– تحييد السعودية.. وإخراجها عن أي نزاع قادم، وذلك ليس حبا فيها، ولكن من أجل الحفاظ على استمرار تدفق النفط إلى امريكا وحلفائهم، والحفاظ على استقرار أسعار النفط العالمي.

– رفع الضغط عن النظام الإسلامي في إيران، ومنحه فرصة لتحقيق تقدمات في برنامجه النووي، مقابل إيقاف طهران لدعمها العسكري لمحور المقاومة واستمرار تدفق النفط إلى الصين وحلفائهم ، والحفاظ على استقرار أسعار النفط العالمي.

– منح قطر مساحة كبيرة في الدبلوماسية، ومن ثم تجنيدها في تحويل حركات المقاومة السنية إلى العمل السياسي، مقابل الاعتراف بها دوليا ورفع العقوبات عنها.

– دعم نظام (بشار الأسد) في سوريا وإلهاء حركات المقاومة الشيعية بالعمل السياسي، نظير مغريات الاعتراف الدولي ورفع العقوبات، ليتم إخراجها إلى منطقة الحياد.

– افتعال عملية “إرهابية” كأحداث “11 سبتمبر”، وستكون هذه العملية تمهيدا لإشعال شرارة حرب فاصلة، تتجاوز الحرب الروسية الأوكرانية من حيث (الجغرافيا – الأطراف – الدمار – الضحايا).

– ستشهد رقعة الحرب العسكرية الميدانية أطرافا عدة، فالطرف الأول، سيمثله “الكيان الصهيوني” بالواجهة وفي الميدان، وتتكفل أمريكا وبريطانيا بالقيام بأدوار لوجستية عسكرية وسياسية. في حين ستكون الإمارات مصرف إسرائيل الحربي، وبقية دول “اتفاقية إبراهام” (مصر – الأردن – البحرين – السودان)، ستقوم بأدوار الخيانة، سياسيا وإعلاميا، حيث ستعمل على تثبيط عزائم الشعوب العربية، ولن تسمح لها حتى مجرد الشجب والتنديد بجرائم الكيان الصهيوني، وستجفف منابع الدعم والتمويل لمحور المقاومة، وستبرر هذه الدول مواقفها المخزية بأنها تعمل على حماية سيادتها والتزاما باتفاق “إبراهام” مع الكيان الصهيوني.

على الجانب الأخر من هذه المعركة، سينحصر محور المقاومة على (أنصار الله “اليمن” – حزب الله “لبنان” – فيلق القدس “إيران” – حماس والجهاد “فلسطين” – عصائب الحق “العراق”)، وهذه الأطراف ستكون في ميدان المواجهة، في حين سينحصر دور الدول (تركيا – إيران – العراق – لبنان – عُمان – قطر) على التنديد والشجب وهي محاولة لامتصاص غضب الشارع العربي والإسلامي والحيلولة دون انفجاره.

بالنسبة للقوى الدولية (روسيا، الصين) من جهة، و(بريطانيا، أمريكا) من جهة ثانية، فإن الصراع بينهما سينتقل على رقعة هذه الحرب، فكل طرف يسعى إلى استنزاف الطرف الأخر، وفي حال استطاع طرف حسم هذه الحرب، فإن القوى الكبرى ستنقل لعبتها الدموية بتوسيع جغرافية الحرب إلى بؤرة صراع أخرى في سطح المعورة، لتستمر الحروب التي لم تتوقف منذ اشعال بريطانيا لفتيلها بتأسيس الكيان اللقيط، وتوطين “اليهود” في فلسطين، ومن ثم قيام الحرب الباردة التي انتهت انهيار المنظومة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفيتي، لتنفرد أمريكا بالهيمنة على القارة العجوز (أوروبا) ومن ثم تقاسم أفريقيا، وتستولي أمريكا بنفط العرب وثرواتهم، لتزداد الأطماع الأمريكية البريطانية بالاستيلاء على ثروات روسيا، وتقاسمها فيما بينهما ومن ثم رمي الفتات على محميات أوروبا، لكن المفاجأة تمثلت باستيقاظ الدب الروسي من بياته الشتوي، ليظهر في صحاري ليبيا، ويستعرض عضلاته في سوريا، في بروفة سابقة لقيامه باستئصال الورم الذي زرعته أمريكا وبريطانيا وربيبتهما إسرائيل في أطراف الامبراطورية الروسية (أوكرانيا)، ومع عدم تحقيق النصر الصريح في هذه الحرب سيلجأ الطرفان للهروب بصراعهما إلى جزيرة العرب، غير أن المفاجأة التي ليست في حسبان قوى الاستكبار العالمي أن السحر سينقلب على الساحر، وأن اليمن سيمثل نقطة التحول، وهو من سيمتلك القدرة على تغيير خارطة التوازنات وإعادة هندسة المعادلات الدولية، وسيكون النصر يمانيا بإذن الله.

رئيس شبكة الهوية الإعلامية*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى