تقارير

الجنرال والإخوان .. يد تصافح "صالح" وأخرى تحفر قبره

الهوية – خاص.

قال مراقبون سياسيون إن الجهة المتورطة في مذبحة الجنود الـ”14″ بمحافظة حضرموت يوم الجمعة الفارط، هي ذاتها التي تقف وراء محاولة اغتيال صالح, عبر حفر خندق حول منزله وتفجيره بالكامل .

وقالت مصادر مطلعة، أن اكتشاف عملية حفر النفق تمت من خلال قيام احد الجنود الذي ساورته الشكوك بأن هناك عملية حفر للخندق، والذي قام بدوره بإبلاغ الأمن السياسي، الذين تحركوا ليتم كشف العملية قبل ثلاثة أيام من الاعلان عنها.

مصادر سياسية أشارت إلى أن الجهات التي تقف وراء عملية حفر الخندق ومحاولة اغتيال صالح, هم من سعوا إلى مصالحته ومصافحته في جامع الصالح، في حين كانوا يحفرون قبره (النفق) تحت بيته ليقتلوه.

وأضافت المصادر أن المخططين للعملية كانوا يريدون قتل الرئيس السابق صالح بعد المصالحة معه، حينها  ستكون التهمة بعيدة عنهم، في حين يتم توجيه التهمة إلى أطراف أخرى، وخاصة، جماعة الحوثيين، على اعتبار أنها تضررت من المصالحة، وانها من يقف وراء تفجير المنازل.

وقالت مصادر خاصة، ان محمد علي محسن ومقصع، ظلا لعدة شهور، يتوسلون الرئيس السابق صالح ، للقبول بالمصالحة مع علي محسن الاحمر، الذي كان يبدي استعداده لأي عملية يطلبها صالح منه، وهو ما اعتبره المحللون السياسيون، بانه تمويه من الجنرال الاحمر والاخوان المسلمين، للتغطية على عملية تنفيذ حفر الخندق وتفجير منزل صالح بالكامل.

  واتهم عبدالله الحضرمي، رئيس تحرير صحيفة “اليمن اليوم”، التابعة للرئيس السابق صالح، جماعة الاخوان المسلمين بالوقوف وراء العملية، وقال في مقال له: “اثير في يوليو الماضي في وسائل اعلام تابعة وموالية لحزب الاصلاح وحمرانه ان الرئيس صالح يخبئ تحت بيته في الثنية بشارع حدة اسلحة بقيمة 6 مليار وثمانمائة مليون دولار ، الخبر نشر يوم 19 يوليو وفي ذلك الوقت كان الحفارون قد قطعوا نحو 50 في المئة من النفق المؤدي الى منزل الرئيس “.

كان خبر الترسانة يومذاك مثيرا للتندر والضحك ولم يخطر ببال احد ان ذلك التسريب المضحك جزء من مخطط اغتيال يعتمد على تفجير المنزل والحي المحيط به ، ثم تلقى التهمة على ترسانة مدفونة في الخيال.

يمكن من الان اتخاذ التسريبات القادمة بمثابة الرادار الكاشف لما يخططونه داخل غرفهم ورؤوسهم المظلمة ، فمعظم تسريباتهم التي اوردها اعلامهم فيما مضى منسوبا لـ(مصادرهم المطلعة والمقربة) وبشرت بأعمال تخريبية وكانت تتحقق على الواقع ( ضرب الكهرباء ،ضرب انابيب النفط ، قطع الطرقات غزوات القاعدة ) لم تكن الا نقلا حرفيا من أجندات .ولم تكن الجزئية المكذوبة من التسريبات سوى تنسيب تلك الاعمال للرئيس السابق الذي حاولوا ضرب سمعته وتأريخه عبر تضريجه بشرورهم وصلفهم ، وفي نفس الوقت كانوا يعدون العدة لإعادة المحاولة على قتله .

في يونيو 2011 تسلل القتلة الى مسجد دار الرئاسة وفجروا المسجد بمن فيه من المصلين ابتغاء القضاء على الرئيس علي عبدالله صالح لانتزاع السلطة ؛ قتل وجرح واحرق المئات من المصلين واحرزوا بتلك المذبحة نصف الهدف . وهم اليوم يسعون لإكمال النصف المفقود من السلطة ، ومن جديد .. التسلل الى مسجد اخر لتفجيره في يوم جمعة والقضاء على الرئيس السابق ومن معه من قيادات المؤتمر .

عملية النفق عام 2014 جريمة ارهابية مكتملة الاركان تتوازى في وضوحها واهدافها مع جريمة تفجير مسجد الرئاسة العام 2011 . ولن تكون الاخيرة اذا استمر قتلة العام 2011 خارج قبضة العدالة .

إلى ذلك، كشفت اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها الرئيس عبد ربه منصور هادي عن وجود نفق كبير محفور باتجاه منزل الرئيس السابق علي عبد الله صالح بطول 88 مترا. واعتبرت مصادر حزبية في المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح النفق محاولة جديدة لاغتياله.

وأعلن مصدر مسؤول باللجنة الأمنية العليا ان الأجهزة الأمنية تلقت بلاغا الاثنين بوجود نفق وحفريات بجوار منزل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وفور تلقي البلاغ انتقلت الأجهزة الأمنية المعنية إلى مكان النفق وباشرت الإجراءات القانونية من جمع للاستدلالات ورفع للأدلة وتحريز للموقع.

وقال المصدر الأمني «ان التحقيقات الأولية كشفت عن وجود نفق يقع داخل هنجر شمالي منزل الرئيس السابق في شارع صخر بأمانة العاصمة ويمتد باتجاه الجنوب حيث يبتدئ النفق من داخل الهنجر بحفرة عمقها ستة أمتار وسبعون سنتيمترا وفتحة أبعادها 1.60× 1.60 متر ممتداً من أسفل الحفرة باتجاه المنزل بطول 88.40 متراً وارتفاع 1.70 متراً وعرض 70 سنتيمترا.

واضاف «وبناء على توجيهات الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة قامت اللجنة الأمنية العليا برئاسة وزير الداخلية بزيارة لموقع النفق و أطلعت على الحفريات والآلات والمعدات المستخدمة في الحفر».

وأشار إلى أن اللجنة الأمنية العليا وجهت بتشكيل لجنة للتحقيق في موضوع الحفريات والنفق وتضم كلاً من وكيل جهاز الأمن القومي ووكيل وزارة الداخلية المساعد للأمن الجنائي ومدير فرع الأمن السياسي بأمانة العاصمة، بالإضافة إلى لجنة من المختصين والفنيين لمعرفة الأسباب والدوافع والجهات التي تقف وراء هذه العملية.

وقال المصدر «ان اللجنة الأمنية العليا كانت ارتأت عدم نشر أية معلومات من شأنها التأثير على مجريات التحقيق، إلا أنها تراجعت عن ذلك بعد أن سارعت بعض وسائل الإعلام بنشر الكثير من الأخبار وتحميل المسؤولية لجهات بعينها مستبقة بذلك نتائج التحقيقات، الأمر الذي من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار والتأثير على النسيج الاجتماعي والإضرار بتوجهات الدولة نحو الاصطفاف الوطني والمصالحة المجتمعية».

ووصف موقع (المؤتمر نت) التابع لحزب المؤتمر هذه العملية بأنها «رفيعة المستوى». وقال «إن النفق الذي تم اكتشافه داخل هنجر في شارع صخر كان يمتد إلى منزل الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام، وانه أعد لتنفيذ مخطط شبيه بتفجير مسجد دار الرئاسة الذي استهدف رئيس الجمهورية السابق وكبار قيادات الدولة في عام 2011».

محللون ومراقبون سياسيون، يعتقدون أنه بعد الكشف عن نفق تحت منزل الرئيس السابق الثلاثاء الفارط، فأنه يتوجب على الرئيس عبد ربه منصور هادي، أخذ الحيطة والحذر من وجود مخططات دموية لاغتياله واغتيال عدد من القيادات السياسية والعسكرية في البلاد. مشددين على أنه يتوجب على الرئيس هادي ان يكون حذراً وان يعرف أنه الهدف القادم في مثل تلك العمليات .

قالت صحيفة محلية: ” إن رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، وجّه بإعادة رفع الجاهزية في حرسه الخاص، وإعادة دراسة وضعية حراسته الخاصة وأمن منزله ودار الرئاسة، عقب اكتشاف نفق استهداف الرئيس السابق علي عبد الله صالح”.

ونقلت يومية “الشارع” عن مصدر مسؤول رفيع قوله: ” اكتشاف هذا النفق أثار مخاوف حقيقية لدى الرئيس هادي، الذي أبدى مخاوفه من استهدافه أيضاً عبر هذه الطريقة بنفق مشابه إلى داخل منزله الواقع في شارع الستين الغربي، والمحاط بعدد كبير من المنازل والتي قد يستخدم خصومه إحداها لتنفيذ مخطط شبيه لاغتياله”.

وتابع مصدر الصحيفة ذاتها: ” الموقف ما يطمّن، واكتشاف هذا النفق جعل الرئيس هادي يوجّه بإعادة رفع الجاهزية في حرسه الخاص، وإعادة دراسة وضعية حراسته الخاصة وأمن منزله ودار الرئاسة تبدأ بعملية استطلاعية مكثفة للمكانين والمناطق المجاورة لهما.. وطلب الرئيس هادي مساء الاثنين، من الأمريكيين تزويده بأجهزة متخصصة بالتصوير تحت الأرض لاكتشاف الأنفاق”.

وأشار المصدر إلى أن قائد الحرس الحاص للرئيس هادي ” بدأ بالفعل الترتيب لعملية غير معلنة لجمع معلومات كاملة للمناطق والمنازل المحيطة بمنزل الرئيس في شارع الستين ولدار الرئاسة، مع إعادة التمركز في هذه المناطق وتفتيشها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى