تحليلاتخاص الهويهشريط الاخبارعناوين مميزةمحلية

ما وراء محاولة أمريكا وقطر إنعاش الهدنة في اليمن؟ .. قراءة تحليلية

الهُوية نت || تحليل _ عبده أحمد عطاء :

ما سر التحول في الموقف الأمريكي في الملف اليمني وهي مهندسة هذه الحرب الكارثية؟. وما وراء التحركات الدبلوماسية التي أعادت الحياة إلى الهدنة؟. وكيف تتعامل صنعاء مع المتغيرات الطارئة على الموقف الأمريكي.

الحرب على اليمن أُعلنت من واشنطن، لذلك فإنه وبدون أدنى شك فإن الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحبةُ القرار الأول ومهندسُ هذه الحرب البشعة التي حوّلت اليمن لأسوأ كارثة إنسانية في التاريخ..

اليوم وبعد ثمان سنوات من عمر هذه الحرب العبثية، تحاول أمريكا أن تظهر حنيتها على الشعب اليمني حاملةً لواء صرف الرواتب المستحَقّة للموظفين المحرومين من المرتبات منذ ست سنوات، بعد أن تم نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وذلك تنفيذاً لرغبةٍ أمريكيةٍ كشف عنها السفير الأمريكي السابق لدى اليمن خلال مفاوضات الكويت، حين هدد وفد صنعاء بذلك، وهو ما تم تنفيذُه فور فشل تلك الجولة من المفاوضات.. الورقة الاقتصادية وسياسة التجويع التي انتهجتها واشنطن لتركيع صنعاء منذ السنة الأولى للحرب على اليمن ها هي اليوم تحاول استثمارها مجددا، ولكن هذه المرة بطريقة مغايرة حيث باتت أكثرَ الأطراف المتورطة في الحرب على اليمن اهتماماً بصرف مرتبات الموظفين، غير أن هذا المتغير في الموقف الأمريكي المتحوّل في الملفّ اليمني، ناجمٌ عن الظروف الدولية المتغيرة، والتي تفرض على واشنطن تنكيس رأسها للعاصفة، من دون أن تُفارق، هي وحلفاؤها، إلى الآن، وسط محاولاتهم التحايل على التفاهمات المطلوبة..

في المقابل تدرك صنعاء الموقف الصعب الذي تمر به واشنطن، وهو ما فرض على صنعاء استثماره إلى أبعد الحدود في تحصيل المطالب الانسانية والحقوقية، وعلى رأسها دفع المرتبات والذي رفعت صنعاء سقفها بخصوصه، بعدما شعرت بنوايا أمريكية خبيثة لتلغيم الاتفاق بهذا الشأن، وهو ما أدى بالنتيجة إلى فشل مفاوضات تمديد الهدنة.. فشلٌ سرعان ما استدعى وساطات انخرطت فيها جهات مختلفة، بما فيها عُمان وقطر، من أجل إنقاذ الموقف، ومنع انهيار هدنةٍ تبدو الأطرافُ المعنيّةُ ذاتَ مصلحةٍ كبيرة في تحققها، وعلى رأسها واشنطن والدوحة، وبما يشير إلى أن الهدنة لم تمت بعد، وأن هناك مشروع بديل للتمديد، حيث لم تتوقف الوساطات والاتصالات المكثفة منذ إعلان الأمم المتحدة عن انتهاء مدة الهدنة بعد الفشل في تمديدها، وذلك في محاولة لإبرام تفاهم، تريده صنعاء هذه المرة واضحا ومحددا، وبضمانات حقيقية لتنفيذه..

بعيدا عن مخاوف الدوحة من عودة العمليات العسكرية التي قد تؤثر على بطولة كأس العالم التي تستضيفها قطر الشهر القادم، تدرك صنعاء أن التحول الحالي في الموقف الأمريكي ليس ناجما عن “صحوة ضمير” متأخرة، أو اهتمام مستجد بإحلال السلام في اليمن التي يعاني ويلات الحرب والحصار على مدى ثمان سنوات برعاية أمريكية، وما تدركه صنعاء أن هذا التغير يعود إلى المعطيات السياسية التي تفرض على واشنطن ضمان استمرار ضخ النفط والغاز من اليمن ودول الخليج، في أعقاب أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب الروسية – الأوكرانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى