تحليلاتخاص الهويهشريط الاخبارعناوين مميزةمحلية

روسيا تعترف بشرعية صنعاء وتفتح النار على أمريكا الانتهازية .. قراءة تحليلية

الهُوية نت || تحليل _ عبده عطاء :

ربما يدرك السواد الأعظم من سكان الكرة الأرضية أن مجلس الأمن الدولي لم يتم تأسيسه وإنشاءه إلا ليكون أداة بيد أمريكا وبريطانيا لقمع الشعوب وقتل إراداتها نحو التحرر، ولم يكن مجلس الأمن، يوما باباً من أبواب التسويات ومعالجة القضايا العالقة إن لم تكن هناك رغبة أمريكية.

سيبقى مجلس الأمن وكرا لـ”المؤامرات” المستمرة ضد اليمن وغيره من الشعوب الحرة، ومجلس الأمن الدولي، هو من شرعن الحرب الوحشية على اليمن، وأباح دماء اليمنيين الأبرياء، وهو من تبنى ودعم سياسة الحصار وتجويع أطفال اليمن، وفقا لتأكيد المبعوث الأممي السابق إلى اليمن (جمال بنعمر) الذي قال إن “مجلس الأمن لم يساعد اليمن وقد تبنى قرار (اثنين وعشرين خمسة عشر) الذي يطلب من أنصار الله الاستسلام لحكومة الفنادق في الرياض، وهذا غير واقعي”.

في أعقاب استماع مجلس الأمن في جلسته الأخيرة، لإحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن (هانس غرودنبرغ) التي قدمها من العاصمة اليمنية صنعاء، كان الطرح الأمريكي والبريطاني وكذلك السعودي والإماراتي تفوح منه رائحة الهزيمة التي لا يريدون الاعتراف بها محاولين المغالطة والظهور بموقف المنتصر، ولربما كان حديث مندوب السعودية في مجلس الأمن “بأن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أصبح أمراً ملحا” عبر عن الهزيمة القاسية، لاسيما وأن الرياض أكثر من يحتاج لإيقاف الحرب، ووفدها لم يكن قد مضى على مغادرة صنعاء سوى ساعات معدودات.

بعيدا عن بكائيات المجرمين، جاءت كلمة المندوب الروسي محرجة وفاضحة للغرب، وأدواته، حيث كشفت خبث المؤامرة وحجم الانتهازية الغربية، والهدف الحقيقي من الموافقة على إيقاف الحرب على اليمن.

خلال سنوات الحرب على اليمن، لطالما فضلت روسيا البقاء في المنطقة المحايدة، لكن مع اكتوائها بنيران الغرب المتوحش في “أوكرانيا”، بدأت الافصاح عن شيء من الحقيقة، حيث اعترف المندوب الروسي لدى مجلس الأمن، بشرعية حكومة صنعاء، وفي المقابل شنّ هجوماً عنيفاً على أمريكا وبريطانيا وفرنسا التي وصفها بالانتهازية في الحرب على اليمن، وتأكيده لـ”مؤشرات مُتزايدة بأن هدف الغربيين ليس التوصل لحل شامل في اليمن بل تصدير الثروات النفطية اليمنية إلى الأسواق العالمية فحسب.. موضحا بأن “هذه الأساليب الانتهازية خطيرة جدا”.

وقال النائب الأول للمندوب الدائم لروسيا في الأمم المتحدة، (ديمتري بوليانسكي): “يجب على المجتمع الدولي أن يفعل كل ما في وسعه لإعادة السلام إلى اليمن. في الوقت نفسه، نشهد المزيد والمزيد من الدلائل على أن زملائنا الغربيين يرون هدفهم النهائي ليس في تسوية شاملة وطويلة الأجل لعدد كبير من المشاكل التي تواجه اليمن والتي تؤثر بشكل مباشر على الدول المجاورة “.

وأضاف: ” لا يمكن تحقيق الاستقرار إلا من خلال الحوار المباشر مع صنعاء، التي أصبحت لفترة طويلة، حقيقة موضوعية، لتوازن القوة العسكري السياسي القائم “.

واستطرد قائلا: “الدول الغربية تمارس الانتهازية بتركيزها على الحصول على النفط والغاز اليمني، ونعتبر هذا النهج الانتهازي الغربي خطير جداً، وضار بالسلام المستدام في اليمن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى