تقاريرعناوين مميزة

فن الحوار و التوصل مع الأطفال

download (5)

تقرير / صابرين المحمدي

إن الضوابط الأساسية لتنمية المرء تتكون في سنوات مرحلة طفولته وهي السنوات الأولى في حياته التي تكون فيها النفس البشرية مرنة قابلة لكل شيء، منفعلة بكل أثر؛ إذ إنها في تلك المرحلة الدقيقة كالصفحة البيضاء الخالية من كل نقش وصورة، ولكنها على الفطرة السليمة، والبراءة الطاهرة.

لكن – وبكل أسف – نلحظ تقصيراً ظاهراً بائناً في تحمل هذه المسؤولية، وأداء هذه الأمانة نتيجة تلك الثغرات الواضحة، والأخطاء الفادحة، التي تعود في مجملها إلى أسباب، منها: سوء التربية البيئية، ومغالطات المناهج التعليمية، والتباس كثير من الظروف البيئية، حتى تحولت التربية في زماننا هذا إلى مجرد تلقين للمعلومات، وحفظ لبعض الأفكار والعبارات، دون أن تدخل حنايا القلوب، وتتخلل ثنايا النفوس، وتطبق فعلاً أو سلوكاً في أرض الواقع .
مرحله الطفولة مرحلة مهمة – بلا شك-؛ إذ إنها المرحلة الأساسية في بناء شخصية الفرد، من فترة الميلاد حتى البلوغ، وتستخدم أحياناً لتشير إلى الفترة الزمنية المتوسطة، بين مرحلة المهد، ومرحلة المراهقة والتحديد بالمعنى الثاني يستثني فترة العامين الأولين من حياة الطفل؛ وهي مرحلة المهد.

الأسرة هي المؤسسة الأولى والأساسية من بين المؤسسات الاجتماعية المتعددة المسؤولة عن إعداد الطفل للدخول في الحياة الاجتماعية، ليكون عنصراً صالحاً فعّالاً في إدامتها على أساس الصلاح والخير والبناء الفعّال.

 والحوار الهادئ الذي يتمثل في مناقشته  الطفل حول أمر معين للتوصل معه إلى نتيجة صحيحة، أو إعطائه العبرة لمسألة ما. فإن رسوخ الموضوع فكرة ونتيجة في عقل الطفل وفؤاده يكون أبلغ وأنفع بالحوار الهادئ والهادف، حيث يشجع الطفل على المبادأة ويفجر طاقته الحيوية بشغفٍ واهتمام، ويكسبه أيضاً الثقة بنفسه، فلا يكون إمعة لغيره في كل حال من الأحوال18.
ومن ذلك، نجد أن التفاعل بكل أشكاله بين الطفل والأم يأخذ أهمية خاصة في نمو قدرات الطفل وتطوره؛ فالتفاعل أللمسي والتواصل البصري، والشمي، والصوتي يؤثر تأثيرا مهما في نمو الطفل من مختلف الجوانب الجسدية والمعرفية والاجتماعية والانفعالية .

إن إعطاء الأبناء الحرية في التحدث بما يجول في أنفسهم دون ردع لأفكارهم، حتى لو كانت تخالف العادات والتقاليد، يجعل لديهم قابلية أكبر للإنصات إلى توجيهات وإرشادات الآباء والأمهات حول خطأ الفكرة التي تحدثوا بها، ومن ثم إعطاؤهم المعلومة الصحيحة، وهنا تكون النتيجة أكثر فائدة لتحقيق القناعة الذاتية لدى الطفل بتفكيره السابق والفكرة الجديدة التي استوحاها من والديه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى