تحليلاتخاص الهويهشريط الاخبارعناوين مميزةمحلية

ما القرار الذي غير قواعد اللعبة السياسية والعسكرية في اليمن؟ .. قراءة تحليلية

الهُوية نت || تحليل _ عادل القاسم :

ثماني سنوات من الحرب على اليمن استخدم فيها تحالف الاحتلال “الشرعية” كقطعة اسفنج مسح بها أخطاءه ليجد نفسه اليوم مجبرا على إلقاءها في سلة القمامة، متجها لمصافحة صنعاء بيدين نظيفتين من درن المرتزقة .

ردود الافعال الدولية والمحلية على قرار صنعاء ترجمة تهديداتها بشان نهب النفط اليمني إلى افعال،  كشفت عن حالة التغير  اللافت في اغلب المواقف الدولية والمحلية حول القرار..

الضربة كما أكدت صنعاء لم تكن سوى تحذيرية من مغبة تجاهل التحذيرات، وهي رسالة بأن صنعاء وضعت النفط ضمن أهداف المرحلة المقبلة وقد كانت محقة فعائدات النفط المنهوب لحسابات التحالف ومرتزقته على مدى السنوات الماضية كانت تستخدم لتمول الحرب على البلاد ومنح الهبات لشخصيات سياسية واجتماعية يمنية تحاول تلك الاطراف التدثر بسلطتهم لتبرير حربها التدميرية..

لعله قرار طال انتظاره ويرجح أن يغير مسار المعركة سياسيا ودبلوماسيا في اليمن، في ظل المؤشرات على توصل تلك القوى لقناعة تامة بضرورة التعامل مع القوة الفاعلة على الارض والتقرب منها بعد سنوات من دعم ميلشيات اصبحت  منخره بالفساد والعبث ولا تملك موطئ قدم لها على الواقع..

المتابع لما يجري في المحافظات المحتلة يجد الكثير من المفارقات، ويكتشف حجمِ الصراع والتوتر بين أدوات ومرتزِقة التحالف، فالانتقالي الموالي للإمارات يضعُ رئيس القيادة ومجلسَه تحت الرقابة بحجة محاولة الإطاحة به،  والسعودية تحتجز الزبيدي بعد اتهامها ببدء الحرب ضدهم، كما تلوح بعقاب المجلس الجنوبي وعدم التهاون مع تصرفات العشوائية.. قرار صنعاء كشف عن خلافات كبيرة بين أدواتهم المحلية حول تقاسم نفوذهم ومصالحهم من ثروات البلاد، فضلا عن شقاق جديد بين قطبي تحالف الاحتلال، كما كشف عن قلق خليجي وإقليمية من تجاوز هجمات تحذيرات صنعاء حدود اليمن ووقوع هجمات جوية عشية انطلاق فعاليات “دافوس الصحراء” الذي تنظمه السعودية كأكبر مؤتمر استثماري بالمنطقة..

يخشى محللون أن الهجوم الذي وقع في الضبة بحضرموت ينبئ بتصعيد كبير قد يتجاوز  حدود المنطقة، وأن تزامن الحديث عن تصعيد صنعاء مع انطلاق فعاليات هذا المؤتمر يشير إلى أن الإمارات ربما تطمح لوقوع هجوم يمني ينهي مساعي الرياض لسحب بساط أبو ظبي كمحطة ترانزيت اقليمية ودولية للبضائع والنقل..

تعيش المحافظات المحتلة من البلاد على صفيح ساحن خصوصا في ظل الأنباء المتواترة عن تقاربات محلية وإقليمية مع صنعاء، ويرجح سياسيون أن تكون المواقف المحلية والاقليمية وحتى الانقسام داخل سلطة المجلس القيادي حول المصالحة مع صنعاء مقدمة لتغييرات اكبر ستشهدها الساحة اليمنية خلال الفترة المقبلة وستصب جميعها في مصلحة اليمنيين اولا وسببا في انهاء الوجود الاجنبي على الاراضي اليمنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى