تحليلاتخاص الهويهشريط الاخبارعناوين مميزةمحلية

ما وراء إعلان السعودية عدم تمديد الهدنة ؟! .. قراءة تحليلية

الهُوية نت || تحليل _ عبده عطاء :

ما وراء تصريحات السعودية بأن لا تمديد للهدنة في اليمن في الوقت الذي تعلن أمريكا أن تحركاتها نجحت في تمديد جديد للهدنة في اليمن؟!.

فبعد يومين من دعوة رئيس المجلس السياسي الأعلى (مهدي المشاط)  لتحالف الاحتلال “الانتقال من استراتيجيات الحرب إلى استراتيجيات السلام” خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة العيد الثامن لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة.

وفي وقت كشفت مصادر دبلوماسية عن موافقة دولية على شروط صنعاء مقابل تمديدها وأبرزها صرف المرتبات ..

لوّحت السعودية بالانسحاب من اتفاق الهدنة اليمن، وقال وزير الخارجية السعودي (فيصل بن فرحان) في تصريحات تلفزيونية إن الهدنة في اليمن “لن تمدد على الارجح”.

ورغم محاولة (بن فرحان) تحميل صنعاء مسؤولية انسحاب الرياض من اتفاق الهدنة إلا أن مصادر أكدت أن تصريحات وزير الخارجية السعودي ليست أكثر من مجرد محاولة لممارسة الضغوط على أمريكا لإيقاف شرط صنعاء المتعلق بصرف مرتبات الموظفين، والذي  سبق وأعلنت الخارجية الأمريكية أنه تم الاتفاق عليه مقابل تمديد الهدنة .

التصريحات السعودية جاءت متزامنة أيضا، مع إعلان  المبعوث الأممي  إلى اليمن (هانس جرودنبرغ) تسليم مسودة تمديد الهدنة للأطراف اليمنية رسميا، وذلك في الأسبوع الأخير من النسخة الثالثة من “الهدنة الأممية”، في وقت تتسارع التحركات الدولية لتمديدها، ويبدو المشهد بأن الوضع يتجه نحو “هدنة رابعة” وفقا للرغبة الأمريكية، التي تصر على تجديد الهدنة في اليمن وجعلها مؤقتة حتى إشعار أخر.

في حضرة واشنطن، لا يعتد بالموقف السعودي أيا كان، وهذا ما ينطبق على تصريحات “بن فرحان”، كما أن جميع الأطراف الدولية والاقليمية  ربما أصبحت الأن أكثر قناعة بضرورة إنهاء الحرب على اليمن التي قادتها السعودية وبمشاركة نحو سبعة عشرة دولة ومرتزقة من مختلف الجنسيات، إلا أنه بعد ثماني سنوات من هذه الحرب العبثية، تغيرت المعادلات وباتت صنعاء أكثر قوة من أي وقت مضى، وهو ما كشف عنه في العروض العسكرية المهيبة، لتدرك الولايات المتحدة، أكثر من غيرها، أن موازين القوى تغيرت لصالح “صنعاء”، وتدرك مدى تأثير ذلك في الحرب على اليمن، وهي حرب “واشنطن” التي أوكلتها لـ”التحالف السعودي الإماراتي”.

مراقبون أكدوا أن رغبة أمريكا في تمديد “الهدنة” في اليمن، كانت نتيجة حاجتها لتعويض النفط الروسي، لكن هذه الرغبة تضاعفت مع تغير موازين القوى.. مشيرين إلى أن أمريكا هي صاحبة القرار الأول في الحرب على اليمن، ولذلك فإن الحديث السعودي بشأن عدم تجديد الهدنة لم يكن ناتج عن  قوة عسكرية أو معطيات على الأرض تمنح السعودية ورقة للمناورة، بل لم يتجاوز حدود الشكوى من ما وصفها (فيصل بن فرحان) بكثرة مطالب من وصفهم بـ”الحوثيين” وهو بذلك يحاول دفع واشنطن لإجبار صنعاء لتقديم تنازلات جديدة، وأهمها عدم صرف مرتبات الموظفين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى