تحليلاتخاص الهويهشريط الاخبارعناوين مميزةمحلية

مسارات تفكيكية ترسم نهاية مليشيا تحالف الاحتلال في اليمن

الهُوية نت || تحليل _ عادل القاسم :

أفادت مصادر إعلامية بأن القيادات الميدانية لميليشيا الاصلاح بدأت عملية إجلاء واسعة لعائلاتها من مدينة مأرب، بالتزامن مع تسارع وتيرة الأحداث التي ضربت المدينة خلال الأيام الماضية والتي اُعتبرت مؤشرا على مساعي تحالف الاحتلال تسليم المدينة لخصوم الإصلاح ..

الوضع في مأرب يزداد تعقيداً ويمضي باتجاه الانهيار المرعب، حيث ترزح المدينة تحت وطأة المواجهات المستمرة بين المليشيات الموالية لتحالف الاحتلال، والاغتيالات المنظمة التي طالت رموز وقيادات الإصلاح..

تسارع وتيرة الأحداث دفعت قيادات عسكرية وسياسية لإجلاء عائلاتهم عن المدينة التي تعد آخر معاقل الإصلاح شمال البلاد، وسط ترتيبات لتسليم مأرب لخصوم الحزب وأبرزهم الانتقالي الجنوبي الذي دفع بقواته إلى مديرية  حريب على تخوم المدينة.

في الجهة الأخرى، كشفت مصادر عسكرية عن تحركات يجريها طارق عفاش قائد ميلشيا الإمارات في الساحل الغربي لضم مدينة الخوخة والانقضاض على ما تبقى للإصلاح هناك، وإعادة نشر قواته في المديرية التي كان قد انسحب منها محاولا تبرير عملية ابتلاعها بالحديث عن خطط للمجلس القيادي.

تزامن تحركات لفيف مرتزقة الإمارات يكشف عن توجه جاد من قبل التحالف لمباشرة تفكيك فصائله وتعميق الشقاق والصراع بينها، قبل أن يقوم بتغليب طرف الانتقالي وميلشياته على الإصلاح وتفجير الوضع عسكريا في مأرب.. وبحسب مراقبين فإن إعلام التحالف يجتهد على تحميل صنعاء مسؤولية تلك الفوضى كأحد أساليبه لصرف الأنظار عن رعايته وإشرافه المباشر على إشعال الصراعات بين فصائله ومخططه الكبير لتمزيق النسيج المجتمعي اليمني.

إن مسارات التحالف التي كشفها مسلسل الاقتتال الدموي بين فصائله من شبوة وأبين وعدن ولحج وأخيراً مأرب، هي مسارات تفكيكية وليست تكتيكية في سياق الحرب، وهي بذلك قد رسمت نهاية دراماتيكية لفصائلها التي تلفظ أنفاسها الأخيرة.

لطالما استخدمت دول التحالف في تعاملها مع فصائلها باليمن استراتيجية إعادة التدوير، لضمان سيطرتها على تلك الأدوات، لكنها هذه المرة تحولت لضرب بعضها البعض واستنزافها لإضعاف وتسهيل التخلص منها وتقديمها كراقبين للخلاص من لعنة الهزيمة في اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى