تقاريرخاص الهويهشريط الاخبارعربي وعالميعناوين مميزةمحلية

تقرير بريطاني: الرياض تخسر الرهان وتتفق مع صنعاء في مكة المكرمة

الهُوية نت || ترجمة _ الهوية _ تحرير عبده عطاء :

سلطت مجلة (إيكونوميست) البريطانية الضوء على إقرار السعودية علنا بفشل رهاناتها في عديد الملفات الخارجية أبرزها اليمن وسوريا.

وأورد التقرير أن السعودية أنفقت، على مدى العقد الماضي، عشرات المليارات من الدولارات للإطاحة بنظامين معاديين، هما نظام (الأسد) في سوريا، ونظام (أنصار الله) في اليمن، لكنها على وشك الاعتراف الرسمي بفشل المحاولتين في الأشهر المقبلة.

كان السعوديون من أوائل المؤيدين للانتفاضة ضد (الأسد)، وأرسلوا الأسلحة والأموال إلى المعارضين السوريين. وحتى بعد انتصار (الأسد) رفض السعوديون إعادة العلاقات معه. لكن اليوم الأمر مختلفٌ جدا، فالسعوديون لم يعودوا مُصرّين على ذلك، ويعتقد دبلوماسيون أن السعودية يمكن أن تعلن عن تقارب مع سوريا في قمة جامعة الدول العربية المقبلة، والتي عادة ما تُعقد في مارس.  لكن التقرير أكد أن استعادة العلاقات مع (الأسد) لا تعني أن السعوديين سيضخون الأموال لإعادة بناء سوريا المدمرة.

أما في اليمن، فالتغيير المتوقع في سياسة السعودية أكبر بكثير، حسبما تشير إليه المجلة البريطانية، التي أكدت أن استمرار التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن لـ(ثماني) سنوات غير حاسمة، أغرق اليمن في أزمة إنسانية، إذ يُقدر أن (تسعة عشر مليون) يمني بحاجة إلى مساعدات غذائية للبقاء على قيد الحياة؛ وأن (ثلاثة أرباع) اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر.. كانت الحرب مكلفة للسعوديين أيضا، إذ أنفقت المملكة عشرات المليارات من الدولارات، وتشير بعض التقديرات إلى أن كلفة الحرب في الفترات الأشد قتالا تصل إلى مليار دولار في الأسبوع..

ولذا يتفاوض السعوديون حاليا على صفقة تسمح لهم بالانسحاب من اليمن، ربما يتم توقيعها في الأشهر المقبلة، وربما في مدينة مكة المكرمة قرب عطلة رمضان، التي تبدأ هذا العام في أواخر مارس.

وبحسب التقرير فإن الصفقة لن تزيل (أنصار الله) من السلطة ولن تنهي الحرب في اليمن، لكنها ستمنح السعودية تأكيدات بأن حكومة صنعاء ستتوقف عن الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ عبر الحدود. مشيرا إلى أن إنهاء السعوديون لحربهم في اليمن لا يعني أنهم سيبذلون الكثير لتمويل جهود إعادة الإعمار، والتي يقدر البنك الدولي كلفتها بنحو (خمسة وعشرين مليار) دولار.

فالعديد من المسؤولين السعوديين يسمون الحقبة القادمة بأنها عصر “السعودية أولاً”، أي عصر إنفاق الأموال في الداخل وتقليص تشابكات السياسة الخارجية، خاصة تلك الفاشلة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى