ماذا حملت بنود اتفاق صنعاء والرياض ؟ قراءة تحليلية
الهُوية نت || تحليل _ عبده عطاء :
بثت المفاوضات الأخيرة بين صنعاء والرياض بوساطة عمانية الروح في جسد السلام، وأحيت الآمال بانفراجة في الملفين الاقتصادي والإنساني، حيث جرى الاتفاق ما بين صنعاء والرياض على تمديد وقف إطلاق النار، بعد قبول الرياض بتلبية مطالب صنعاء في ما يتّصل بالملفات الإنسانية، وعلى رأسها ملفّ رواتب موظفي الدولة، الذي يعد أولويات الشارع اليمني.
بحسب مصادر مطلعة فإنه سيتم صرف المرتبات، وفقاً لكشوفات العام (ألفين وأربعة عشر)، وبالعملة الصعبة، على أن تحملها طائرة خاصة شهرياً إلى العاصمة اليمنية صنعاء، فيما سيتمّ توسيع وجهات مطار صنعاء الدولي لتشمل كلّاً من (مصر وقطر والأردن والهند وماليزيا)، كما سيتم رفع جميع القيود عن دخول الواردات إلى ميناء الحديدة.. وفي حين تعتقد مصادر سياسية بأن اللمسات الأخيرة توضع لبدء تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين صنعاء والرياض، إلا أن الشارع اليمني ما يستطيع أن يلمسه سوى خطوات إيجابية تحققت، بالرغم من أنه كان هناك تعثرات في المفاوضات.
ربما أن سنوات الحرب الثمان، وما حملت به هذه الحرب من وحشية مفرطة للتحالف الذي تقوده السعودية وارتكابه لأفظع الجرائم بحق الإنسانية، وإطباق الحصار القاتل على الشعب اليمني، والمواقف الدولية المتحيزة لـ”دفتر الشيكات”، إضافة إلى عوامل أخرى تحولت معها اليمن لأسوأ كارثة إنسانية في العالم، اقتربت نسبة الثقة لدى اليمنيين إلى الصفر، بشأن انفراج أزمتهم وانتهاء الحرب التي دمرت بلدهم.
رغم أعاصير اليأس التي اجتاحت الشارع اليمني، وزوابع القنوط التي بعثرت آمال السلام وإيقاف الحرب الجهنمية، إلا أن الهدوء حلّ بعد العاصفة، وليس قبلها، لذلك لم يكن سلبيا ولا إيجابيا، لكنه سبق “ريح السلام”، التي هبت من الرياض، خالية من غبار “المرتزقة”، تحمل وفد “سلطان عمان” على بساط الموافقة على شروط صنعاء التي تمسكت بموقفها الحريص على تحقيق سلام مشرف لكل اليمنيين، وهو ما أكده عضو وفدها المفاوض (عبدالملك العجري) الذي استبق تنفيذ بنود اتفاق صنعاء والرياض، بتأكيده في تصريحات على (تويتر) قائلا: “بنفس عزيمتنا في الحرب نجتهد في البحث عن السلام، لكن السلام الذي يليق بالشعب اليمني وبتضحياته وبسالته، سلام لكل اليمن ولكل اليمنيين وليس لفئة أو حزب أو طائفة أو منطقة”.