تقاريرخاص الهويهشريط الاخبارعربي وعالميعناوين مميزةمحلية

القوات الأجنبية في البحر الأحمر.. أهداف مضمرة ومواقف مرتبكة

الهُوية نت ||  تقرير _ عادل القاسم :

تسعى الدول الاستعمارية عبر أطماعها اللا متناهية التحكم والسيطرة على المواقع الاستراتيجية في العالم على حساب الشعوب التي لها الحق في التصرف بمواقعها وأراضيها..

فالتنافس العسكري بين القوى العظمى في البحر الأحمر يُنظر إليه بوصفه امتداداً للأطماع الاستعمارية القديمة، ولكن في قوالب جديدة هيأتها شواغل أمنية وأزمات سياسية اقتحمت غمارها فواعل دولية وإقليمية متعارضة جعلت المنطقة وسطًا للتفاعلات الناعمة والعنيفة بين تلك الأطراف.

وبحسب محللين سياسيين فإن تواجد القوى الغربية في البحر الأحمر يأتي في إطار تسابق النفوذ في المنطقة التي تشهد بوادِر عودة تشكيل المِـحور الشرقي، فقد غابت دول عظمى كروسيا والصين والهند عن تشكيلة القوات متعددة الجنسيات كما غابت دول عربية وأفريقية رغم أنها تشاطئ مسرح عمليات تلك القوات التي أسندت لنفسها مهمة المشاركة في تعزيز الأمن في نحو 3.2 ملايين ميل مربع من مياه أعالي البحار بما فيها أهم ممرات الشحن بمنطقة غرب المحيط الهندي..

لقد أفرزت الصراعات المسلحة على ضفتي البحر الأحمر وخليج عدن، جماعات عنف عديدة، رهنت نفسها لقوى خارجية، كما يمثله الوضع الراهن في الصومال واليمن، غير أنَّ وضع اليمن يبدو أكثر وضوحًا فالحرب المستمرة منذ سنوات انتجت وكلاء محليين يبسطون سيطرتهم على مساحة كبيرة من الجغرافيا لحساب القوى الخارجية.

إن تقاسم وكلاء السعودية والإمارات النفوذ على معظم الشريط الساحلي لليمن، جعله ضمنيا تحت الهيمنة الغربية ولم تعد هناك حاجة لاجتياح تلك المناطق وإنما تأكيد خروجها عن السيادة اليمنية ومواجهة احتمال تحريرها، لتبقى الحديدة وما تلاها من السواحل الحرة ضمن دائرة التهديد العسكري الأمريكي الصهيوني المباشر لأنها تمنع سيطرة القوات الأجنبية على كامل البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، وتحول دون تثبيت وجودها في السواحل الاستراتيجية والقريبة من مواقع النفط اليمنية وموانئ تصديره.

ويرجح سياسيون أن واشنطن وحلفها أحسوا بالخطر بعد نجاح صنعاء في منع نهب النفط اليمني، فعادوا إلى الواجهة بتحركاتهم الأخيرة في البحر الأحمر وما يترتب عليها من تداعيات أبرزها اندلاع معركة بحرية لها بدأت إرهاصاتها تلوح في الأفق، فالسلوك العدواني الأمريكي وتواجد قواتهم في المياه اليمنية يعد ممارسات غير قانونية وبلطجة دولية من شأنها أن تستفز ملايين اليمنيين الرافضين لاستمرار التواجد الأجنبي الاستعماري على الأرض اليمنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى