تحليلاتخاص الهويهشريط الاخبارعناوين مميزةمحلية

الهدنة الأممية في لحظاتها الأخيرة بين التهديد والتمديد .. قراءة تحليلية

الهُوية نت || تحليل _ عبده أحمد عطاء :

تعيش الهدنة الأممية في اليمن لحظاتها الأخيرة تتأرجح بين التهديد والتمديد، وفي الوقت الذي أعلنت صنعاء عزمها انتزاع حقوق اليمنيين بالقوة، سارعت واشنطن كونها أكثر الخاسرين من عودة العمليات العسكرية إلى محاولة انقاذ الهدنة في لحظاتها الأخيرة.

حيث أقر المجلس السياسي الأعلى في اجتماع له برئاسة الرئيس (مهدي المشاط)، الخطوط العريضة والنقاط الأساسية بشأن المرحلة القادمة بناء على الخطوات التي أعلنتها صنعاء، في أعقاب الكشف عن انهيار مفاوضات تمديد الهدنة الأممية.. وأكد “المجلس السياسي”، أنه “يدرس مختلف الخيارات للتعاطي مع المرحلة الجديدة التي يفرضها سلوك العدوان ومرتزقته”، وأنه “سيقوم باتخاذ اللازم لما من شأنه الحفاظ على المصلحة الوطنية العليا وتضحيات الشعب اليمني”.. منوها بأنه لن يسمح بأن “تتحول الهدنة إلى غاية كونها كانت مجرد وسيلة للوصول لاتفاق نهائي”..

كما استهجن (المجلس السياسي) تلكؤ الأمم المتحدة وطرحها لورقة لا ترقى لمطالب الشعب اليمني، مؤكدا على “أن الشعب اليمني باستطاعته انتزاع حقوقه من عائدات ثروته النفطية والغازية التي يتم نهبها من قبل العدوان ومرتزقته”..

وكانت صنعاء، أعلنت عن أخر مستجدات الهدنة الأممية التي تنتهي مساء الأحد الثاني من اكتوبر الجاري.. وأكد بيان صادر عن الوفد الوطني المفاوض، وصول المشاورات حول تمديد الهدنة إلى طريق مسدود.. مشيرا إلى أن “رهان قوى العدوان أصبح على الورقة.. الاقتصادية واستمرار الحصار رهانا واضحا بعد أن أفلست كل رهاناتهم العدوانية الأخرى”.. وحمل البيان تحالف الاحتلال “مسؤولية الوصول بالتفاهمات لطريق مسدود جراء تعنتهم وتنصلهم من التدابير التي تخفف معاناة الشعب اليمني”..

وكانت القوات المسلحة اليمنية أعلنت الجاهزية لأي تطورات، موجهة تحذيرا هاما لـ”الشركات الملاحية التي لها وجهات إلى دول العدوان”.. وقال بيان لـ”العميد يحيى سريع” مخاطبا تلك الشركات “سنوافيكم بتحذيراتنا فور انتهاء وقت الهدنة في حال عدم التوصل لما يحقق مطالب شعبنا المحقة”.. وأضاف البيان ” نحن بصدد الاستعداد والجاهزية لأي تطورات، ونحمل تلك الشركات مسؤولية تجاهل ما سيصدر عنا خلال الساعات المقبلة”..

تبدو “واشنطن” أنها أكثر المتضررين من عودة العمليات العسكرية التي ستهدد مصادر الطاقة في الخليج، وهو ما من شأنه مفاقمة الأزمة العالمية الناتجة عن الحرب في أوكرانيا..

وعلى إثر التحركات الأخيرة لصنعاء، سارعت الولايات المتحدة الأمريكية لحشد جهود دولية ودبلوماسية لإنقاذ الهدنة، حيث كشفت مصادر سياسية أن عواصم جديدة دخلت على خط محاولات تدارك الانهيار الوشيك للجهود المبذولة للتمديد وعلى ضوء ذلك فإن هناك اتصالات مكثفة تجري دون توقف..

وفي الوقت الذي أكدت المصادر أن صنعاء متمسكة بما تطرحه، ولا خيار أمام التحالف سوى القبول والالتزام، وإلا فليتحمل مسؤولية عواقب قراره، أدخلت الولايات المتحدة، تعديلات على مقترح المبعوث الأممي (هانس غرودنبرغ)، لتمديد الهدنة في اليمن..

وأفادت مصادر دبلوماسية بأن التعديل الأمريكي شمل إسقاط بنود كانت السعودية وضعتها منها اشتراط صرف المرتبات من عائدات ميناء الحديدة  والإبقاء على الآلية الحالية لتفتيش السفن ما يعرقل حركة دخول وخروج السفن من وإلى ميناء الحديدة.. وأشارت المصادر إلى أن وزير الخارجية الأمريكي (بلينكن) أجرى اتصال بنظيره السعودي في محاولة لإقناعه بقبول المقترح الجديد، لكنه لم يتم الكشف عن تفاصيل أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى