تحليلاتخاص الهويهشريط الاخبارعناوين مميزةمحلية

السعودية تدعو للحوار السري بعد سنوات من الحرب العلنية .. قراءة تحليلية

الهُوية نت || تحليل _ عادل القاسم :

تناقلت وسائل إعلامية محلية وعربية أنباء عن دعوة وجهتها السعودية إلى الرئيس المشاط، لزيارة الرياض بهدف إجراء مفاوضات سرية بشأن الحل في اليمن، غير أن تلك الدعوة لم تحظى بالقبول المطلوب من قبل سلطات صنعاء خصوصاً وقد دعت لمباحثات سرية بعد سنوات ثمان من الحرب العلنية على اليمن.

بطاقة الدعوة التي حملها الوفد السعودي إلى صنعاء والمتضمنة رغبة الرياض في استضافة رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط، ما كان لها أن تحظى بالقبول خصوصا وأن هدفها إجراء مفاوضات سرية بشأن سنوات من الحرب العلنية الجائرة على اليمن وتداعياتها الكارثية.

سعة الصدر التي تلقت بها سلطات صنعاء وفد الرياض، هي نابعة عن أصالة القيم والمبادئ اليمنية الأصيلة، والتي تقف أيضا وراء رفض رئيس السياسي الأعلى أي دعوات أو مغريات من شأنها المساس بالكبرياء والصمود والشموخ اليمني..

موقف صنعاء من دعوة الرياض التي تعد الأولى منذ نحو ثمان سنوات من الحرب الكونية العلنية، لن يكون بعيدا عن موقفها من العدوان والمآسي الإنسانية التي خلفتها.. ووفق ما ذكره عضو مجلس الوزراء عبد العزيز البكير على حسابه بتويتر، فإن القيادة وضعت الجاني السعودي بين خيارين: استعدادها لإنجاح الحل السياسي أو مواصلة الحرب في سبيل السلام في إشارة إلى رفض الرئيس المشاط عرض المملكة.

إرسال الرياض وفدها إلى صنعاء للمرة الثانية في غضون أشهر، حاملاً معه مقترحات جديدة لحل الأزمة اليمنية، قد يكون مؤشراً على رغبتها في التقارب أكثر مع السلطة في صنعاء، والحرص على استمرار التواصل المباشر بين المملكة وبين حكومة المجلس السياسي..

تدرك صنعاء وسلطاتها إيجابية توجه الرياض نحو الحوار المباشر منذ لحظة الإعلان عن انتهاء الفترة الأخيرة من الهدنة في الثاني من أكتوبر الفائت من دون النجاح في تمديدها، لكن ذلك لا يعني إيمانها المطلق بصدق النوايا، إلى الحد الذي تقبل معه دعوة الرئيس المشاط لزيارة الرياض..

لطالما عملت السعودية وتحالفها على المقايضة بالملفات الإنسانية وهي اليوم تحاول التسلل من هذا الباب للبحث في ملفّ الهدنة وشروط تمديدها وسقف التسهيلات الذي يمكن للسعودية أن تَبلغه في سبيل الوصول إلى تمديد جديد، على أن يتمّ في مرحلة لاحقة البحث في مُدّته، وصولاً إلى شروط الحلّ النهائي ومتطلّباته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى