تحليلاتخاص الهويهشريط الاخبارعناوين مميزةمحلية

معركة شبوة .. تحالف الاحتلال يضع الإصلاح بين “السلة” و”الذلة” .. قراءة تحليلية

الهُوية نت || تحليل _ عبده عطاء :

مع دخول الطيران في معركة شبوة تكشفت النوايا عن إصرار إماراتي ودعم سعودي وتأييد مجلس العليمي بالقضاء على الإصلاح واستئصاله من منظومة السلطة الموالية لتحالف الاحتلال.

حيث اعترف الإصلاح، بسقوط العشرات من مقاتليه بغارات إماراتية في محافظة شبوة.. وقالت مصادر إعلامية تابعة لحزب الإصلاح، إن أكثر من (ثمانيةٍ وستين) من عناصر ميليشيات الإصلاح قتلوا إثر قصف للطيران الإماراتي على مواقعهم في محور عتق.

وتأتي هذه الإحصائية، في ظل معارك طاحنة تشهدها مدينة عتق بين ميليشيات الانتقالي الموالية للإمارات وميليشيات الإصلاح، منذ أربعة أيام.

تدخل الطيران الإماراتي، وشنّ غارات مكثفة استهدفت مواقع عسكرية  لـ”الإصلاح”، ومباني في مدينة عتق، بمحافظة شبوة، بعد أن فشلت جهود الوساطة لوقف الاحتراب، وإصرار الامارات على حسم المعركة لصالح الميليشيات الموالية لها .

مصادر إصلاحية قالت إن عدداً من الضباط الإماراتيين في مطار عتق هم من يتحكمون في القرار ويتولون إدارة المعركة وهناك ارتباط بغرفة عمليات في ميناء بلحاف.

وأضافت المصادر أن إعلان “الانتقالي”، عزمه على إنهاء وجود الإصلاح في محافظة شبوة، تم بتوجيه من الضابط الإماراتي (ناصر المشبب) الذي يدير معركة عتق.

وكان “الانتقالي” المنادي بانفصال الجنوب، أكد في بيان له، دعمه لكل الخيارات للقضاء على ما وصفه بـ”التمرد” في شبوة.. مشددا على أنه لن يتردد في معاقبة ميليشيات الإصلاح المتمردة حتى طردها من المحافظة النفطية.

يأتي ذلك وسط الحديث عن صفقة بين “مجلس العليمي” والإمارات، قادها وزير الدفاع الجديد (محسن الداعري) المحسوب على الانتقالي، انتهت بالاتفاق على تحييد الإصلاح في محافظة شبوة، وفي السياق اتهم (سيف الحاضري)، المستشار الإعلامي لـ”علي محسن”، المجلس الرئاسي بتدبير  إسقاط شبوة، مشيرا إلى تخصيص (العليمي) أكثر من (سبعة عشر مليار) ريال لـ”الانتقالي” لصالح حسم معركة شبوة..

وعلى ضوء هذه التطورات، بدأت ملامح مرحلة جديدة  تتشكل في مناطق سيطرة تحالف الاحتلال، من شأنها إعادة  تشكيل المشهد برمته.. فمعركة شبوة، وما قد يترتب عليها من اتساع لرقعة الصراع صوب معاقل الإصلاح في تعز وحضرموت والمهرة ومأرب، لم تكن إلا استشعاراً متأخراً من الإصلاح  لخطر وجودي، أصبح يهدد مستقبله السياسي ونفوذه العسكري وتحالفاته القبلية والاجتماعية والسياسية، وهذا ما بات يقرّ ويجاهر به ساسة وإعلام الحزب.

ربما أن الاحتراب الحالي في محافظة شبوة والمدعوم من السعودية والإمارات أثبت أن (الشيخ علي سالم الحريزي) صاحب رؤية استباقية قرر حماية محافظة المهرة من عبث التحالف (الصهيوعربي) ومرتزقته في اليمن، لكن بالنسبة لـ”الإصلاح” فإن المعركة لم تعد عسكرية فحسب، بل سياسية ووجودية، فكل المؤشرات تؤكد بأن الإصلاح أصبح خارج منظومة السلطة الموالية لتحالف الاحتلال، وأن كل المتغيرات الآن تشير إلى نية اجتثاث الحزب، وهو ما يؤكد ضرورة إعادة  بناء تحالفات جديدة بعيدا عن النزعات المذهبية، والتمترس خلف شعارات إقليمية كاذبة ففي نهاية المطاف خصوصاً في ظل مدّ أطراف كـ”أنصار الله” آياديهم  للمساعدة بغية توحيد الصفوف ومواجهة الخطر المحدق بالبلد.

ربما سيبقى السؤال الأهم هل يعيد الإصلاح قراءة الواقع وتصحيح وضعه السياسي وموقعه الوطني خارج خارطة الارتزاق، وبعيدا عن النرجسية واللهث وراء السلطة والمال الخليجي؟.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى