تحليلات

بريطانيا تفخخ كرسي هادي بانقلاب اخواني

images (6)

الهوية – خاص.

لولا قوة الاحتلال، وتكريس سياسة الانقسام من قبل المستعمرين البريطانيين، لما ظل اليمن مقسما طيلة فترة الاحتلال 1839 – 1967م،  لقد تحمل الإنجليز تاريخيا، وزر الانفصال، واستمراره، عندما أصبحوا سادة جنوب اليمن، وأدمنوا محاربة وحدة الأرض والإنسان والشعب اليمني .

 لقد فرضت وحافظت قوى أجنبية وبسياسة الحديد والنار على التقسيم والانفصال الذي حافظت عليه السياسة الاستعمارية،  ومازالت تغذية وتسنده السياسات الاستعمارية الصهيونية الامبريالية،  في شكل إبقاء وحماية غالبية الأنظمة التي تسود العالم العربي اليوم .

ولو لم يكن الانقسام والانفصال موجودا في اليمن إبان الاحتلال، لكان خلقة المستعمر لا محالة ضمن سياسته الشهيرة “فرق تسد”، التي يرى أن مصالحه لا تتحقق إلا بهذه السياسة، والتي مازال يمارسها في اليمن منذ زمن الكابتن “هنس”، إلى عهد “جين ماريوت”، سفيرة بريطانيا في اليمن.

يوضح يعقوب “جاكوب” التفكير المبكر لقائد الاحتلال البريطاني للجنوب، الكابتن “هنس” في تقسيم اليمن بقوله: اعتقد “هنس” (1839- 1854م)، أنه من المضر بالمصالح البريطانية أن يصبح “الزيدي” قريبا جدا من عدن والجنوب.

ولقد دافع “هنس”، عن وجهة نظره القائلة بضرورة القيام برسم خط الحدود (كحد) لمنع تقدم الزيود نحو الجنوب، في اتجاه قعطبة، وهذا هو الحد الجنوبي المعين من قبل لجان الحدود الانجليزية التركية، بعد ذلك الذي تم تخطيطه في عام(1902- 1904م).

ربما عقود من الزمن خلت، غير أن السياسة البريطانية في اليمن لم تتغير، رغم تغير الأشخاص والأحوال، فالكابتن “هنس”، الذي كان يخشى على الجنوبيين من اقتراب الشماليون من عدن، منتصف القرن التاسع عشر ميلادي، هاهي سفيرة بريطانيا في اليمن، “جين ماريوت”، تمارس ذات الأسلوب وذات السياسة في القرن الـ(21). ففي يناير الفارط، ذرفت “جين ماريوت”، دموعها عند مشاهدتها لصور ضحايا مجزرة العزاء بالضالع، عندما التقت وفدا من هيئة رئاسة مؤتمر شعب الجنوب المشارك في مؤتمر الحوار، بمقر السفارة بصنعاء، لاطلاعها على آخر تطورات الساحة الجنوبية،  وما توصل إليه مؤتمر الحوار من مخرجات وحلول للقضية الجنوبية، حينها، أبدت السفيرة “جين ماريوت”، تعاطفها مع أبناء الضالع، وأسر ضحايا تلك المجزرة التي ارتكبها الجيش اليمني عبر قذائف الدبابات والمدفعية, فانهمرت دموع السفيرة، وهي ترى صور الضحايا، معبرة عن استيائها واستنكارها لتلك المجزرة البشعة.

السفيرة البريطانية، “جين ماريوت”، كانت عقب الهجوم الإرهابي على مجمع وزارة الدفاع “العرضي”، سارعت بالالتقاء مع رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن أحمد علي الأشول، بصنعاء، بمعية الملحق العسكري بالسفارة، العقيد “إيان سمايلز”. حيث جرى خلال اللقاء بحث أوجه التعاون العسكري بين جيشي البلدين الصديقين لا سيما التعاون في جوانب التدريب والتأهيل وفي مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات والاستفادة من الخبرات والتجارب المكتسبة للجيش البريطاني الصديق. حسب وكالة الأنباء الرسمية “سبأ”.

وخلال اللقاء، أكدت السفيرة ماريوت، أن بريطانيا تقدر عاليا علاقتها مع اليمن وتحرص على تطويرها بكل ما يخدم مصالح البلدين الصديقين ويحفظ لليمن أمنه واستقراره ووحدته. وعبرت السفيرة ماريوت، عن إدانة بريطانيا، لهذا الاعتداء الإرهابي الذي طال الأبرياء بالمستشفى وغيرها من الاعتداءات المتكررة للإرهابيين في اليمن.

تحرك السفيرة البريطانية، بعد حادثة الهجوم الإرهابي على “العرضي”، والذي اتهم مسؤول في الرئاسة اليمنية، الجنرال العسكري و”صانع الأرامل”، علي محسن الأحمر، بمحاولة اغتيال الرئيس بتفجير العرضي، معتبرا “علي محسن” أبرز معيقي التسوية السياسية في اليمن، وأنه وراء محاولة اغتيال الرئيس عبد ربه منصور هادي في عملية التفجير الإرهابي الذي استهدف مقر وزارة الدفاع ” العرضي”  في ديسمبر الفارط، والذي خلفت عشرات القتلى من العسكريين والمدنيين.

وكان محمد الحاج سالم، رئيس الدائرة الإعلامية والثقافية في رئاسة الجمهورية، قال أن من اسماهم “المستشارين والجهابذة الأغبياء ” تحولوا إلى معرقلي التسوية السياسية وعقبة رئيسية أمام عملية واستكمال نقل السلطة. موضحا أن هذا الأمر، ليس فيه أية مبالغة أو تحامل عليهم وإنما تعبر عنه تصرفاتهم ومواقفهم المختلفة، والتي تعبر عنها صحيفتهم الصفراء المسماة “أخبار اليوم” والتي هي في الحقيقة ليست سوى أخبار لأنصار الإرهاب والانفصال.

في مؤتمر أصدقاء اليمن، الذي استضافته العاصمة البريطانية، لندن، أوضحت السفيرة جين ماريوت، أن بريطانيا، قلقة من أعمال العنف التي تشهدها مناطق في شمال العاصمة صنعاء، لافتة إلى أن الجميع يؤمل أن يلتزم الفرقاء السياسيون بقرارات مجلس الأمن الدولي، بضرورة الكف عن إعاقة العملية السياسية.

غير أن  جين ماريوت، السفيرة البريطانية في صنعاء، ما لبثت أن قالت: “إن على جماعة الحوثي نزع أسلحتها الثقيلة والانضمام للعملية السياسية لمنع المزيد من تدهور الوضع الأمني في البلاد”.

مؤكدة أنه على الحوثي التخلي عن السلاح الثقيل، والكف عن انتهاج العنف، والدخول في العملية السياسية. وهو ذات الخطاب السياسي، والاسطوانة المشروخة، التي يرددها حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين في اليمن”، وأيضا، لحق بهم تنظيم القاعدة، ومن قبلهم  حزب الرشاد السلفي، الذي أدرج اسم أمينه العام، الشيخ عبد الوهاب الحميقاني، في قائمة الداعمين للإرهاب.

ولطالما، دأبت وسائل الإعلام الإخوانية، وكذلك التابعة للجنرال العسكري، وصانع الأرامل “علي محسن”، وبشكل يومي، على ترديد شائعات أن الحوثيون يستعدون لدخول العاصمة صنعاء، وهذا ما جعل السفيرة البريطانية، جين ماريوت، تمارس ضغوطا على سفارات الدول العشر المشرفة على تنفيذ المبادرة، لتجبرها على إصدار تحذير للحوثيين، من دخول صنعاء، حينها، أكد المتحدث الرسمي باسم أنصار الله “الحوثيين”، محمد عبد السلام، عدم نيتهم دخول صنعاء. موضحا: لا نريد دخول صنعاء، أو اقتحامها كما يحلو للبعض وإنما دافعنا عن أنفسنا أمام عدوان ميليشيات الإصلاح ومن معهم من التكفيريين وانتهى الأمر، مضيفا لو كنا نريد ذلك لكانت الفرصة الأفضل والأنسب إبان الثورة الشعبية السلمية وشركاء الماضي في أوج المواجهة قبل التصالح ـ وحينها تعايشنا مع الجيش في صعدة ـ ولكنا لا نريد ذلك، لا في صنعاء، ولا في غيرها، ولا من قبل ولا من بعد .

وقال: “كفوا عن أكاذيبكم، أو محاولاتكم، جر الجيش وتوريطه في مواجهة مع الشعب، من جديد، تحت عناوين مخادعة تسمونها الدفاع عن صنعاء .

واتهم الإصلاح ومن أسماهم التكفيرين بتدمير صنعاء وانتهاك السكينة والأمن في كل ضواحيها فأصبحت مسرحا لتنفيذ الاغتيالات واستهداف الجيش والأمن في مختلف مؤسساته الأمنية .

ووجه تساؤله الى الحكومة : لماذا لا يتم استنكار المجاميع العسكرية داخل صنعاء، والتي تبني المتارس وتتجول بسياراتها المسلحة في كل شوارع العاصمة لماذا لا أحد أيضا يستنكر هذا الاقتحام المسلح القائم في وسط العاصمة .

الرئيس هادي، كان التقى وزير الدولة البريطاني للتنمية الدولية “آلن دنكن”، الذي زار اليمن، منتصف يونيو الفارط،  وخلال اللقاء، قال الرئيس هادي: “إن ما جرى ويجري الآن في عمران، من تحركات ومواجهات لابد من الوقوف أمامها بحزم ولا يجوز توسيع المواجهة أو تجاوز الاتفاقات المبرمة وعلى جميع الأطراف الالتزام بها”.

غير أن “جين ماريوت”، السفيرة البريطانية بصنعاء، قامت بالتسريب والإيعاز لثمة وسائل إعلام، معظمها تابعة للإخوان المسلمين، في محاولة لتقويل الرئيس ما لم يقل ضد الحوثيين، مثل أنه حذر الحوثيين، بأن صنعاء خط أحمر.

أيضا، وزير الدولة البريطاني للتنمية الدولية “آلن دنكن”، ما لبث أن خرج من لقائه بالرئيس هادي، ليوجّه رسالة تحذيرية مبطنة إلى طهران، التي يتهمها حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين في اليمن” بالتدخل في الشؤون اليمنية وتقديم الدعم العسكري والمادي السياسي لجماعة الحوثي .

ونقلت وكالة “سبأ” الحكومية، عن الوزير البريطاني قوله: “بريطانيا والمجتمع الدولي يقفون إلى جانب اليمن، ولن يسمحوا بأي تدخل خارجي في شؤون اليمن الداخلية، من أي طرف أو جماعة، وبما يحقق المصلحة العليا لليمن ويضمن ولوجه إلى المستقبل المأمول”.

هناك، كثير من البراهين والدلائل الدامغة والمؤكدة أن “جين ماريوت”، السفيرة البريطانية، بصنعاء، تقوم بلعب دورا مريبا، لا يختلف كثيرا عن الممارسات والسياسات التي كان يمارسها الكابتن “هنس”، قائد الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن قبل أكثر من قرن ونصف من الزمن. وربما أن رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة، والذي  يقف الإخوان المسلمين وراء وصوله إلى رئاسة الحكومة اليمنية، لم يستطع أن يكبت مشاعره الحقيقية، عندما قالها صراحة أنه  نادم على خروج الاستعمار البريطاني من عدن.

لكن، ما يثير الاستغراب حقا، هو أنه في الوقت الذي يقف العالم كله في وجه الجماعات الإرهابية التي تهدد السلم والأمن العالمي، ومن ضمنها الإخوان المسلمين، والذي يمثله في اليمن حزب الإصلاح، تقف السياسة البريطانية في الجانب الآخر، إذ تقوم السفيرة البريطانية بصنعاء، “جين ماريوت”، بلعب دور بالغ في إعطاء الإخوان المسلمين حزب الإصلاح، وكذلك، صانع الأرامل “علي محسن” الغطاء السياسي الجديد الذي يبحثون عنهم لتنفيذ مخططاتهم النيرونية في سبيل الوصول إلى السلطة، وربما هذا ما يؤكد أن الإخوان المسلمين في ليبيا واليمن يبحثون عن ذراع وغطاء سياسي جديد، حسب تأكيدات زعيم تحالف القوى الديمقراطية والداعمة لعملية الكرامة في ليبيا، “محمود جبريل”، الذي قال أنه تعرض لضغوط كبيرة وغير مسبوقة بعد نجاح التحالف الوطني، الذي كان يرأسه في الانتخابات البرلمانية السابقة، أجبرته على عدم تشكيل حكومة، والتنازل للإخوان المسلمين، الذين يعملون تحت ستار حزب العدالة والبناء، لتشكيل الحكومة، رغم أنهم لم يحصلوا على الأغلبية التي تؤهلهم لذلك.

في اليمن، تقوم السفيرة البريطانية “جين ماريوت”، بلعب دورا خطيرا وكارثيا، إذ تسعى لتنفيذ مخططات استعمارية، وإعادة اليمن إلى زمن الكابتن “هنس”، من خلال استخدام السياسة بدلا عن الجيش، وبما يحقق مصالح البريطانيون في اليمن بأقل خسارة، ومن خلال استخدام الإخوان المسلمين، حزب الإصلاح، واستغلال التهور الاخواني للوصول إلى السلطة، على اعتباره الطريق الأسرع والأنجع، لتحقيق المصالح البريطانية في اليمن.

   السفيرة البريطانية “جين ماريوت”، تقود مخطط كبير قد يودي باليمن إلى التهلكة والعودة إلى عهود التمزق والتشطر، والذي يضمن المصلحة البريطانية في اليمن، ولأن البريطانيون يدركون ذلك جيدا، فأنهم يسعون للتمكين من وصول الإخوان المسلمين الى حكم اليمن.

السفيرة البريطانية “جين ماريوت”، تقود مخططا كارثيا للإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وإعطاء السلطة للإخوان المسلمين، من خلال القيام بانقلاب عسكري على نظام الرئيس هادي، والذي يتم التخطيط  والإعداد له والاستعداد  لتنفيذه، حيث تأمل السياسة البريطانية أن هذا الانقلاب سيخلق شعورا ورأي عام جمعي لدى الجنوبيون أن الانقلاب هو ضد هم جميعا وليس ضد نظام هادي فحسب، الأمر الذي سيولد لديهم النزعة الانفصالية من جديد، وذلك بعد أن كان الرئيس هادي، استطاع امتصاص الغضب الجنوبي، والحد من النزعة الانفصالية، من خلال احتوائه لكثير من القيادات الجنوبية التي كانت لها أنشطة كبيرة في مطالباتها بالانفصال .

المخططات البريطانية، التي تقوم بتنفيذها السفيرة البريطانية بصنعاء، “جين ماريوت”، وبمساعدة حزب الإصلاح، والجنرال العسكري، وصانع الأرامل “علي محسن”، والذين تسعى بريطانيا إلى إيصالهم إلى سدة الحكم، ومعاداة خصومهم السياسيين، وكذلك، لماذا تفضل بريطانيا، جعل الإخوان المسلمين، يصلون إلى السلطة عن طريق الانقلاب العسكري والإطاحة بنظام الرئيس هادي، وما هي الدلائل والخطوات التي قامت بها السفيرة البريطانية “جين ماريوت”،  على الجانب السياسي، والعسكري والمؤكدة لأن اليمن على فوهة بركان انقلابي قد يودي باليمن إلى الهاوية.  كل ذلك وأكثر سوف نكشفه بالتفصيل في الحلقة القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى