الزكاة تزف (10 آلاف و44 ) عريساً وعروس في زفاف جماعي تاريخي .. قراءة تحليلية

الهُوية نت || تحليل _ عادل القاسم :

احتفى أكثر من عشرة آلاف عريساً وعروس، بإكمال نصف دينهم في عرس جماعي تاريخي احتضنته العاصمة صنعاء ومدن أخرى، وحضي برعاية الهيئة العامة للزكاة، وحضور رسمي وشعبي واسع ..

كزهرة نبتت من بين ركام الحرب في اليمن، تجتهد الهيئة العامة للزكاة وبشكل سنوي تقريبا على تنظيم ورعاية فرحة وبهجة جماعية تعم آلاف اليمنيين الذين يشهدون تغلب أبنائهم واقرائهم على مشاكل العنوسة والالتزامات الاجتماعية الخطيرة ودخولهم عش الزوجية وقفص السعادة الأسرية.

مظاهر السرور التي خيمت على طقوس ومراسم الزفاف الجماعي بمحيط جامع الشعب في العاصمة صنعاء، ما هي إلا أنموذج لعشرات الساحات بالمحافظات الأخرى والتي مثلت أنصع صور التكافل والتعاون والتآزر الاجتماعي بين أبناء اليمن، والتقى فيها الجهد الرسمي بالإصرار الشعبي على الصمود في وجه الملمات والعمل ما أمكن على التخفيف من أعباء ومعاناة أبناء الوطن عموما والشباب بصورة خاصة وبذل الغالي والنفيس لرسم الفرحة على محياهم وإكمال نصف دينهم.

أعباء الحياة التي أثقلت كاهل الشباب اليمني، انحنت اليوم إجلالا أمام عظمة هذه الصور، وهذه الصفوف المتراصة والمتهيأة لقطف جنى الفعل الخيري الكبير الذي اجتهدت من خلاله الزكاة وقياداتها وسلطات الدولة عموما على ترجمة توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، بتحصين الشباب اليمني من المغريات والفتن، باعتباره مشروعا استراتيجيا هاما، فالشباب هم رأس مال الوطن..

الحضور الرسمي الكبير والفاعل في هذا العرس الجماعي التاريخي، يعكس مدى اهتمام سلطات صنعاء بتغليب فكرة العمل والأداء الجماعي على الرغبات الفردية، وفي ظل ما فرضته الحرب على الشباب اليمني من معطيات مغايرة لأحلامهم، اجتهدت السلطات على إحياء هذه المبادرات التي تقوّي المجتمع وتغرس فيه قيم التكافل وتحول دون تغلغل أسباب الوهن بين أفراده.