القدس

العدوان الإسرائيلي، عدوان سياسي بامتياز

بقلم: سميح شبيب

ترتفع وتيرة العدوان الإسرائيلي، يوماً بعد يوم، وتتخذ أشكالاً متنوعة، ما يدلل بوضوح، ما بعده وضوح، بأن هذا العدوان مبرمج ومرتب سلفاً، وهو عدوان سياسي في المقام الأول.

قضية المستوطنين الثلاثة، واختفاؤهم في الخليل، كانت سبباً مباشراً، وحجة للبدء بهذا العدوان المتدحرج والخطير في آن.

السبب المركزي والأساسي لهذا العدوان، هو المصالحة الوطنية الفلسطينية، وقيام حكومة الائتلاف الوطني.

الهدف الأساسي للعدوان الإسرائيلي، هو ضرب تلك المصالحة، وإسقاط حكومة الوفاق الوطني، ودون ذلك سيستمر العدوان في غيّه وتصاعده، ولن يتوقف .. قضية المستوطنين الثلاثة، كانت الحجة والذريعة، لا دليل واحدا على أن من أقدم على احتجازهم هي حركة “حماس”، ولا دليل واحدا على أنهم في قبضة أية جهة فلسطينية، بل على النقيض من ذلك، فالمتابع للشؤون الفلسطينية، يمكنه أن يلحظ، بوضوح، أن لا مصلحة لأية جهة فلسطينية في قضية هؤلاء الثلاثة.

الجو العام في فلسطين، جو محتقن للغاية، خاصة فيما يتعلق بقضية الأسرى الفلسطينيين، وعدم إيفاء إسرائيل بتعهداتها بإطلاق الدفعة الأخيرة منهم، وإقدامها على الاحتجاز الإداري الظالم وغير المنصف، وسنها لإجراءات إطعامهم بالقوة والإكراه، خلافاً لأية قاعدة إنسانية.. من الصعب أن تجد بيتاً في فلسطين، لا معتقل منه، والأسرى لا يعاملون وفق القوانين الدولية ـ الإنسانية المعمول بها، بل يعاملون “كإرهابيين وقتلة”.

ما خلقته إسرائيل من أجواء متوترة في الضفة وغزة، هي أجواء التوتر، أضف إلى ذلك تدخلها في الشأن الداخلي الفلسطيني، واعتراضها على المصالحة أو إعلانها صراحة عدم تعاطيها مع حكومة الائتلاف الوطني. هذا العدوان، يأتي تطبيقاً عملياً من الناحية الأمنية والسياسية، لسياسات إسرائيل، التي باتت واضحة للعيان، وهي سياسات لا تريد المفاوضات، ولا الاستمرار فيها، ولا تريد التوصل إلى أي شكل من أشكال التسوية، وفق القانون الدولي أو مقررات الشرعية الدولية.

العدوان الإسرائيلي، خطير وكبير، لكن من الحكمة رؤيته بالمنظار السياسي، وفي إطاره الزماني والمكاني.

من حقنا كفلسطينيين أن نتلاقى ونتفق، ومن حقنا إقامة حكومتنا بما يكفل لنا تجسيد أمانينا الوطنية، ولعله من نافلة القول، من واجب العالم أن يقف معنا، وأن يعمل معنا لوقف هذا العدوان المتدحرج والمتصاعد في آن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى