استطلاعاتعناوين مميزة

الحقائب المدرسية . .. هم طلابي و إهمال أبوي

 

images (2)

 

عاد العام الدراسي الجديد وعاد معه هم ثقل الحقيبة المدرسية، والتي عادة ما تزن عدة كيلوجرامات يحمّل الطلبة على ظهورهم الغضة، وهم في عز مرحلة النمو، مسببة عبئا يثقل حمله ومشكلة حقيقة تواجه كلا من الأبناء وأولياء الأمور على حد سواء، لاسيما في ظل تحذيرات من خطورة حمل الحقيبة الثقيلة على العمود الفقري وتسببها في آلام عضلية تعيق تحصيل الطلبة .

الهوية تسلط الضوء حول ذلك في سياق الاستطلاع التالي :

 

 

 

أكره أن أنجح

يقول ريان الحمادي 9 سنوات: في كل سنة أنجح بها وأنتقل لمرحلة أخرى أجد أن شنطتي المدرسية ازدادت وزناً، حتى أصبحت أخبر أمي أنني لا أريد أن أنجح بعد ذلك لأنني لم أعد أستطيع أن أحمل شنطتي، لكنني وجدت الحل وسأخبركم به ولكن لا تخبروا والدتي، فأنا أدخر من مصروفي شهرياً وأدفعه لابن الجيران كي يحمل لي شنطتي يومياً من وإلى المدرسة، فهو يدرس معي نفس الفصل من دون أن يرانا أحد.

و يقول أحمد علي – 8 سنوات: أشعر أنني أصبحت أكره المدرسة بسبب الشنط الثقيلة، وطالما فكرت بطرق كثيرة لأتخلص منها، ولكنني لم أجد أنسب من أن أتظاهر يومياً بأنني ما زلت اشعر بالنعاس وأنا أنزل الدرج، فيهرع والدي لحمل شنطتي لخوفه ألا أقع بسبب ثقل الشنطة، ولكن هذه الخطة لا تنطلي على والدي يومياً، لذلك ما زلت أبحث عن خطة بديلة.

 

كثرة المواد والكتب المطلوبة السبب

من جهته يتذمر ولي الأمر أحمد سالم من هذه المشكلة، التي تعود للظهور مع مطلع كل موسم دراسي ويقول «بسبب كثرة المواد والكتب المطلوبة، يضطر معظم أبنائنا إلى حمل حقائب ثقيلة والتنقّل بها يوميا بين المنزل والمدرسة، ما يتطلب منا كأهل التدخل عمليا ومحاولة المساعدة، فأنا شخصياً أضطر لاصطحاب ولدي وحمل الحقيبة عنه، بل وإدخالها معه لغاية الفصل يومياً ذهاباً وإياباً.خوفا عليه من ضرر ثقلها، فهو كتلميذ لا يستطيع الاستغناء عما فيها من كتب ومناهج».

 

مشكلة يعاني منها الطلبة والأهل على الدوام

وتقول ليلى أم لطالبة في الصف السابع، إن ابنتها تعاني من ثقل الحقيبة المدرسية «هذه مشكلة يعاني منها الطلبة والأهل على الدوام، ولا نعرف من المتسبب فيها، هل سياسة المدرسة هي المسؤولة؟ أم زحمة الجدول اليومي للتلميذ؟ أم عدم توافر أسلوب علمي حديث في نظامنا التعليمي؟»، متسائلة «لماذا لا توجد هذه المعضلة مثلا فـي مدارس الـدول الغربيـة، لماذا لديهم نمط مختلف في التعليم لا يعتمد على كثرة الكتب وثقل الحقائب واشتراط الواجبات اليومية التي تحمّل الطالب فوق طاقته؟».

وتضيف «قد يقول البعض إن الحقائب المسحوبة بعجلات رغم حوادثها المتعددة قد تخفف شيئاً من المسألة، ولكن يفوتهم أن طلبة الحلقة الثانية في التعليم، ونظرا لبلوغهم سناً حرجة، يشعرون بالحرج من سحب الحقيبة كالصغار، لذا يفضل معظمهم تلك الحقائب المحمولة على الظهر أو الكتف، ما يجعل من ثقلها هما على الأبناء وذويهم».

 

 

الآباء لا يحرصون على جوانب السلامة

ويقول عبد الرحمن سعيد ( تربوي  إن معظم الآباء لا يحرصون على جوانب السلامة عند شراء الحقائب المدرسية، وربما قد لا يتبادر لذهن الكثير منهم ضرورة مراعاة عدد من الإرشادات الصحية عند شرائها، فكما تشير الأكاديمية الأميركية لجراحي العظام (AAOS)، فإن أفضل الحقائب المناسبة لطلبة المدارس هي حقائب الظهر التي تحمل على الكتفين.

وأضاف سعيد أن المدارس ذاتها تنصح باختيار الحقائب ذات الشريطين العريضين والتي بها خاصية الإطالة والتقصير، ويفضل أن تكون الأشرطة والحقيبة مبطنة لتخفيف الضغط على الجسم، كما ينصح باختيار الحقائب التي تمتلك حزاما حول الخصر لاستخدامه عند الحاجة.

وأوضح سعيد أنه يجب عند اختيار الحقائب ذات الأوزان الخفيفة والابتعاد عن الأحجام الكبيرة، وكقاعدة بسيطة فيجب ألا يزيد طول الحقيبة عن ثلاثة أرباع طول ظهر الطفل.

فيما لا يكفي شراء الحقيبة المناسبة وحده للحفاظ على سلامة الطفل، والاكتفاء بذلك، بل من الضروري التقيد بالطريقة السليمة لحمل الحقيبة، فلا بد من حمل الحقيبة على كلا الكتفين لتوزيع الثقل وتخفيف الضغط على العضلات والمفاصل، وتجنب حملها على كتف واحدة كما يفعل ذلك الكثير من الطلاب والطالبات.

ولفت سعيد  إلى أهمية شد شريطي الكتف إلى الظهر من خلال الحزام المثبت بها، وهذا يساعد أيضا في توزيع الثقل على الظهر، ولكن يجب التنبه إلى عدم شدها بشكل كبير، في إشارة إلى ضرورة الموازنة فيما بينهما.

وأشار سعيد  إلى أن التنظيم الجيد لمحتويات الحقيبة يساعد على حماية ظهر الطفل والعضلات، حيث يجب مراعاة وضع الكتب والأدوات الثقيلة داخل الحقيبة بمحاذاة الظهر، والتأكد من وضع الأدوات الحادة والبارزة بطريقة سليمة.

وأشار سعيد  إلى أهمية التأكيد على الوالدين بعدم تحميل أولادهم حقائب بأغراض لا لزوم لها، والاكتفاء بالكتب والأدوات وفق الجدول الدراسي اليومي، وكقاعدة للسلامة فالمفترض ألا يزيد وزن الحقيبة عن 15 في المائة من وزن الطفل.

 

أضرار الوزن الزائد والحمل الخاطئ

حمل حقيبة المدرسة زائدة الوزن يعرض الطالب لآلام الرقبة والذراعين والكتفين والظهر حتى القدمين.

و أكدت الدراسات أن نسبة الإصابة بأمراض الظهر لدى الأطفال حاملي الحقائب الثقيلة على إحدى الكتفين تبلغ 30 في المائة وتتناقص هذه النسبة إلى 7 في المائة فقط في حال حملها على كلتا الكتفين.

وأثبتت الأبحاث أن حمل الحقيبة على كتف واحدة يسبب انحناء جانبيا وقد يؤدي إلى مشي الطفل بطريقة مختلة غير طبيعية.

وتؤكد الدراسات أن الثقل الزائد للحقيبة المدرسية يؤدي إلى تحدب الظهر إلى الأمام ما يؤثر على شكل الجسم بصفة عامة وعلى العظام وطريقة الحركة بصفة خاصة.

وتقول الأبحاث الطبية إن الحقيبة المدرسية زائدة الوزن وحملها الخاطئ تسبب ضغطا على القلب والرئتين نتيجة لتشوه الهيكل العظمي والعمود الفقري على شكل حرف «C» ما قد يستدعي التدخل الجراحي.

 

 

 

 

 

 

خطر بالغ

وأكدت دراسة أمريكية لجمعية العناية بالظهر « Backcare “ أن نصف أطفال المدارس معرضون للإصابة بآلام في الظهر عند بلوغهم سن الرابعة عشرة.

ولفتت الدراسة إلى أن مشكلة الأطفال كبيرة وهي أخطر كثيرًا من مشكلة الكبار، لأن عضلات الطفل تمسك في العمود الفقري الذي يكون في مرحلة النضج التكويني، وعندما يتأثر هذا النضج بالإجهاد والضعف المتصل يؤدي إلى انحناءات بالعمود الفقري، الأمر الذي يترتب عليه مشاكل خطرة عندما يصبح الطفل شابًا .

ولوحظ أن أكبر نسبة من الشباب الذي يعفى من الخدمة العسكرية وغير اللائق للكليات العسكرية بجميع أنواعها، كان بسبب التشوهات الخطيرة في العمود الفقري والعظام، والتي مصدرها العادات الخاطئة في الطفولة ، فمن المعروف أن أي طفل يحمل ثقلاً على ظهره يضطر إلى وزن نفسه أثناء المشي، بالانحناء للأمام، وهذا يؤدي على تقوس في العمود الفقري، ومع مرور الوقت يصاب بجميع أنواع التقوس.

 

احتياطات أســـــــــاسية:

يقول طبيب العلاج الفيزيائي الدكتور احمد ناصر انه “يجب على المدارس إتباع إرشادات معينة من أجل مساعدة التلاميذ على تجنب أي أوجاع للظهر. وتتمثل أهم هذه الإرشادات بضرورة أن لا يتخطى وزن الحقيبة أكثر من 10 إلى 15% من وزن الطالب”. ويعتبر أن حمل الشنطة المدرسية على الكتفين أمر أساسي ليتوزع الوزن تلقائيا على الجسم لأن حملها على كتف واحد يؤدي إلى تقوس الظهر. وحمل حقيبة ثقيلة يؤثر سلبا في عضلات الظهر والرقبة والأكتاف ما يتسبب في آلام وتشنج عضلي. وينصح الأهل بأن يشتروا حقائب لأطفالهم بحمالات محشوة كي لا تضغط الحقيبة على عصب الأكتاف وتتسبب في تنميل في اليدين.

يوافقه الرأي الدكتور علي احمد  بقوله أكثر من 50% من الأطفال يشعرون بأن الحقائب المدرسية التي يحملونها ثقيلة جداً على ظهورهم». والسبب يعود إلى كثرة الكتب الدراسية المقررة في كل فصل. ويضيف «إذا اعتاد الطفل حمل حقيبة مدرسية ثقيلة جداً، فإن ذلك يؤثر على صحة ظهره طوال حياته بسبب الإصابات التي تصيب الظهر في سن مبكرة ولا تظهر أعراضها إلا عندما يكبر، وذلك من قبيل انفتال العنق وانفتال الكتف وانفتال الحوض الذي يتجسد في حدوث تشنج مؤلم لعضلات الرقبة أو الكتف أو الحوض .

يُشير الدكتور علي احمد إلى أنه يُعاين حالات من هذا النوع بشكل يومي ودائم في عيادته لدى كثير من المرضى الذين يُراجعونه، والذين يشتكي أغلبهم من التواء الكتف أو الرقبة أو حتى من حالات تلف بالأعصاب تتحول فيما بعد إلى آلام تُلازم الشخص بقية حياته. ولذلك فإن الحل لتفادي هذه المشكلات الصحية، حسب الدكتور جيفيتز- هو الحساب. فالحقيبة المدرسية ينبغي أن لا يتعدى وزنها ما بين 10% و 15% من وزن جسم الطفل.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى