العليمي في عدن .. عودة يتيمة في وقت حرج .. قراءة تحليلية

الهُوية نت || تحليل _ عاجل القاسم :

وصل رئيس ما يسمى المجلس القيادي رشاد العليمي إلى عدن بعد منعه مرات عدة من قبل الانتقالي، يأتي ذلك في وقت تشهد فيه المدينة ترتيبات من شأنها إنهاء سيطرة ميليشيا الانتقالي، وخصوصا بعد تسليم مهام الأمن لأحد أبرز رجال صالح وحارسه الشخصي ..

الصورة والكيفية التي ظهر بها رئيس ما يسمى المجلس القيادي رشاد العليمي إلى مطار عدن تضع الكثير من علامات الاستفهام حول مآرب الرياض من إعادته في هذا التوقيت رغم رفض الانتقالي المتكرر لذلك وكذا وصوله بدون الزبيدي ومن دون استقبال حكومي.. سياسيون يؤكدون أن عودة العليمي الحالية تأتي ضمن جملة إجراءات يتخذها التحالف لإعادة ترتيب أوراق تحالفاته في المحافظات المحتلة، مشيرين إلى أن رجل الأعمال الحضرمي المحسوب على اللجنة الخاصة السعودية حسين بن شعيلة والذي ظهر خلف العليمي لدى وصوله هو المرشح لرئاسة حكومة جديدة ستعلن في غضون أيام..

على الصعيد ذاته فجر العليمي جدلا في صفوف الفصائل الجنوبية مع اعادته ابرز رجال عفاش لتولي مهام تأمين عدن، حيث كان امين الهدوي الحارس الشخصي للرئيس الاسبق عفاش قد استقبل العليمي لدى وصول مطار عدن، ووفق مصادر سياسية فإن  الهدوي  تسلم رسميا مهام تأمين مديريات في عدن ابرزها مقر اقامة  العليمي في المعاشيق..

وبحسب محللين فإن عودة العليمي إلى عدن قد تأخرت عقب خلافات داخل المجلس الرئاسي أعلن عنها خلال جلسة حوار استضافها معهد الشرق الأوسط بواشنطن، كما أن عودته اقتصرت على نائبه المحرمى وليس الزبيدي، كما سبق وأن وعد في وقت سابق، ما يعني فشل مساعي تسوية خلافات الفرقاء واكتفاء دولتي التحالف بممثل لكلاهما في الداخل وتجميد عضوية البقية حتى إشعار آخر..

وتشكل عودة العليمي ضربة سعودية للمجلس الانتقالي الذي كان قد عارض عودة العليمي واشترط عودة رئيسه عيدروس الزبيدي الذي يمكث في ابوظبي بإقامة جبرية مفروضة من الرياض.

الأمر الذي يؤكد أن السعودية والإمارات تديران المشهد بمزيد من الاهتراء وإشعال جذوة العداء والخصومة بين تلك الأدوات لضمان تنفيذ أهداف القوى الدولية والاقليمية وإعادة ترتيب التحولات الجديدة من خلال اقصاء بعض الأجنحة وإفساح المجال لصالح أطراف أخرى وتوسيع قاعدة الصراع الذي يتزامن معه أيضا المزيد من التفكك السياسي والمجتمعي..