تحليلاتخاص الهويهشريط الاخبارعربي وعالميعناوين مميزةمحلية

الهدنة الأممية.. هدنة يستمر معها الجوع وقطع المرتبات في اليمن !! .. قراءة تحليلية

الهُوية نت || تحليل _ عفاف البليلي :

الهدنة الأممية في اليمن تدخل شهرها الرابع والامم المتحدة تأمل في تمديدها من اجل الوصول الى حل سياسي شامل لكن دول التحالف تضع العراقيل امامها لتعزيز حالة اللا سلم  واللا حرب في اليمن التي تصب في مصلحتها ومصلحة امنها واستقرارها..

تَوجّهٌ دوليٌّ وإقليمي واضح لتمديد الهدنة الأممية في اليمن؛ هذا ما تؤكده تصريحات وزيارات المبعوث الاممي ومساعديه الى اليمن التي كان آخرها زيارة  المستشار العسكري للمبعوث  الاممي غروندبرغ العميد (أنطوني هايوارد) الذي يزور اليمن لمتابعة المناقشات التي تم عقدها في سلطة عمّان بهدف فهم الوضع على أرض الواقع.

سابقا اكد المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ في بيان له أن تمديد الهدنه وتوسيع نطاقها سيوفر منصة لبناء مزيد من الثقة بين الأطراف، والبدء في نقاشات جادة حول الأولويات الاقتصادية مثل الإيرادات والرواتب، والجوانب الأمنية بما فيها وقف إطلاق النار من اجل المضي قدماً نحو تسوية سياسية تُنهي النزاع بشكل كامل

لكن المحرك الاقليمي للحرب على اليمن المتمثل بالسعودية والامارات يظهران  إصراراً على إبقاء حالة السكون الراهنة دون نقصان، إلى أن يتأمّن لها مخرج لائق من الحرب، بأيّ طريقة كانت .

وعليه تؤكد القيادة في صنعاء  ان حالة اللاسلم واللاحرب هذه غير مواتية لما تم الاتفاق عليه مسبقا وهو ما يجعلها ترفض  المضيّ قدما  في تمديد الهدنة الحالية، ما لم تتمّ تلبية مطالبها المتّصلة بالملفّات الإنسانية على رأسها ملف الأسرى وصرف رواتب الموظفين وفتح مطار صنعاء ودخول المشتقات النفطية دون عراقيل الى ميناء الحديدة ..

غير أن التحالف السعودي – الإماراتي لا يمتلك الكثير من الخيارات لحمْل قيادة صنعاء على الموافقة على تجديد الهدنة السارية في اليمن منذ قرابة أربعة أشهر؛ إذ ترفض هذه القيادة، بشكل قاطع، تمديد الهدنة بشكلها الراهن المجحف بحق اليمنيين المتطلعين لا نفراجة حقيقية في اوضاعهم الحياتية  من هنا، يعمل هذا التحالف على تفعيل الخطوط الديبلوماسية بهدف إقناع صنعاء بالتمديد.

يبدو أن خيار التجديد وعدمه مطروحان على طاولة المفاوضات ، وإن كانت التقديرات الأممية تميل إلى ترجيح الأوّل، لا سيما في ظلّ الجهود المبذولة لحلحلة ملفّ رواتب موظّفي الدولة، فضلاً عن وجود رغبة أميركية صريحة في إبقاء اتفاق وقف إطلاق النار، والذي تَعدّه إدارة الرئيس جو بايدن من أهمّ إنجازاتها الخارجية.

من جهتها، تبدي قيادة صنعاء حرصاً على إدامة الهدوء، لكنها تولي الأهمية القصوى لمسألة رفع الحصار، وهي تمتلك من أجل ذلك الكثير من أوراق القوّة، فضلاً عن السياق الدولي الراهن الذي يعمل – في جانب منه – لصالحها

ورفع الحصار، يقتضي على الأقلّ صرف المرتّبات، ورفع كافّة القيود عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، بما فيها الوصاية السعودية على منْح تصاريح الرحلات الجوّية والتحكُّم بمَن يسافر ومَن لا يسافر من اليمنيين، واقتصار الرحلات على بلدان مؤيّدة للتحالف السعودي الإماراتي فقط، واحتجاز ناقلات النفط المصرَّح بها أممياً.

وفي مقابل ذلك، يَبرز سيناريو عودة المواجهة، التي لن تقتصر على الأراضي اليمنية، بل إن نطاقها سيتّسع ليشمل المنشآت الحيوية في كلّ من السعودية والإمارات

المبعوث الأممي، وتفادياً لسيناريو العودة الى الحرب دعا الأطراف كافة إلى عدم تضييع فرصة تنفيذ الهدنة وتجديدها وتعزيزها، يعكف على دراسة خيارات في هذا السبيل، من بينها ربط مطار صنعاء بمزيد من الوُجهات، وعلى رأسها مسقط وبغداد وبعض العواصم الآسيوية التي تعدّ مقصداً دائماً لليمنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى